Friday 9th April,200411516العددالجمعة 19 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية في السودان لـ « الجزيرة »: رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية في السودان لـ « الجزيرة »:
السنة المطهرة وحي غير متلوٍّ لتبيين القرآن وتفسير ما يشكل فهمه
على علماء الإسلام مسؤولية مواجهة من يتجنى على السنة والسيرة بالحجة والدليل

* السودان - خاص ب(الجزيرة):
أكد فضيلة الشيخ محمد هاشم الهدية رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية بالسودان، أن عناية حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز- حفظه الله- بالقرآن الكريم وسنة وسيرة الرسول- صلى الله عليه وسلم-، هي امتداد طبيعي لسياسة الدولة السعودية في تطبيق شرع الله في كل أمور حياتها، وفتح أبواب العلم الشرعي الصحيح لكل أبناء الأمة الإسلامية.
وأضاف رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية بالسودان في حوار ل(الجزيرة): أن ندوة عناية المملكة بالسنة المطهرة والسيرة العطرة التي ينظمها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة خلال شهر ربيع الأول القادم، هي أحد الجهود المشكورة للمملكة في رد الشبهات والطعون المغرضة للنيل من مكانة السنة والسيرة التي تنسلخ من دعاوى الفلاسفة الملحدين والمستشرقين الحاقدين على الإسلام وأهله.. وفيما يلي نص الحوار:
* بداية نود من فضيلتكم أن تحدثونا عن مكانة السنة النبوية، وحُجّيتها في التشريع الإسلامي بالنظر إلى أنها وحي من الله محفوظة كالقرآن الكريم، والمصدر الثاني للتشريع الإسلامي؟
- السنة النبوية هي المصدر الثاني بعد القرآن في التشريع والحياة الإسلامية وهي وحي غير متلو، وبالطبع القرآن وحي متلو، وقد أكد القرآن ذلك حيث قال تعالى:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } النحل44، وقد بين الرسول- صلى الله عليه وسلم- بوحي دقيق حس به دون تلق من جبريل، وينسب ابن عطية هذا الإيحاء لجبريل عليه السلام، ويقول جل من قائل:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} الحشر7 . أوجب الله الأخذ من الرسول- صلى الله عليه وسلم- الأمر والنهي شفاهة غير القرآن، ويقول جل من قائل:{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأمِيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} الجمعة2. و الحكمة هي السنة التي قال عنها الأوزاعي الكتاب أحوج للسنة من السنة للكتاب لاعتبارات كثيرة:
1 - تؤكد أمراً ورد في القرآن مثل قوله- صلى الله عليه وسلم- (استوصوا بالنساء خيراً فإنهن خلقن من ضلع أعوج) الحديث أخرجه البخاري، والحديث (اتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم أخذتموهن بأمانة الله) الحديث إلخ في الترمذي وابن ماجه.
2 - أن تأتي السنة مبينة للقرآن بمعنى تفصيل المجمل الواضح في أوقات الصلاة وعدد ركعاتها، وتفصيل الركوع والسجود، وماذا يقرأ جهراً، وماذا يقرأ سراً، ثم تفصيل الطهارة سواء كانت وضوءاً أو غسلاً، أيضاً تفصيل الزكاة بنوع ما تجب فيه الزكاة ومواعيدها، والنصاب الذي يوجب الزكاة في التجارة والنقد والماشية والحرث، ثم الحج أركانه وواجباته ونوعه وتفصيلات كل ما له علاقة به، وبر الوالدين والإحسان للأهل والعشيرة وتربية الأولاد والقران والطلاق، وحقوق الزوجية والميراث، وكل أنواع العبادات الواجبة، والمنهيات من الحرام وتفصيله والحلال وتفصيله.
تخصيص العام: مثل قوله تعالى :{الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} الأنعام82، فشق هذا الأمر على أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالوا من منا لم يظلم نفسه؟ فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الظلم الذين تعتقدون إنما هو الشرك حيث قال لقمان لابنه :{يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} لقمان13 .
تقييد المطلق: مثال: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } 38 المائدة. جاءت السنة بتفصيل القطع من اليمنى من مفصل الكف، والمسروق أقله ربع دينار، أخرجه الترمذي وصححه الألباني.
توضيح السنة بيان ما أشكل فهمه من القرآن، مثال قوله تعالى:{وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} سورة البقرة 187، فظن الصحابة أنه الخيط العادي وجربوه بالعقال الأبيض والأسود، ولكن شرح لهم الرسول- صلى الله عليه وسلم- سواد الليل وبياض الفجر.
وأخيراً سنة مستقلة وحكمها حكم القرآن: مثال ذلك ما أمر الله بقوله:{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ} سورة المائدة 92 ، وهنا الأمر بطاعة الرسول في كل ما يأمر به أو ينهى عنه من الذي لم ينزل به قرآن واجب طاعته كطاعة الأوامر والنواهي التي ترد في القرآن لقول الله- عز وجل-:{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
وقد حذر الرسول- صلى الله عليه وسلم- الذين يرفضون السنة ويقولون نكتفي بالقرآن، وهذه دلائل نبوته- صلى الله عليه وسلم- فقد ظهرت هذه المجموعات الآن يتبجحون في منابر الجمعة أمام المصلين، ويرفعون المصحف الصغير الحجم، ويقول أحدهم أنا لا أؤمن إلا بهذا فقط، وهذ نوع من الإجرام والجرأة والسخرية بالمسلمين وبدينهم وعقيدتهم التي شرحها لهم رسول الله الأمين- صلى الله عليه وسلم- ونصحهم بقوله الذي رواه أبو داود بسند عن المقدام عن معد يكرب عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان متكىء على أريكة يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم به من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه وأن ما حرم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كما حرم الله) صححه الألباني.
