* واشنطن - الوكالات:
اعترفت مستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس امس الخميس بأن الولايات المتحدة لم تبذل الجهد الكافي لمواجهة التهديدات الارهابية المتزايدة التي تلقتها السلطات الامريكية قبيل هجمات 11 أيلول/سبتمبر عام 2001
ولكنها أضافت انه لم يكن هناك شيء يمكن أن يحول دون وقوعها.
وقالت رايس في بيانها الافتتاحي الذي ألقته قبل الادلاء بشهادتها أمام اللجنة الاتحادية التي تحقق في هجمات أيلول- سبتمبر: الارهابيون كانوا يخوضون حربا ضدنا ولكننا لم نكن في حالة حرب معهم بعد.. لاكثر من 20 عاما تجمعت التهديدات الارهابية ولم يكن رد الادارات الامريكية المتعاقبة كافيا.
ودافعت رايس بقوة عن إدارة الرئيس الامريكي جورج بوش التي تولت إدارة البلاد قبل الهجمات بثمانية أشهر والتي وجهت لها انتقادات بتجاهل التهديدات الارهابية التي يمثلها تنظيم القاعدة.
وأضافت انه بينما لم تكن الولايات المتحدة تستعد لخوض حرب قبل 11 أيلول-سبتمبر عام 2001 كان البيت الابيض يطور استراتيجية قوية في صيف وربيع عام 2001 للقضاء على تنظيم القاعدة.
وقالت ان المعلومات القليلة التي وصلت قبل صيف 2001 كانت عامة جدا.
واشارت رايس الى بعض التسجيلات التى التقطتها اجهزة الاستخبارات قبل الاعتداءات مثل اخبار لا تصدق ينتظر وقوعها خلال الاسابيع المقبلة او حدث كبير.. ستكون هناك ضجة كبيرة جدا جدا جدا او ستحدث هجمات في مستقبل قريب.
وقالت رايس ان هذه المعلومات كانت عامة جدا مضيفة ان شيئا لم يكن يشير الى المكان وكيف ومن سيقوم بهذه العمليات.
مضيفة أن معلومات المخابرات الامريكية اظهرت تهديدات كثيرة قبل هجمات 11 سبتمبر ايلول معظمها في الخارج ولكن لم تقدم اى تقارير تفيد بأن متطرفين سيستخدمون طائرات كصواريخ.
وتابعت رايس أمام اللجنة التي تضم أعضاء من الحزبين الديموقراطي والجمهوري في شهادته التي بثتها الشبكات التليفزيونية العالمية الرئيس بوش أدرك هذه التهديدات وأهميتها..
وأوضح لنا انه لا يريد التعامل مع تنظيم القاعدة بالرد على كل هجوم بعد وقوعه في إشارة إلى أسلوب الرئيس السابق بيل كلينتون.
وأضافت قال لي بوش انه مل من مطاردة الذباب. وكان بوش استجاب لضغوط وسائل الاعلام والرأي العام ووافق على مثول رايس للشهادة.
واكدت مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي ان لا احد من مستشاري الرئيس طلب مهاجمة العراق بعد اعتداءات الحادي عشر من ايلول-سبتمبر 2001
وقالت رايس مدلية بشهادتها امام لجنة التحقيق المستقلة في الاعتداءات انه حين سأل (بوش) مستشاريه عما ينبغي القيام به، لم ينصحه اي من مستشاريه الرئيسيين بالقيام بأي خطوة ضد العراق.
وكانت افغانستان وحدها مطروحة. وكانت رايس شهدت في فبراير-شباط الماضي أمام اللجنة في جلسة مغلقة ولكن شهادة امس أتاحت لمستشارة الامن القومي الفرصة لمخاطبة الشعب الامريكي والدفاع عن البيت الابيض وعن أسلوب معالجته لقضية الارهاب التي تمثل عقبة أمام حملة الرئيس الامريكي لاعادة انتخابه في نوفمبر-تشرين الثاني المقبل.
وقال المستشار السابق للامن القومي في إدارة بوش ريتشارد كلارك في شهادة وفي كتاب نشر حديثا إن الارهاب لم يكن مسألة ملحة لادارة بوش بينما كانت لم تكن له الاولوية القصوى في إدارة كلينتون. وفي كتابه يقول كلارك إن رايس لم تكن تعلم أي شيء عن تنظيم القاعدة حتى مطلع عام 2001. وأضاف أعطتني تعبيرات وجهها انطباعا بأنها لم تسمع اسم القاعدة من قبل.
وخاطبت رايس المسئولين في المخابرات الذين حضروا الجلسة قائلة إن التحذيرات لم تكن محددة في وقت أو مكان معين. وتلت مقتطفات مما حوته تلك التحذيرات مثل أنباء لا تصدق في الاسابيع المقبلة حدث كبير.. سيحدث صخبا كبيرا جدا.
ونفت رايس أن التعامل مع التهديدات شابه أي خطأ وقالت إن الادارة بذلت أقصى ما في وسعها بالنظر إلى المعلومات الغامضة التي تلقتها.
وقالت رايس إن ما كان يمكن أن يمنع وقوع الهجمات هو توفر مزيد من المعلومات عن التهديدات داخل الولايات المتحدة. ومن المقرر أن يشهد أمام اللجنة كل من الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون ونائبه آل جور ونائب بوش ديك تشيني ولكن في جلسات سرية.
وستصدر اللجنة التي تعرف رسميا باسم اللجنة الوطنية للتحقيق في الهجمات الارهابية على الولايات المتحدة تقريرها خلال الصيف. واستمعت اللجنة إلى شهادات من وزيري الدفاع السابق والحالي.
|