الشباب عماد الأمم وركيزة الشعوب وقلبها النابض وشريانها الحي وهم حجر الأساس لبناء الكيان ولبنة الأصل في تشييد القوام، فالأمم بشبابها والشعوب بفتيانها، ومن نعم الله على هذه الأمة واحسانه اليها ان جعلها صاحبة الرسالة الأولى والدعوة الخالدة، التي انبثق منها نور الإسلام إلى مشارق الأرض ومغاربها فلا غرو ان يتميز الشباب السعودي المسلم على غيره من الشباب فهو ذو اتزان واعتدال ومرونة وتقوى وقوة ايمان، ويتحلى بالعادات الإسلامية الأصيلة، والتقاليد العربية المجيدة، والقيم العالية والأخلاق الحميدة، التي هي ثمرة تطبيق شريعتنا الإسلامية الخيرة، التي تهدي الإنسان من الظلمات الى النور وتخرجه من الغي إلى الرشد وتحذره عن الشر والفسوق والعصيان. والشباب السعودي ولله الحمد يلقى الاهتمام الكامل والعناية الفائقة والرعاية التامة من الآباء والمسؤولين فيربونه التربية الصالحة، وينشئونه النشأة الخيرة.
هي الأخلاق تنبت كالنبات
إذا سقيت بماء المكرمات |
حتى يسلك طريقه ويشق دربه في خضم الحياة وهو على بصيرة من أمره، ويقين من شأنه لكي يعيش في بحبوحة من العيش هانئة، وساحة من الحياة عزيزة ليكون القدوة الحسنة والمثل الأعلى وبالتالي يحتذى به ويقتفى بآثاره، ليصبحوا قادة خير، وزعماء اصلاح يشار اليهم بالبنان ويرمز لهم - بالاكبار والاعجاب، ومن ثم يعطوا الدليل القاطع والبرهان - الساطع للآخرين بأن ديننا الإسلامي الحنيف هو دين الحياة الحرة الكريمة ودستور الدنيا السعيدة العزيزة، فلا نعيم ولا استقرار الا بتنفيذه، ولا أمن ولا اطمئنان إلا بتطبيقه ولا حرية ولا سيادة الا بالعمل بمحتواه ولا متعة ولا هناء الا باتباعه، فهو الدين الذي ارتضاه الله لعباده الاخيار وخلقه الابرار، دين الاعتدال في التشريع واليسر في التكليف، فلا حياة بدونه، ولا عيش بسواه، والشباب السعودي ينفرد بمحاربة الشيوعية وأضاليلها الهدامة، والماركسية وأباطيلها الفاسدة، والصهيونية وخرافاتها الخبيثة، وغيرها من المذاهب الدخيلة والمبادئ المستوردة ليكون الدرع الواقي والسياج القوي، والحصن المنيع، والصخرة الصماء التي تتحطم عليها اطماع الطامعين واهداف المجرمين، يكافحها بعزيمة قوية وارادة متينة واصرار صادق فهو يعرف اضرارها ويدرك فسادها ويفهم دمارها وخرابها ليبقى الاسلام قويا كما هو دائما وابدا ولتبقى للأمة الإسلامية هيبتها ومكانتها وكي يكون الحارس الوفي والخادم الامين للحرمين الشريفين، اللذين شرفهم الله سبحانه بحمايتهما والذود عنهما.والشباب السعودي يكره اليأس، ويمقت التشاؤم ويعظم التفاؤل ويشجب القلق وينظر إلى المستقبل بمنظار السعادة، كما انه يحب العمل بصمت والخدمة بسر، فهو يكره الأضواء الكاذبة، والشهرة المزيفة ويشتهر بنشاطه الدائم وحركته المستمرة، فهو كثير الانتاج غزير المحصول وعلاوة على ذلك يتصف بتوقد الذهن وحدة الذكاء وسرعة البديهة والفطنة ويشجب الابواق المسعورة، والأقلام المأجورة، والاشاعات المزورة فهو يعلم أن الأمة القوية بشبابها الأبطال وفتيانها المغاوير، المتسلحين بسلاح الايمان بالله، والمستعينين بعدة الاسلام المتصفين بالشجاعة الحقة والتضحية الصادقة، تلك هي الأمة الأكبر مهابة، والأنفذ كلمة، والأرهب سلطاناً، والأبعد تأثيراً في مجالس الأمم. والله الموفق.
|