Friday 9th April,200411516العددالجمعة 19 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وداعاً.... عبدالسلام وداعاً.... عبدالسلام
شعر/ عبدالله بن ثاني

عزاءً للأمة في فقيدها فضيلة الشيخ عبدالسلام البرجس


ويومٍ من الشِّعْرَى توقد لاهبُه
ولاذتْ بأطراف المطايا جخادبُه
إلهي.. وهذا القيظُ مدَّ سرابَهُ
فعزَّ، وطالت في الفيافي مخالبُه
وأقبل كالديجورِ يحطمُ بعضَه
ليشربَ مني والعطاشُ كواكبُه
تبدى بأنيابِ الأسى وشخوصُه
ترى الحاجبَ المستورَ ثم تواثبُه
فلا الآفلاتُ الزهرُ فيه طوالعٌ
ولا الطالباتُ السودُ يوماً تجانبُه
هو الليل، لا يرضى الأفولَ وجيشُه
عثتْ في جفونِ المشرقينِ كتائبُه
إلهي.. وهذا الموتُ دارتْ كؤوسُه
فأترعتِ اللأواءَ حقاً نوائبُه
وألهبني السوطُ الذي اعتصرَ الجوَى
أصابَ فأدمى حين هبتْ جنائبُه
وطوحني خلفَ السنينِ ببلقعٍ
طغى الآلُ فيها بعد أنْ جاش غاربُه
أُخَيَّ، وليتَ الروحُ تجري دموعُها
ولكنها في حاجزٍ ماتَ طالبُه
أكفكفُ عيناً قد تصرَّم حبلُها
وأخرى تصبُّ الحزنَ ثم تعاتبُه
كأنَّ ترابَ الأرضِ قبرٌ لصاحبِي
تهيِّجُني يومَ الفراقِ نوادبُه
رمتْنِي بكَ الأيامُ والدهرُ قائمٌ
يحثُّ وقد جادتْ عليَّ سحائبُه
بأكثرَ منها يا أُخَيَّ جوانحي
يعربدُ فيها مَن يقطِّبُ حاجبه
أراك فيُغضِي في المقابرِ مبتلًى
سقتْهُ المنايا فاقشعرَّتْ جوانبُه
ترجَّلْتَ يا سيفَ العقيدةِ بعدما
تصديتْ والهنديُّ فلَّتْ مضاربُه
تنفستِ الحياتُ سمّاً بجُحْرِها
ودبتْ منَ الشرِّ الصُّراحِ عقاربُه
رحلتْ على ظهرِ الصوارمِ والقنا
فضجَّتْ محاريبُ الجهادِ تخاطبُه
أخا ثقةٍ ماذا أقولُ وشاهدي
منَ النُّوقِ مِرْقالٌ تُعدُّ مثالبُه
يطيرُ من الشوقِ الحثيثِ وقلبُه
أناختْ على عبدِالسلامِ ركائبُه
أيا ناقُ قدْ أقصيتِ عطْشَاهُ بعدما
تركتِ على المورودِ تبكي صواحبُه
وردْتِ على وِرْدٍ يفيضُ منَ الهدَى
وما كلُّ وردٍ ترتضيكِ ذنائبُه
تميدُ بنا الأوتادُ وهْوُ مجاهدٌ
تُطاولُ أبراجَ الثباتِ مناكبُه
فصبراً على ريبِ الزمانِ ومثلُنا
ستبكِي على عبدِالسلامِ مناقبُه


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved