من ضمن حصاد (دبي).. حيث كنت مكلفاً بتغطية احداث كأس العالم لسباقات الفروسية في الأسبوع ما قبل الماضي حظيت بحوارات عديدة درات بيني والكثير من المهتمين وأهل الاختصاص.. حيث تبادلنا الافكار, واستطعنا الخروج برؤى عديدة حول الكثير من قضايا الفروسية خصوصاً على مستوى منطقة الخليج.
اقول انه ضمن ذلك الحصاد.. دار بيني وزميلي فيصل العسيري حديث عن هموم وشجون الاعلام الفروسي، حيث يقول العسيري ان الاعلام الفروسي هو الأفضل سواء على المستوى الخليجي او حتى على المستوى العربي، ويواصل الزميل العزيز قوله: ان الإعلام السعودي ويقصد به الفروسي(المقروء) يتضمن كل انواع الفنون الصحفية من مقالات وتحقيقات ولقئات وتحليلات على عكس الآخرين(خليجيا وعربياً) حيث يكتفون بالنفطية الخبرية وكأنها كل ما يمكن تقديمه لقراء الفروسية ومتابعيها ملاحظة ثاقبة للزميل العزيز ولعلها مناسبة ان يلتفت الاشقاء للتجربة السعودية كي يستفاد من حصادها.. فإعلامنا الفروسي المقروء متنوع ومتجدد وهو يغطي اطول موسم فروسي في الوطن العربي شتاء وصيفاً.. لكن ورغم كل هذه السمات المميزة ورغم الجهد المبذول والذي يعطي خلاله اعلاميونا كل بقدر طاقته وما يتاح له من حضور ومتابعة يأتي من يخرج علينا ليصف هذا الاعلام بصفات تقلل من شأنه وتبخس عطاءه المميز.
ومع ذلك أجد لمثل هؤلاء العذر فهم أسرى المحلية، حيث تغيب متابعتهم على المستوى الدولي أو الأقليمي او العربي أو الخليجي.
في الكويت - مثلاً - كان هناك قبل سنوات اهتمام كبير سواء على مستوى الصحف اليومية او المجلات المخصصة لكنه تراجع فجأة بشكل مخيف.
وفي الامارات تغيب التغطيات المكثفة الا عند اقتراب كأس العالم.. أما في معظم الأحيان فان الاخبار الفروسية يتم ادراجها مع الصفحات الرياضية.. وقد يقول قائل ان الامارات تتفوق بالمطبوعات الشهرية التي تصدر على شكل مجلات مخصصة لكن منطق الاعلام العصري يقول ان المجلة الشهرية مهما كانت متقنة لاتستطيع ان تفي بالشكل الذي تشهده الاحداث والنتائج السباقية.. صحيح ان الاعلام المرئي في الامارات هو الافضل فروسياً مقارنة بالآخرين لوجود المعلق الفروسي احمد الشيخ والذي يدير محطة دبي الرياضية وبوجوده الدائم مع جياد الامارات في كل مشاركة لها في كل بقاع الدنيا وهو المسارع بتغطية كل ما يتعلق بفروسية الامارات لحظة بلحظة وفوزا بفوز.. حتى ان جميع اضلاع الفروسية الثلاثة (التحمل - الحواجز - السباقات) اصبحت تشكل وجودا مستمرا من خلال نقلها الى كل المشاهدين من مكان الحدث لحظة وقوعه.
اما هنا فان الاعلام الفروسي المرئي لا يتعدى الحدود وان كان الزميل متعب الشمري يسعى لتواجد الاعلام الفروسي المرئي وبشكل فردي في المحافل الدولية.. وهو يجد كل التشجيع والدعم من فريق الخالدية عند مشاركاتها في السباقات الخاصة بها.
عموما الاعلام الفروسي المقروء هو المهيمن على الطليعة في المنطقة رضي من رضي وأبى من أبى ونحن هنا في الميدان ومع ختام سباقات الموسم اليوم لنشعر بالسعادة كوننا سعينا بحسب الاستطاعة الى تقديم رسالتنا على أكمل وجه ونحسب اننا كنا خلال هذا الموسم الأجرأ بطرح قضايا في منتهى الحساسية على مدار الموسم وكلها تصب في مصلحة الفروسية، وضعنا النقاط على الحروف متحملين المصاعب والمشاكل وحدنا دون غيرنا لأن هدفنا الاسمى كان الصالح العام, ويعلم الله ان طموحنا الدائم هو ان ترتقي فروسية الوطن الى مكانها اللائق، فلسنا مع احد ضد آخر ولسنا مع جوقة زيد ضد جماعة عبيد وحسبنا هنا مع ختام موسم حافل بالإثارة والتشويق.. ان العقلاء واهل النظرة الحضارية الثاقبة في التعامل وسيقدرون طروحاتنا بما تضمنته من جرأة وصدق ومسؤولية. سعينا قدر طاقتنا والتزمنا بالصدق وكنا دوماً منحازين للوطن وفروسيته، فالحمد الله على ما أنجزناه.. والحمد الله على ما وفقنا إليه.
المسار الأخير:
وانا على الدنيا مخاوي رجاجيل
وما لي ومال مكبرين المخدة |
|