وتأتي الأخبار برحيل الأخيار.. وهي الحياة لا مناص من منغصاتها فكما أن السعادة لا تدوم فكذا الحزن لا يدوم.رحل عبدالسلام برجس العبدالكريم.. ورحل عبدالقادر طاش وكلاهما عَلمٌ من أعلام هذا الوطن.. وكلاهما عُرِف بدماثة خلقه وحرصه على نفع وطنه وأمته.. كنت يوماً من الأيام مسؤولاً صحفياً في إحدى المطبوعات الأسبوعية وكان تواصلنا مع الراحلينِ من خلال المشاركات الكتابية التي لا أذكر أنهما اعتذرا رغم مشاغلهما فإذا طرأت لنا قضية ما وذهب إلى أحدهما أي من الزملاء أو هاتفه لم يرجع إلا بمشاركة تثري الموضوع بل تعطيه وهجاً آخر.عُرف عن الدكتور عبدالسلام حرصه على المشاركة والحوار في وسائل الإعلام منذ بداياته العلمية وما أعرف أنه اعتذر عن إبداء الرأي في أي قضية تُطرح، بل كان مبادراً دائماً بروح طيبة هي نموذج لما يجب أن يكون عليه المسلم.يقول أحدهم يوم رحيله: كنت أعتقد أن الدكتور عبدالسلام أكبر من ذلك لمعرفتي به من خلال مشاركاته منذ سنوات بعيدة.. رحل عبدالسلام مخلفاً لنا جميعاً فاجعة الرحيل التي ما كانت لتكون لولا مكانة هذا الرجل من خلال علمه وحسن خلقه الذي اسأل الله أن يثقل به موازينه.ويرحل بعده بيومين أستاذ الإعلام الدكتور عبدالقادر طاش الذي لا أستطيع أن أقول عنه إلا انه مثال للمسلم الحق بتواضعه وحسن خلقه مع من وافقه ومع من خالفه.يقول عند صديقه الدكتور عبدالرحمن العشماوي يوم رحيله: لم أذكر طوال معرفتي به وصداقتنا المتينة أنه تلفظ بكلمة نابية حتى في حق المخالفين له في الرأي بل كان يتعجب كيف يستطيع بعض الناس التلفظ بالكلمات النابية.رحم الله (أبا عادل) الذي كان عادلاً في كل أمره، وعوض الله الوطن خيراً وأحسن الله عزاء الجميع في رحيل الأخوين الفاضلين عبدالقادر وعبدالسلام.
فاكس 4080796
|