يعتبر بكاء الطفل طريقة لاتصاله بمن حوله، فهو يحتاج إلى الطعام والمصاحبة والرعاية، ويطلبهم بوسيلته الوحيدة التي يعرفها، فإذا لم يمنح ما يشبعه منهم فإنه يلجأ إلى البكاء الكثير، أما إذا منح ما يحتاج إليه منهم فإنه لا يبكي إلا في حالات نادرة.
الطفل الطبيعي قليل البكاء، لذلك يجب أن نلبي حاجات الطفل الأساسية الحيوية ولكن ليس من الصواب أن نسرع إليه في كل مرة يبكي فيها إذا لم يكن هناك ما يزعجه، ومع ذلك ينبغي أن نساعده على ألا توجد العوامل المختلفة التي تزعجه إذ إنه في بعض الأحيان يكون بكاء الطفل لحاجته إلى قرب أمه منه لإشباعه من حنانها وحبها الأمر الذي يهدىء من روعه ويجعله يشعر بالأمان والهدوء.
كما أن أغلب أسباب غضب الأطفال في السنوات الأولىمن عمرهم ترجع إلى علاقة الطفل بوالديه وإخوته وتحكمهم في تصرفاته، وفرضهم رغبات معينة عليه تتصل بذهابه إلى الفراش أو تناول الطعام، أو تنظيف أسنانه، أو باتباعه عادات صحية تتصل بغسل اليدين والتبول والتبرز وتمشيط الشعر أو تكليفه بقضاء حاجاته بنفسه.
ورغم أن الغالبية العظمى من أعراض الغضب والعناد في السن المبكر تعتبر سلوكاً طبيعياً، وينحصر العلاج في توجيه الوالدين للأساليب التربوية الواجب اتباعها في مثل هذه المواقف على أساس فهم سيكولوجية الطفل وأساليب اتباع حاجاته النفسية للحب والأمن والطمأنينة والتقدير، وإثبات الذات فإنه يجب أن توجه عناية خاصة عندما تستمر هذه الأعراض كأساليب سلوكية اذا ما تجاوزت سن الطفل (الطفولة الأولى) أي بعد الخامسة أو السادسة.
كما يجب على الوالدين أن يقلعوا عن عصبيتهم وثورتهم لأتفه الأسباب أمام الأبناء، ويعملوا جهدهم بضبط النفس بقدر الإمكان حتى لا يقلدهم الأطفال فالطفل السوي هو الذي ينشأ في منزل يسوده السلام وعدم الخوف من الوالدين.
* يجب ألا يكثر الوالدان من نقد الطفل أو إظهاره بمظهر السخرية أو العجز وخصوصاً أمام طفل آخر، أو أمام الضيوف، بل لا يجوز مناقشة الطفل أو مناقشة مشكلة مع غيره على مسمع منه، كما لا يجوز استعمال النقد أو العنف أو الشدة كوسيلة لإرغام الطفل على الطاعة.
* يجب على الوالدين ألا يستخدموا طفلاً من أبنائهم كوسيلة للتسلية في الأسرة أو عند حضور الضيوف، كما لا يجب استثارة الغيرة بين الأطفال، وذلك بمقارنة طفل بآخر مما يدفعهم إلى الغضب والتشاجر.
* لا يجوز أن نجيب الطفل لرغباته لمجرد غضبه، أو عناده، بل يجب أن نثنيه عن هذا الأسلوب في السيطرة على البيئة وتعويده على التفاهم والمرونة في الأخذ والعطاء.
* عند تشاجر الأطفال يحسن كلما أمكن تركهم ليحلوا مشاكلهم بأنفسهم، وإذا كانت هناك ضرورة للتدخل من الكبار فيجب أن تكون للتوجيه والنصح الهادىء.
* لا يجوز أن نعبث بممتلكات الطفل أو نسمح لغيره من الأطفال بذلك، كما لا يجوز أن نحرمه إياها لمجرد الغضب منه لسبب ما.
د. علي رضا/ إخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة |