* أُصبتُ بمرض في العين اليسرى وبدأ المرض بحكة مستديمة، أخذت لذلك مراهم وقطرة لكن دون جدوى ورقيت نفسي فاستفدت كثيراً، عالجت في عيادات وبعض: المستشفيات فذكر لي طبيب أنه (مرض الرطوبة) وهذا أقلقني نفسياً حيث أنني بعد أخذي لقطرة خاصة بدأت عيني تدمع بشكل مستمر فبماذا تنصحني؟
وما هو مرض رطوبة العين؟
خالد العنزي - قطر
* ج - أنصحك بدوام الرقية مع أخذ أسباب عدم القلق النفسي لهذا، وضرورة تكثيف العلاج والبحث لدى الطبيب عن سببه وهذا أمر لا بد منه أما (رطوبة العين) فهو من أمراض العيون وسببه متعدد ومختلف لكن علاجه اليوم متيسر بإذن الله تعالى، وقد رأيت صلاح الدين بن يوسف الكحال الحمودي 696هـ قد ذكر هذا في كتابه (نور العيون وجامع الفنون) ما بين ص 441 حتى ص 447 قال هناك ما نصه:
الباب الثاني في أمراض الرطوبة البيضية وعلاجها
أمراضُ الرطوبة البيضية من أمراض المقدار وسوء المزاج وهي عشرة أمراض، تُغيرُ لونها الى الحمرة، او الى الصفوة، او الى السواد او الى البياض، وجفوفها وجفوف جزء منها، صغرُها، كبَرُها، رُطوبتها، غلظُها.
الأسبابُ: حمرتها: من دم يصعدُ من البدن ويَنصبُّ اليها ويصبغها، وأكثر ما يعرض ذلك عند الرعاف والشِّرى الدموي أو مع حمى (سنوحس).
وصفرتها: من خلطٍ صفراوي يغلب على البدن يَنصبُّ اليها ويصبغها، وأكثر ما يعرض ذلك مع اليرقان الصفراوي مع غب داخل العروق.
وسوادها: من خلط سوداوي يلغب على البدن يَنصبُّ اليها ويَصفُها، وأكثر ما يَعرضُ ذلك مع اليرقان السوداوي او مع الرُّبع او الرُّبعين الثلاثة ارباع الحادثة عن عَفن السوداء وكثرتها.
وبياضها: من خلط بلغمي، يلغب على البدن ينصب اليها ويصبغها، وأكثر ما يحث ذلك من الحمى البلغمية إذا طال زمانها، والفرق بين تغيُّر لون البيضية وتغيُّر لون الجليدية والزجاجية، هو: أنه اذا تغيَّر لون البيضية الى احد هذه الألوان ورأيتَ الحدقة بذلك اللون لأنها في تجويف العنبيّة - كما ذكرت في التشريح - فيجبُ أن ترى (الحدقة) بذلك اللون، وهذا ظاهر للحس وأما تغير لون الجليدية فليس يظهرُ للحس، لأنها محجوبة بالرطوبة البيضية والطبقة العنكبوتية، ونحن ليس نرى غير الطبقة القرنية والعنبية من ورائها، ونرى صورنا في صقال العنكبوتية فقط من غير ان ندركها. وتغيُّر لون الرطوبة الزجاجية، فقد اتفقا في السبب والمرض واختلفا في العلامة.
وأما جفوفها أو جفوف جزء منها: فغلبةُ اليُبَس عليها فتُجفف رطوبتها، او برد مجمّد، وقد يكون لحرارة عاقدة لها، وهذه إن كانت قوية جفت جميعها، وان كانت ضعيفة جفّض جزؤها.
وأما صغرها ونُقصانُها: فذلك إما طبيعي فمن نقصان المادة النطفية، وإما عرضي فغلبة الحرارة واليُبس او عدم الغذاء الواصل اليها، كما يعرض ذلك كثيراً للمدقوقين او لسيلان شيء منها اذا انخرق العنَبيُّ.
وأما كبرها: فهو ايضاً إما طبيعي: لتوفر المادة النطفية التي تكونت منها الأعضاء، او عرضي: لانصباب مادة اليها زادت في مقدارها.
