قمة شامخة لا تعرف الكلل ولا الملل، عقل مستنير وثقافة عالية، أفق واسع وأفكار عبقرية، طموح لا يحده حدود، همة عالية لا يوقفها شيء، سير واثق الخطى نحو الهدف، ثقة بالنفس تصنع المآثر.
يحمل هم الوطن بصدق وإخلاص وتضحية وصبر يندر لها مثيل، لا تهمه الألقاب ولا المناصب إلا بقدر ما يمكن أن توصل إلى نتائج وإنجازات، مفعم بالحيوية والنشاط، يتدفق كالبحر في حديثه الشيق الممتع فلا يمل السامعون.
وخير الناس ذو حسب قديم
أضاف لنفسه حسباً جديداً |
لست هنا في مقام التعريف بسمو الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي محافظ الهيئة العامة للاستثمار السابق، فسموه غني عن التعريف وعلم في رأسه نار، سيرته وإنجازاته ماثلة للعيان واضحة كالشمس، بصماته جلية على ضفاف مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين(بعض من مفاخر هذا البلد الطيب)، وشركة مرافق التي كانت من بنات أفكاره، ثم الهيئة العامة للاستثمار التي اختاره لها المجلس الاقتصادي الأعلى عندما ارتأى ولاة الأمر- وفقهم الله- فتح المجال للاستثمار الأجنبي، فكان سموه المرشح الأفضل للقيام بدور رجل المهمات الصعبة.. بذل كل ما يستطيع لتأسيس هذا الصرح الشامخ من الصفر مستخدماً وما وهبه الخالق عزّ وجلّ من طاقات وإمكانات برؤية عميقة لأهمية التعاون الدولي، حيث مد جسور التعاون غرباً مع دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا الشمالية وشرقاً مع اليابان والصين متوجاً تلك الجهود بعقد اتفاقيات استثمارية وتجارية واستشارية وما تتضمنه من استقدام بعض الكفاءات والخبرات النادرة من تلك الدول للاستفادة منها في دعم مسيرة النشاط الاستثماري الوليد.
موهبته الذاتية وأفكاره الجريئة وحماسه المتقد أعطى الاستثمار الأجنبي الزخم الكبير الذي يحتاجه للتعريف بأهميته وضرورته داخلياً والإعلان عنه خارجياً. حقق نتائج باهرة تتحدث عن نفسها، منها وليس آخرها الهيئة العامة للاستثمار التي وضع لها أسساً قوية وقواعد متينة تمكنها من السير الواثق ومواجهة العواصف.
آثر تسليم حقيبة الاستثمار إلى أحد الكفاءات الوطنية المؤهلة والمشهود لها بالكفاءة والخبرة بعد أن أنهى مهمته الأساسية المتمثلة في وضع الاستثمار على قائمة الأولويات، وبعد أن ترك بصمات واضحة في مسيرة الاقتصاد والاستثمار بالمملكة مختتماً بذلك ما يربو عن ربع قرن قضاها في خدمة هذا الوطن، فاستحق بجدارة لقب(رائد الاستثمار).. فلسموه تحية إكبار وإجلال.
|