عندما يتحدث الإنسان عن فقدان عزيز.. يتألم كثيراً ويحتسب عند الله.. ويدعو له بالمغفرة ويسكنه فسيح جناته.. وهذا ما أشعرُ به الآن نحو أخي الأكبر.. صاحب القلب الكبير.. صاحب القلب الحنون.. ولا نقول إلا كما يقول المؤمن.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
عرفت د. عبدالقادر طاش وأنا بين أزقة مدينة الطائف الجميلة كجارٍ لي.. ومنذ ذلك اليوم وانا اشعر دوماً بالفخر والاعتزاز فهو صديق عزيز صدوق.. يعطي لك كل ما يملك من الحب والحنان.. لا يبخل عليك بنصيحة.. يعرف كيف يقوم بالجمع بين الابتسامة الدائمة وبين العمل الدؤوب.
عبدالقادر طاش كان معلماً لاجيال كثيرة.. يتمنى ان يكونوا خيراً منه.. يزودهم بكل ما يملك من النصيحة ويحاول ان يكون معهم على دروب العلم المنير.
رحل صاحب المنهج الوسط.. في تعامله مع نفسه اولاً ثم مع ابنائه وعائلته.. وهكذا في عمله واصدقائه ومحبيه رحل وهو يحمل هموم الأمة..كان يحدثني دوماً عن العمل الدؤوب.. عن الإخلاص في العمل.. عن التوازن بين الدين والدنيا.. بين ان يكون الانسان مخلصاً لنفسه قبل ان يكون مخلصاً لغيره..
رحل ابو عادل وترك لنا رصيداً كبيراً من الحب.. بين ابنائه واصدقائه.. كان الجميع يحبه الصغير والكبير.. يحدثني احد اصدقائه.. ان شعبيته بين عامة الناس من خلال برامجه التي كان يقدمها سواءً من قناة اقرأ او التي كان يقوم بالمشاركة بها وقال لي بالحرف الواحد.. ان عبدالقادر طاش هو ابن هذه الامة الاسلامية وهو قريب من قلب كل مسلم غيور على دينه..كان يهدف من تأسيسه لدار اعلام.. ان يقدم للمجتمع دوراً جديداً لمفهوم الاعلام الوسط.. وعلاقته بالمجتمع.. وان يساهم في تنويره بشكل علمي خالٍ من المبالغة والإسفاف، ويقدم رسالة جميلة تحث الناس على ان يكون للإعلام دور مهم في تنمية المجتمع.كان عبدالقادر طاش أستاذاً في فن الإدارة في التعامل مع الناس.. كان يعلمنا كيف يكون مفهوم الإدارة.. بالحب عبدالقادر طاش كان ولا يزال في قلوبنا وقلوب جميع محبيه ولن ننساك يا أبا عادل ونشهد أنك بلغت الأمانة ونرجو من الله تعالى مخلصين أن يسكنك فسيح جناته وأن يلهم أم عادل وأبناءها الصبر والسلوان.. وإنا لله وانا اليه راجعون.
|