* الرس - أحمد الغفيلي :
أمام تضاؤل فرص بعض الأندية في العودة مجدداً للمشاركة خارجياً لابتعادها في المواسم الأخيرة عن التتويج بالألقاب المحلية وغيابها شبه التام في لقاءات الختام والتي يعتبر الوصول لها بوابة العبور للمنافسات الخليجية والعربية والآسيوية برزت مؤخرا العديد من الأصوات المؤثرة للمطالبة بإقرار آلية جديدة يتم وفقها تحديد هوية ممثلي الكرة السعودية بهدف حصر احقية المشاركة لكل فريق على منافسة واحدة بغض النظر عن احتمالية تحقيقه واستحواذه على أكثر من بطولة محلية وترك المجال مفتوحاً لاقحام أندية لم تضف أي إنجاز للمشاركة خارجيا بحجة ان في ذلك مخرجا وحلا لاشكالية تعارض وتداخل المنافسات والمباريات المؤجلة.
وبنفس الاتجاه يبدو أن الاتحاد السعودي لكرة القدم ممثّلا باللجنة الفنية ولجنة المسابقات في طريقها للاستجابة لدعوة أطراف ظلت تقدم الفكرة مدعمة بايجابيات هي في ظاهرها تحقق مصلحة عامة وفي حقيقتها تسعى لمصلحة ذاتية وتخفي سلبيات من المهم طرحها وتداولها ودراسة تأثيرها في حال الموافقة والتي يأتي أبرزها وأهمها:
- ان توزيع المشاركة الخارجية وشموليته لأكثر مما هو متاح حاليا وربما يصل عددها لستة أندية مقسمة على بطولة أندية مجلس التعاون الخليجي والبطولة الآسيوية والعربية الموحدة يعني ان اللجنة الفنية ولجنة المسابقات وهي التي واجهت صعوبة بالغة في برمجة وتنسيق مؤجلات الهلال والأهلي والاتحاد ولم تفلح اجتماعاتها بمندوبي الأندية الثلاثة في اعتماد اللقاءات المؤجلة بشكل يرضيها ويتناسب مع ظروفها ويعطيها حقها في ضمان فرص متكافئة مع الفرق الأخرى.. بالتأكيد ستجد نفسها عاجزة عن ايجاد حلول مقنعة لفرق تمثل نصف أندية كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وستواجه مطالب متعددة كل منها يسعى لتلافي الاجهاد والتعارض ولن تستطيع مهما عملت لارضاء كافة الأطراف فضلا عمّا سيوجه لها من انتقادات وضغوط متوقعة.
- ان الأندية السعودية بواقعها الحالي تعدت مرحلة التواجد بهدف المشاركة والتمثيل المشرف وان طموحها المنافسة ونيل الألقاب وإثراء رصيد الكرة السعودية من الإنجازات وبالتالي فمن البديهي ان يكون التركيز على الكيف وليس الكم والدفع بالفرق المؤهلة والقادرة على احراز الألقاب وتأكيد زعامة الأندية السعودية للبطولة الخليجية والمسابقات الآسيوية والعربية وهذا لن يتحقق في ظل ترشيح أندية لم تتمكن من تأكيد جدارتها في منافسات محلية وتفتقد لمقومات المنافسة.
- ان التخبط والعشوائية والفشل في تحديد وصياغة برنامج زمني يجب ان لا تدفع الأندية المتوجة بجهد ودعم وبذل كافة عناصرها شرفية وإدارية وفنية ثمرة ومحصلة تفوقها ثمن افتقار اللجان المختصة لكوادر تنظيمية مؤهلة وان يتم بحث جوانب سلبية طغت على عمل بعض اللجان كتداخل المسابقات وضغط المباريات واختلاف التعامل مع مواقف وحالات مشابهة وتناقض القرارات.
- وأخيراً يبقى الخيار الآخر المحتمل للأخذ به والذي سيتيح للنادي الفائز بأكثر من بطولة المشاركة في مسابقتين مع الزامه بالتعهد بعدم المطالبة بالاستفادة من عناصرها الدولية لا يمثل حلاً مقنعاً فالأندية الداعمة والمغذية للمنتخبات الوطنية يجب دعمها ومكافأتها وحفزها بدلا من مصادرة عناصر قوتها وحرمانها من لاعبيها الدوليين لا سيما ونحن في عصر الاحتراف ومقبلون على نقلة ينتظرها ويأملها كل محب للرياضة السعودية بخصخصة الأندية وفتح آفاق استثمارية كما هو حاصل ومعمول به في الدول المتقدمة رياضيا ولعلنا نسترجع الآثار السلبية التي حدت من فرص أندية سعودية في مشاركاتها الخارجية بمعزل عن نجومها الدوليين كما حصل للهلال في البطولة الخليجية بعمان والبطولة الآسيوية للأندية أبطال الدوري التي وصل لختامها وترك لقبها والتصفيات الآسيوية بلبنان وغيرها فمن حق الأندية الاستفادة من جل عناصرها ودون تحديد نسب معينة في كافة التزاماتها المحلية والخارجية فمراعاة مصلحة المنتخبات السعودية أولوية يمكن توفرها بالتنسيق دون مساس بمكتسبات الأندية وحظوظها.
|