ماذا عساي أن اتحدث عن فقيد الفروسية الأمير أحمد بن سلمان ذلك المالك العالمي الذي سطر انجازات لم يسبقه اليها احد في ميادين العالم.. ماذا عساي أن أتحدث عن رجل بقامة أحمد ذلك الرجل (الحصّان) الذي حقق ما عجز عنه الآخرون من الملاك العرب في العالم.
ما بين الخيل وأحمد روايات من النجاح الخالد من الصعب تكرارها!
هل اتحدث عن انجازه كأول مالك عربي يكسب أقوى سباقات العالم عن طريق (بونيت جيفن) (جاك العلم) عندما جمع جائزة البركنس والبلومنت؟. أم اتحدث عن جواده وور املبيم (شعار الحرب) بطل كنتاكي دربي والبركنس؟. ام اتحدث عن اغلى وأفضل من ركضت في المضامير الأمريكية (الفرس اسباين) بشعاره الدولي الاخضر والأبيض ممثلاً بها الوان علم بلاده المملكة العربية السعودية.
وغيرها من نجوم هذه الإمبراطورية التي حملت رايات الوطن خفاقة كأوث وانيس وشارب كات ورويال انثم وجوهر.
أحمد بن سلمان -رحمه الله- لم يكن حبه للخيل من منظور مادي بقدر ماكان احساساً فطرياً بعشق الرياضة والتنافس الشريف.
كثير من ملاك الخيل الامريكان تعلموا منه هذه الروح فعندما يخسر حصانه السباق تجده يبادر في التقاط الصور مع منافسيه في صورة رفيعة من صور التنافس الشريف.
يقول مستشاره في شركته الرائدة في عالم الخيل (ثوروبريد) السيد تيرينس كوليه: لقد كنت أشعر بالسعادة وأنا انهض كل صباح مدركاً انني لازلت اعمل مع الأمير أحمد، ويضيف: لم اره مرة واحدة في حالة إحباط أو محباً للانتقام، لقد كان قادرا على ابداء سعادته في فوزه كما كان قادراً على كبت احساسه بالهزيمة سريعاً.
في زيارتي الاسبوع الماضي مكلفاً لتغطية سباق كأس العالم 2004 في دبي وجدت انه ما إن تلتقي بأي من المدربين أو الخيالة العالمين الذين حضروا لاقوى تظاهرة فروسية في العالم والذين عرفوا الأمير أحمد - رحمة الله عليه- وتعرفهم بنفسك كصحفي سعودي الا وتجدهم يتحدثون دون طلب منهم عن أحمد بن سلمان وكيف كان غيابه خسارة للفروسية وصناعتها في العالم.
الميدان وهي ما زالت تحس بفداحة غياب الفارس الراحل ترصد بعض ما يدور في نفوس من عرفوه خارج مضاميرنا المحلية وتلتقي بثلاثة من رموز الفروسية في العالم يتحدثون عن بعض جوانب شخصية الأمير الراحل وهذه محصلة ما رصدناه:
ماندلا: أحمد بن سلمان فراسة نادرة
يقول المدرب العالمي (ريتشارد ماندلا) عن الأمير أحمد بن سلمان بأنه أحد أعظم الملاك الذين استمتعت بالعمل معهم في تدريب خيوله حيث كان الرجل يمتلك فراسة نادرة في انتقاء مهور السنتين من المزاد وكان كثيراً ما يتفوق علينا معشر المدربين في رؤيته المستقبلية لاي من تلك المهور في تحقيق نتائج أفضل.. ويضيف: لم اتمالك نفسي عندما تمكن الجواد (جوهر) من التساوي مع الايرلندي هايت شبرال في سباق البيررزكب الكلاسيكي الموسم المنصرم كون الفوز جاء عقب وفاة الأمير الجنتلمان بأكثر من عام.
وهو في الحقيقة خسارة ليس للملاك العرب بل لصناعة الخيل في العالم، وكم كنت اتمنى أن يكون حاضراً ذلك السباق.
سليز:
تواضع أميري ملكي
الخيال العالمي اليكس سليز قال إن الأمير أحمد كان حريصاً جداً على توثيق العلاقة بين الملاك العرب وخاصة السعوديين مع زملائهم الملاك في كافة أنحاء العالم. وكان يمتلك روحاً رياضية عالية فعندما يكسب ويتعالى الهتاف له يبدو أكثر تواضعاً من كل الحاضرين وتواضعه هو التواضع الأميري الملكي المملوء بالعزة والأنفة دون كبرياء، وكم اتمنى لو سنحت لي الفرصة لزيارة السعودية للالتقاء بأهله واصدقائه حرصا مني على الوفاء تجاهه لقد استفدت منه - والحديث للفارس العالمي اليكس- أشياء كثيرة من اهمها كيفية تعامل ومحبة رب الأسرة لأسرته وانا مثله أب لأطفال.
جيري ستيفز:
لا يخذل محبيه وأصدقاءه
الفارس العالمي جيري ستيفنز علق قائلاً والدموع في عينيه: الأمير أحمد بن سلمان رحل عن هذه الدنيا، والدنيا قليلة القيمة امام الآخرة وانا لدي احساس صادق بإذن الله أنني سألتقي هذا الرجل في الجنة إن شاء الله.. فأنا رجل مؤمن بأن ما كتب للبشر سيلاقونه مهما كان، فإرادة الله فوق كل شيء وللأمير أحمد افضال كثيرة عليّ لا يخذل محبيه واصدقاءه وزملاءه، فعندما تعرضت لإصابة بالغة في ركبتي اجبرتني على الاعتزال وقف معي حيث كنت معه اقوم بدور استشاري في ادارة الخيل ولم يكتف بذلك بل عرضني على الأطباء ودلني -على حسابه الخاص- على أفضل مركز علاج الركبة في العالم حيث تعافيت بإرادة الله اولاً ثم بعزمي وتصميمي ومساندة الأمير أحمد وأنا ادعو له في كل لحظة وان نلتقي في الجنة إن شاء الله، وأتمنى لأسرته التوفيق.. هذا الرجل علمني معنى العزيمة والإصرار والإيمان العميق بالله.
ومن ثم توقف الرجل عن الحديث بعد أن اجهش بالبكاء واعتذر عن تكملة حوارنا معه.
|