إن حسن الخلق من كمال الإيمان وتمامه، كما أخبر بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله: (أكمل المؤمنين إيماناًَ أحسنهم خلقاً) وحسن الخلق تثقل به الموازين يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن فإن الله ليبغض الفاحش البذيء).
وإن من ثمار التقوى حسن الخلق وبه تنال محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم والقرب من مجلسه يوم القيامة (إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً) ولما سُئل عليه الصلاة والسلام عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال:( تقوى الله وحسن الخلق).
وهي دعوة في ثنايا كلماتي للاخوة العاملين في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليكن قدوتكم في ذلك الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم صاحب الخلق العظيم والأدب الرفيع، فلقد وصفه ربه تعالى بأحسن وصف فقال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، فلنتخلق بأخلاقه العظيمة، ولقد بينت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لما سُئلت عن خلقه عليه الصلاة والسلام قالت: (كان خلقه القرآن) أي يتأدب بآدابه ويأتمر بأمره وينتهي عن نواهيه، قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}.
وعلينا أن نعلم أن البر من حسن الخلق كما صح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال: (البر حسن الخلق). ومن البر أن تعفو عمّن ظلمك وتصل من قطعك وتعطي من حرمك وتكافئ من أحسن إليك وتبذل المعروف وتعين المحتاج وتكف عن الأذى، كما أن الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة والبشاشة في الوجه كل ذلك من مكارم الأخلاق.
رئيس هيئة محافظة النماص |