* كيف يمكن الرد على الطعون والشبهات المثارة حول السنة والسيرة النبوية قديماً وحديثاً، سواء عند المستشرقين، أم عند العلمانيين والمستغربين، أم عند القرآنيين، أم عند الفرق الضالة، أم تلك الموجودة في الموسوعات العالمية؟
- الطعون والشبهات التي ابتلي بها المسلمون نتجت من أبناء المسلمين الذين انسلخوا مع الباطنيين والفلاسفة، سواء كانوا عربا أو أوربيين، وهؤلاء دفعهم أصعب وأخطر من دفع الكافرين واليهود، فإن اليهود والنصارى يعلم المسلمون أنهم أعداء يمكن مقارعتهم أو الابتعاد عن علومهم وعاداتهم، فإن باطلهم الموجود في إنجيلهم المزعوم ترد عليه طباع الحقائق لأن فيه أشياء لا يقبلها العقل، فإنهم اتهموا الرسل بالخمر والزنا ليرفعوا من شأن مسيحهم الذي تؤكد كتبهم أنه الله، فقد ورد في كتاب لهم بعنوان كيف تجسدت الكلمة وكانت المسيح( قالوا لما أخطأ آدم غضب الله عليه وأخرجه من الجنة وسرت الخطيئة في نسله مما جعل الله يحكم على البشرية بالفناء الأبدي، ولما أراد الله أن يفدي البشرية حل في مريم ليولد بالطريقة البشرية حتى يحصل تجانس بينه وبين البشر)، ومن هنا ظهرت عقيدة الحلول عند المتصوفة الذين سيطروا على عقول البسطاء من العرب المساكين، حيث زينوا لهم هذا الباطل بمغريات متعددة، منها إذا وصل المسلم مرحلة من القرب سقطت عنه التكاليف، وإذا مات الصالح حلت روحه في صالح آخر، وأصبح تأثيرها أعظم من تأثيرها فيه يوم أن كان على قيد الحياة.
* لاحظ المتابعون والمتخصصون في الدراسات الإسلامية أن عدة دراسات ظهرت في السنوات القليلة الماضية تناولت الإعجاز العلمي في السنة النبوية على غرار الإعجاز العلمي في القرآن كيف يمكن الاستفادة من هذه الدراسات في خدمة مختلف القضايا العلمية والفكرية الإسلامية؟
- من الإعجاز للحديث، حديث الذباب( إذا وقع الذباب في طعام أحدكم فليغمسه فإنه يحمل في إحدى جناحيه داء وفي الآخر دواء) وثبت أن الألمان عقدوا مؤتمراً طبياً ليدرسوا فيه الذباب وخرجوا بأن الجناح الذي فيه الدواء فيه مادة سموها باسم علمي تبطل أثر الجناح الآخر، ثم الحبة السوداء، وقد ظهرت الآن بحوث لدراسة فائدة الحبة السوداء، وقد تأكد أنها تقوي المناعة، وليست لها سلبيات، ثم الجراحة لحديث شفاء أمتي في ثلاث من ضمنها شرطة محجم فالجراحة الآن مادة طبية علمية، ويتخصص فيها أطباء، ثم من السنة الحجامة فقد رأيت بعيني رأسي رجلاً في غيبوبة بسبب الضغط الشديد، وقد قطع الطبيب شريانا وأدخل المقطوع في إناء وظل الدم ينزل في الإناء والمريض يهدأ قليلاً حتى إذا هدأ لحم الطبيب الشريان، وبعد فترة وجيزة أصبح المريض في حالة طبيعية، ثم العسل وقد ثبت طبياً أنه ترياق مضاد لالتهاب الجروح حتى لا تمتلىء بالقيح، ألبان الإبل وأبوالها، فقد فتح طبيب بيطري من شباب السودان عيادة للعلاج بلبن وأبوال الإبل، وقد نجح- ولله الحمد- وفي هذا دليل كاف ولله الحمد.
* ما الدور المطلوب من علماء الأمة ومفكريها والهيئات والمؤسسات الإسلامية الدولية والإقليمية للرد على الحملات العدائية التي تتطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم؟
- واجب العلماء الصادقين أن يدافعوا عن النبي- صلى الله عليه وسلم- بالرد على هؤلاء المتجنّين من العلمانيين من أبناء المسلمين بالدليل القاطع المؤكد من سيرته- صلى الله عليه وسلم- وسنته، فإذا لم تنفع الحجة العلمية واجب الحاكم المسلم ردهم بالعقاب الشديد، أما واجب الهيئات والمؤسسات إقامة الندوات المعززة بالدليل في الأندية والساحات العامة والمساجد والإعلام المقروء والمسموع والمنظور، وإعلان أن من يتعرض لشخص الرسول- صلى الله عليه وسلم- كفر ولا تقبل توبته، وسوف يذل في الدنيا إذا لم تنله يد السلطان، سوف يسلط عليه فقراً أو مرضاً عضالاً.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved