*نيفاشا - الخرطوم - انجمينا - الوكالات:
يتطلع السودان والمجتمع الدولي خاصة الدول المشاركة في المفاوضات الجارية حاليا بين حكومة الخرطوم ومتمردي الجنوب إلى إبرام اتفاق إطاري اليوم حول المسائل موضع الخلاف مثل تقسيم السلطة والمناطق الثلاث، فيما أنجزت الحكومة مع المتمردين في إقليم دارفور هدنة تستهدف السماح بإيصال المساعدات للمتضررين من الاشتباكات التي تستمر منذ عام.
فقد صرح ياسر عرمان الناطق باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان بأنه من المتوقع أن يتم حسم قضايا الخلاف بين الحركة وبين الحكومة السودانية فيما يتعلق بقضية العاصمة والمناطق الثلاث والتوصل إلى اتفاق نهائى في موعد أقصاه يوم السبت المقبل.
وقال عرمان في تصريحات أدلى بها من مقر المحادثات في نيفاشا الكينية إذا تمكنا من التوقيع على قضية المناطق الثلاث والسلطة فان لجانا فنية ستعمل على وقف إطلاق النار والترتيبات الفنية للإجراءات الأمنية والضمانات وغيرها من القضايا لافتا إلى أن احتفالا رسميا ستنظمه سكرتارية الإيجاد للتوقيع على هذا الاتفاق النهائي.وفي نفس الوقت صرح أمس الناطق الرسمى باسم وفد الحكومة في مفاوضات السلام السودانية مع الحركة الشعبية أمين حسن عمر بأن الحكومة السودانية أبلغت شارلز سنايدر نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشئون الأفريقي بأن المقترح الأمريكي حول منطقة أبيى يمثل إطارا للحلط داخل رؤية شاملة للأنتهاء من القضايا الأخرى العالقة في ملفي السلطة والمناطق الثلاث.
يذكر أن الولايات المتحده كانت قد اقترحت في التاسع عشر من مارس الماضي خلال زيارة جون دانفورث المبعوث الخاص للرئيس جورج بوش للمفاوضات السودانية أن يقتسم الطرفان السلطة في منطقة أبيي وأن تحصل الحكومة على 50 بالمائة من واردات بترول هذه المنطقة والحركة على 42 بالمائة في حين تقسم الحصص المتبقية بالتساوى على القبائل الصغيرة الأخرى.
و أوضح المتحدث في تصريحات بمدينة نيفاشا الكيني حيث تجرى المفاوضات أن التوصل الى اتفاق إطاري أمر وارد وفي حالة التوقيع عليه فإن الأمر يتطلب جولة لمناقشة التفاصيل، وقال المتحدث أن المبعوث الأمريكي سنايدر الذي أجرى أمس محادثات إبجابية مع النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان طه رئيس وفد الحكومة السودانية قد نقل لكل من الحكومة والحركة رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في التسريع باتخاذ خطوات تكفل إنهاء هذه الجوله بنجاح.
وكان المسؤول الأمريكي قد أعلن خلال مؤتمر صحفي عقده في نيروبي مساء الاربعاء في ختام مشاوراته مع كل من طه وقرنق عن توقيع اتفاق اطاري خلال عطلة نهاية الأسبوع الحالي (السبت أو الأحد) حول القضايا الخلافية الرئيسية وهى مناطق النزاع الثلاث واقتسام السلطة ثم يتابع الطرفان بحث التفاصيل الخاصة بالأمور التشريعية والتطبيقية لهذا الأتفاق الإطاري تمهيدا لتوقيع اتفاق سلام شامل ونهائي يضع نهاية لحرب أهلية استمرت نحو عقدين من الزمان.
ومن جانب آخر قال وزير الدولة للشؤون الخارجية نجيب الخير عبدالوهاب أمس الخميس إن السودان وقع هدنة مع المتمردين في منطقة دارفور الغربية أثناء محادثات تهدف إلى إنهاء عام من القتال بين الجانبين.
وأضاف قائلا لرويترز إنهم وقعوا هدنة إنسانية في نجامينا الليلة قبل الماضية لفتح ممرات للمعونات حتى يمكن تقديم المساعدة لمن يحتاجونها.ومحادثات السلام في العاصمة التشادية نجامينا مستمرة مع جماعتين للمتمردين بدأتا حركة تمرد العام الماضي متهمتين حكومة الخوطوم بتسليح ميليشيات عربية لنهب وإحراق قرى افريقية.
وأعلنت الحكومة السودانية رفضها لتصريحات كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة حول الأوضاع الإنسانية في دارفور ومطالبته بإرسال قوات عسكرية إلى دافور.
وقال وزير الخارجية مصطفي عثمان إسماعيل في تصريحات للإذاعة السودانية أمس الخميس إن الأوضاع في دارفور تحتاج إلي مساعدات إنسانية وليس عسكرية.
وأضاف إنها لو كانت تحتاج الى مزيد من القوات العسكرية لأرسلت الحكومة السودانية قواتها المسلحة إلى هناك لحسم الأمر.
ودعا إسماعيل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان لزيارة دارفور ليتأكد من الأوضاع هناك، وأعلن إسماعيل عن زيارة له الي دارفور لتقصي الحقائق اليوم علي رأس وفد يضم عددا من المنظمات الدولية العاملة بالسودان الي جانب عدد من الصحفيين الأجانب بالسودان للوقوف علي حقيقة الامر هناك.
|