خرجت من المسجد بعد صلاة فجر يوم الاثنين غرة صفر لعام 1425ه باتجاه منزلي لأنام كما هي عادتي بعد الصلاة، إلا أنه في ذلك اليوم لم أنم أما كالعادة، فقلت في نفسي لأقرأ شيئاً من الذكر الحكيم فبدأت بسورة الحج حتى انتهيت بالآيتين الكريمتين: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ {39} الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}. بعد ذلك اقفلت المصحف الشريف ولجأت الى المرناة (التلفزيون) كما عربها مجمعنا اللغوي لعلي أرى عملية فدائية تثلج الصدر مما ولج بداخله من آلام ومآسي أخواني الفلسطينيين نساء وأطفالاً شيباً وشباباً وهم يُقتلون كل يوم من قبل أناس أخرجوهم من ديارهم، ناهيك عن المداهمات وصرخات الأطفال والنساء التي تدمع لها الأعين وتنفطر لها القلوب، أقول إنني فتحت الجهاز كما ذكرت سابقاً على إحدى المحطات الفضائية وإذا بي أرى منظراً أحزنني وهو منظر أشلاء المناضل الشهيد الشيخ أحمد إسماعيل يسين بعد إصابته بصاروخ من طائرة الأباتشي بأمر من مجرم الحرب الصهيوني شارون رئيس وزراء إسرائيل وبمتابعته وإشرافه كما ذكرت إذاعة العدو، أساءني منظر الشيخ الشهيد أحمد يسين رئيس حركة المقاومة الإسلامية، حماس، وكنت قبله بعدة أيام قد فقدت والدي الشيخ عبدالله المانع رحمهما الله جميعاً ، ولست جازعاً من قضاء الله وقدره فهذه سنة الله في خلقه، صحيح أننا في المملكة تألمنا كثيراً والحكومة شجبت الجريمة البشعة ومصر ألغت المشاركة باحتفالات (الكامب) بمناسبة مرور 25 عاماً والتظاهرات العربية والإسلامية كلها تشجب وتندر، إلا أنني أراني أقف عند أمرين مهمين أولهما المجرم شارون الذي هنأ من قام باغتيال الشهيد متناسياً أن الشهيد قد ذهب إلى الصلاة على كرسي لأنه لا يستطيع المشي فهو شيخ مقعد ورغم ذلك لم يستطيعوا أن يقتربوا منه إلا بواسطة الأباتشي ( يا لشجاعة شارون وجنوده).
الأمر الثاني: أن أمريكا وبكل أسف لم تندد بالجريمة البشعة بل أوجدت العذر لشارون بأن جريمته هذه تندرج تحت طائلة الدفاع عن النفس، مع أن الاتحاد الأوروبي والعالم بأكمله استنكر هذه الجريمة البشعة.
ولأن القمة العربية تشهد اتصالات مكثفة من أجل عقدها بعد أن تم تأجيلها فإنني اقترح على أصحاب الجلالة والسمو والفخامة ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية إذا ما انعقدت هذه القمة العربية أن يطلقوا عليها قمة الشيخ الشيخ أحمد إسماعيل ياسين لعل في ذلك رسالة واضحة إلى شارون وأعضاء حكومته كما أرجو من كل قلبي أن ترقى هذه القمة إلى المستوى الذي تنشده شعوب المنطقة.
|