وأما رطوبتها: وهو أن يُرطَّب مزاجُها عن الحال الطبيعي لمخالطة مادة دقيقة جداً وأخبرة تُخالطها، فيقلُ شفافُها فإن الأبخرة والأدخنة الغريبة الخارجة توذيها فكيف الداخلة.
وأما غلظها: فمن مخالطة مادة غليظة، او غلبة حر ويُبس اقل من المقدار المجفف لها، أو مادة سوداوية تغلظها وتكدرها.
العلامات: أما تَغيُّرُ لونها الى أحد الألوان: فإن العليل يرى الأشياء كلها بذلك اللون الذي هي عليه، فإن كان بشركة من البَدن فتقدِّم ما يحدث في البدن مما ذكرت، وإن كان بشركة الدماغ فتقدم الآفة في الدماغ مع أن تكوُّن سائر الحواس مأوفة وإن كان تختص بالعين فعدم علامات المشاركة.
وأما جفوفُها كلها: فصغر العين، وبطلان البصر، مع ضيق الحدقة، وزرقة العين.
وإن جفَّ جزء منها، فإن كان الجفاف في مواضع كثيرة بازراً ذلك الجفاف الذي (لم يشف). وإن كان في موضع واحد، رأى فيما يبصره كوة واحدة، لأنه يظن أن ما لا يراه من ذلك البصر عميق.
وأما صغرها: فضعف البصر وزرقة العين مع ضيق الحدقة، وإن كان عن تفرق اتصال العنبي: فتخسف العين ويكمش ما يحاذيها من القرنية.
وما كبرها الطبيعي: فمن حيث الولاه فكحولة العين ورطوبتها.
وعظمها العرضي فاتِّساعُ الحدَقة، وإن أطرق الإنسان رأى كأن قدامه ماءً راكداً.
وأما رطوبتها: فترطب لذلك العين مع تكدر يعرض للبصر لقلة شفافها.
وأما غلظها: إن كان يسيراً: منع العين ان ترى البعيد، وإن كان كثيراً: فإنه ان كان في جميعها منع البصر، وحدث عنه نزول الماء في العين، وإن كان في بعضها فإنه يكون إما في أجزاء متصلة ويكون في الوسط أو حول الوسط، فإن كان في الوسط رأى في الجسم المبصر حِداه كوة، وإن كان حول الوسط امتنع الإنسان أن يرى اجساماً كثيرة دفعة حتى يحتاج أن يرى كل واحد من الأجسام على حِدَتِه لصغر صنوبرة البصر، فإن كان الغلظ في أجزاء متفرقة: فيرى الإنسان كل ما (كان) بين يديه أجساماً كالبقِّ والذباب والشعر على شكل الغلظ المتشتِّت في قوامه ولونه.
العلاج: تغيُّرها الى الحمرة: فَصْدُ القيفال، والحجامة، واستعمال ما يُطفئ الدَّم، كنقيع التمر هندي والعنّاب والكُسْفرة اليابسة بشراب الورد والينوفر وماء الرمانين بالسكر.
وأما تغيُّرها الى الصفرة: يستعملُ نقوعُ المشمش او شراب الورد المكرر بالثلج وشراب السكنجبين بالماء المبرد بالثلج.
وإن كان من اليرقان: فيُشربُ مع النقوع الزراوند أو مع الأشربة المذكورة.
وأما تغيُّرها الى السواد: يستعمل ماء الجُبن مع شراب الشاهترج واللينوفر، فإن كانت السوداء غالبة كثيرة فيأخذ السفوف بماء الجبن.
وأما تغيرها الى البياض: يستعمل مغلياً متَّخذاً من بزر الكرَفْس، ورازيانج، وأنيسون، ومصطكا، وعرق السوس مصفى على شراب أصول وشراب (ليمون والجنلنجبين).
وإن احتجتَ الى استفراغ البلغم فبحب القوقايا او حب الصَّبْر.وأكْحَل العينَ في غلبة الحُمْرة والصُّفرة بحماض الأترج أو بالخل الممزوج بماء الورد أو بماء الرُّمان الحامض، وتُلطخُ العين من خارج بماء عصا الراعي وما حي العالم وماء الكسفرة الخضراء وماء الخس والصندل وماء الورد، واكحل العينَ في غلبة السوداء والبياض بأشياف العنبر وصفتُه من (النتيجة) يؤخذ راسخت درهمان، صمغ عربي وكُثيرا من كل واحد درهم، تدق وتنخل وتجبل بماء عذب وتشيف وتستعمل ويتعاهد الحمّام في غلبة السوداء.
