المعارك تشتد بكربلاء.. و الناصرية غاضبة على الأمريكيين والصدر
القوات الأمريكية تنسحب من مراكز الشرطة في مدينة الصدر وتسيطر على الكوت

* بغداد - د. حميد عبدالله - الكوت - كربلاء - الوكالات:
انسحبت القوات الأمريكية من مراكز الشرطة والبلدية في مدينة الصدر بعد صدامات دامية مع مسلحين شيعة . وقد أخلت هذه القوات مركز الشرطة الرئيسة في مدينة الصدر، وكذلك مراكز الكرامة والصدر والرافدين والنصر والثورة والتحديد بحسب المصدر نفسه، ولم يشاهد أي عسكري أمريكي في مقر البلدية الواقع على الجادة الرئيسة في هذه المنطقة التي كانت مسرحا لاشتباكات دامية بين قوات التحالف وميليشيا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وكان عناصر الشرطة العراقية فقط أمام المبنى. قال شهود: إن القوات الامريكية استعادت سيطرتها أمس الجمعة على مدينة الكوت في شرق العراق وذلك بعد يومين من انسحاب القوات الأوكرانية من قلب المدينة في أعقاب وقوع اشتباكات مع رجال ميليشيا شيعية. وقال مقيمون: إن القوات الامريكية تسيطر على وسط المدينة الواقعة على بعد 170 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من العاصمة بغداد، فيما شوهدت أرتال من المركبات الامريكية المدرعة في شوارع المنطقة، وأوضحت لقطات لتلفزيون رويترز أن مكتب مقتدى الصدر في الكوت قد دمر بعد تعرضه لهجوم. وفي كربلاء أعلنت الشرطة وأطباء ان قتالا وقع خلال الليل قبل الماضي بين القوات البولندية والبلغارية من جهة ورجال ميليشيات شيعة من جهة أخرى في مدينة كربلاء وأسفر عن مقتل 15 عراقيا كما قتل ستة ايرانيين عند نقطة تفتيش بولندية. وتفجرت أعمال العنف عند أطراف مدينة كربلاء الواقعة في جنوب العراق. وقال صالح مهدي رئيس الإدارة الصحية في كربلاء أن الاشتباكات التي وقعت خلال الليل أدت ايضا إلىجرح 21 عراقيا.
وقال متحدث باسم شرطة كربلاء: إن الايرانيين الستة قتلوا في الطريق بين بابل وكربلاء لدى اقتراب سيارتهم من نقطة تفتيش بولندية، وقتل خمسة ايرانيين أيضا في حادث مماثل في وقت سابق من الأسبوع. من ناحية أخرى ذكرت وكالة الأنباء الايرانية أن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق (حزب عراقي مدعوم من ايران) تحدث عن (تقدم) في المحادثات التي يجريها مع مقتدى الصدر حول انتفاضة الشيعة في العراق ضد قوات التحالف، وأضافت الوكالة أن وفدا من المجلس الأعلى التقى مساعدي الصدر في مدينة النجف المقدسة (جنوب بغداد).
ونقلت الوكالة عن رئيس الوفد الشيخ حميد السعدي قوله (نأمل في أن تؤدي المفاوضات التي نجريها الآن والتي ستستمر في الأيام المقبلة إلى التهدئة في البلاد). وسيقترح رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق، عبد العزيز الحكيم، عضو مجلس الحكم الانتقالي في العراق القيام بوساطة بين مقتدى الصدر والتحالف الذي يحتل العراق، كما أوضحت الوكالة من دون مزيد من التفاصيل، وفي الماضي كانت علاقات المجلس الأعلى بالغة الصعوبة مع مقتدى الصدر وأنصاره.
وفي (ابو غريب) اندلعت مواجهات عنيفة بين القوات الأمريكية ومقاتلين في مدينة أبو غريب ذات الغالبية السنية على بعد عشرة كيلومترات غرب بغداد. وتتمركز دبابات أمريكية على مدخل المدينة في حين يتجول مقاتلون يحملون قذائف مضادة للدروع ورشاشات ويلبسون كوفيات في الشوارع، وشوهدت آثار دماء على الطريق وشظايا زجاج، وفي الناصرية أججت المواجهات العنيفة بين القوات الأمريكية ومقاتلي (جيش المهدي) في مدينة الناصرية في جنوب العراق غضب سكان المدينة الشيعية على القوات الأمريكية، وكذلك على ميليشيا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، وقالت طبيبة تعمل في قسم الطوارىء في مستشفى الناصرية العام (استقبلنا قوات التحالف التي خلصتنا من صدام حسين بأذرع مفتوحة بعد أن وعدونا بالحرية والديموقراطية'، وأضافت متسائلة (ولكن ما الذي حل بوعودهم وبحقوق الشيعة؟) ودارت مواجهات عنيفة الثلاثاء بين القوة الايطالية في الناصرية وجيش المهدي أسفرت عن مقتل 15 عراقيا بينهم ثلاثة مقاتلين وإصابة 37 آخرين بجروح. كما خلفت المواجهات أضرارا في المباني السكنية.
وقال هادي الموسوي مدرس الجغرافيا: إن (الصدر وطني. إنه يحارب المستعمرين الذين جاءوا بوعود مزيفة بهدف السيطرة على مقدراتنا وإقامة قاعدة عسكرية بهدف ضرب الإسلام في الصميم). ولكن بعض العراقيين يعتبرون أن مقتدى الصدر يزج العراق في نزاع لا جدوى منه في ظل انعدام الاستقرار،ويقول سعد الأسعد المهندس الذي انتقل إلى إيطاليا ابان الحرب الايرانية العراقية (1980 - 1988 ) :ان (الصدر شاب ومتهور، مقاتلوه مجموعة من الشبان الطائشين) وأضاف (نحن بحاجة إلى خطة إلى اناس يتصرفون بهدوء، لا يمكننا أن نسمح باستخدام لغة القوة والبنادق). وكان سكان جنوب العراق الفقير والمعدم استقبلوا القوات الأمريكية بشعارات الترحيب على الجدران، وبعد سنة يطالب هؤلاء السكان بتأمين طعام يومهم وجر مياه الشرب إلى منازلهم وتعبيد طرقاتهم، وخصوصا الحصول على الامن.