تراه قلقا، وتراها قلقة، بل تجد روحك الذي بين جنبيك قلقة!!!، والسؤال الملح لِمَ كل هذا القلق؟!، منا من يقلق على أمر من المتوقع أن يحدث غدا أو بعد أسبوع أو بعد شهر، بل وجدت أحدهم قلقاً على أمر لا يمكن أن يحدث إلا بعد سنوات قد تتجاوز العشر!!، ثمة سؤال يطرح نفسه لِمَ هذا القلق كله؟!، وهو سؤال يتبعه اسئلة أخرى منها ما اسباب هذا القلق؟؟!!، وإلى متى نعيشه او يعيشه البعض منا؟؟!!، أين نحن من آبائنا وأجدادنا؟!، هل نحن أشد منهم وعيا للحياة أم أنهم أشد منا إيمانا بالله وتوكلا عليه؟؟!!، اسئلة كثيرة جدا تتجلى لنا في زمن القلق الذي نعيشه والذي من أسبابه ضعف الإيمان فالمؤمن قوي الإيمان المتوكل على الله المؤدي لما افترضه الله عليه لا يعرف القلق. قال الله تعالى {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}، ومن الأسباب الخوف من الموت وفوات الرزق فهناك من يخاف الموت، وما علم أن الآجال بيد الله كما أن البعض يخاف على الرزق الى درجة ان يصيبه الفزع وفقدان الراحة في نومه ويقظته وقد غاب عنه قول تعالى {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} وقول الله عز وجل{ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ {6} لا شك أن المرء لا يجلس لينتظر أن تمطر السماء ذهباً، بل عليه أن يفعل الأسباب متوكلا على الله، ومن الاسباب ايضا الخوف من وقوع المصائب من موت أو خسارة أو مرض او غير ذلك، والمؤمن أمره كله خير إن اصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، ومن الأسباب ارتكاب المعاصي ولا ريب هي سبب كل بلاء في الدنيا والآخرة، وهي سبب مباشر لحدوث القلق والاكتئاب. قال الله تعالى { وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ} وقال {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} ، والبعض يقول: نريد أن نذهب القلق و (الطفش) فيفعل المعاصي، لكنه في الحقيقة يزيد الطين بلة وهو كالمستجير من الرمضاء بالنار.
ويعالج القلق بالصلاة التي قال الله تعالى {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ } وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا حزبه امر فزع إلى الصلاة، ويقول لبلال (أرحنا بالصلاة يا بلال) ويقول - جعلت فداه - (وجعلت قرة عيني في الصلاة)، وكذلك بالقرآن فهو العلاج لكل داء. قال عز وجل {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } فلنقو صلتنا بهذا الكتاب العظيم ولنتدبر آياته ولانكن ممن يهجره فهو ربيع القلب ونور الصدر وجلاء الاحزان وذهاب الهموم والغموم. كما يعالج القلق بالدعاء ذلكم السلاح الذي يتعبد الله به فمن كان له عند الله حاجة فليفزع إلى دعاء الله رب كل شيء ومليكه القائل (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان).
|