وأما جفوفُها: إن كان لغلبة الحرارة واليبس فيستعمل حليب البزر قتّاء، والخيار والبقلة مع شراب رمان حلو، ونوفر، وكذلك ماء الشعير المبرز، وماء البطيخ الهندي، وماء القرع بالسكرة. والتسعيط. بدهن اللينوفر، والقرعن والبنفسج، ويتعاهد الحمام العذب، وقد تقدم مثل هذا الترطيب في السرطان ويبس القرنية والعنبية ما فيه كفاية.
وأما صغرها الطبيعي: لا علاج له، والعرضي ما دام في زمان النشوء فربما يعود ما نقص منها كما ذكر (جالينوس) وقد ذكرتُ نص كلامه في انخراق القرنية، فيجب ان يستعمل ما يُخَصِّبُ البَدن من الاغذية المعتدلة كاللحوم الفتية والألبان الدسمة الطرية والجبن الطَّري.
وأما كبرُها ورطوبتُها وغلظُها: فعلاجها وعلاج الماء واحد من الاستفراغات والأكحال المذكورة هناك.
كحل نافع في هذا الموضع جداً، يؤخذ ماء الرازيانج الأخضر مغلياً مصفى عشرة دراهم، عسل منزوع الرغوة خمسة دراهم، ماء الرمان المز مغلياً مصفى خمسة دراهم، مرارة تيسٍ درهمان، فربيون نصف درهم، يسحق الفربيون بجميع المياه المذكورة، والعسل ويُجعلُ في إناء ويُكتحلُ به غدوة وعشيةً.
وإن كان من حرارة ويُبوسة فيعالج بما ذكرته في جفوفها.
وإن كان عن برد فيعالج بما ذكرته في تغيرها الى البياض، وكَحِّل بالعزيزي والباسليقون.
وإن كان الغلظ من مادة سوداوية فيعالج بما ذكرته في تغير لونها الى السواد.
(ابن قرة، في البصر والبصيرة) ينفع غلظ البيضية أشياف المرائر، وكلما كان من الطير والوحش نظرهُ حاد فمرارته نافعة مثل الحمام والحجل والقبح والغراب والكركي، فإن هؤلاء ينظرون على بعد، ومرارة ابن آدم نافعة ايضاً.
وأما إذا كان عن زيادة في الكمية: علاجُهُ قلة الغذاء، واكل الأشياء المفتحة مثل الرازيانج، والفلفل، والخردل، والكرفس، والدار صيني، ويلزم دخول الحمام الحارة المالحة الماء ومعدته خالية من الطعام، ويستعمل كل يوم على الريق الزنجبيل المربى ومعجون الفلافل، والغرغرة بأيارج مع سكنجين العنصلي، ويمنع من الامراق.
ومن أعراض غلظ البيضية إذا نظر الإنسان من فوق سطح او جبل الى اسفل لا يرى وإن نظر من أسفل الى فوق رأى، والسبب في ذلك انه اذا كان الغلظ في الجزء الاسفل الاكثر، فإن الإنسان اذا نظر من فوق الى اسفل تراكمت تلك الرطوبة (فانصبت الى مجرى) النور فلا يبصر، وأما اذا رفع بصره الى فوق تراجعت تلك الرطوبة الغليظة الى خلف، وأيضاً الجزء الأعلى من البيضية ليس في غلظ كالجزء الأسفل فيرى بهذا السبب.
ومن أعراض رطوبتها: إذا نظر الإنسان الى شيء وحدد نظره واستقصى نظر شيء كفه على حاجبه، والسبب في ذلك ان الرطوبة البيضية اذا رطبت ورقت سالت الى اسفل العنبي مما يلي الجفن الاسفل عرض للبصر تحيُّرُ مما يلي على العين لزوال (تلك الرطوبة من أعلى الناظر، فيكون صاحبها اذا نظر ستر عينيه بكفه من جهة الحواجب ليزول عنه ذلك التحير وعوضاً من تلك الرطوبة، وقد يكون ذلك طبعاً لبعض الناس من موالدهم، وهم الذين يولودون بيضاً وشعورهم شديدة البياض، فهذا ما مكن ذكره (من علاج البيضية).
|