|
| |||||||||
المشورة خصلة حميدة تضيء أمام الإنسان معالم طريقه في الحياة لكي يسير على بصيرة من أمره حتى يصل إلى شاطئ الأمان والسلامة فيما يتطلع إليه بعيداً عن مواطن الزلل والعثار، ومن أبرز ما يدل على أهمية المشورة ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستشير أصحابه في بعض الأمور، ويقول الحسن في ذلك (ان الله لم يأمر نبيه بمشاورة أصحابه حاجة منه إلى رأيهم ولكنه أراد أن يعرفهم ما في المشورة من بركة) ومن هنا حث على التشاور في الأمر حين قال صلى الله عليه وسلم (ما تشاور قوم إلا هداهم الله لأرشد أمورهم)، ووصف المستشار بأنه مؤتمن، ونبه عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى ضرورة التوجه في طلب المشورة إلى من يخاف الله، حيث تجد عنده بتوفيق من الله الرأي السديد والنصيحة المخلصة، يقول عمر رضي الله عنه (شاور في أمرك من يخاف الله عز وجل) وبالمشاورة تتلاقح الآراء من أهل المشورة والرأي وتنصهر في بوتقة واحدة، وما أكثر ما يكون الفرد الواحد ذو الرأي السديد والعقل الرشيد نبراساً يضيء الطريق لألوف مؤلفة من بني جنسه قيل لرجل من بني عيسى ما أكثر صوابكم قال: نحن ألف وفينا حازم واحد ونحن نشاوره ونطيعه فصرنا الف حازم، وإذا أردت ان تتلمس المشورة فينبغي ان تتلمسها عند أهل الرأي والحزم والنصح، يقول أحد الحكماء (إذا كنت مستشيراً فتوخ ذا الرأي والنصيحة فإنه لا يُكتفى برأي من لا ينصح ولا نصيحة لمن لا رأي له) وقد أدلى الشعراء بدلوهم في بيان أهمية المشورة، ومن تطلب عنده كما جاء في الأبيات التي تنسب لبشار بن برد حين قال: |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |