في مثل هذا اليوم 18 صفر من عام 1408هـ، رعى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز المؤتمر العالمي لرابطة العالم الإسلامي الذي انعقد في مكة المكرمة بمشاركة 600 عالم ومفكر إسلامي، وقد تبرع خادم الحرمين الشريفين بإنشاء وقف إسلامي يكون دخله مخصصا لدعم العمل الإسلامي وجهود رابطة العالم الإسلامي في مجال الدعوة الإسلامية في جميع أنحاء العالم.
وتأتي رعاية خادم الحرمين الشريفين لهذا المؤتمر اقتناعا منه بالدور الأساسي والمهم الذي يؤديه الإسلام كتابا وسنة في تنظيم حياة المسلمين وشؤونهم وقيامهم بواجباتهم ومسؤولياتهم وحقوقهم في العمل لصالح المجموع الإسلامي ضمانا لوحدة كلمتهم وتراص صفوفهم ودرء الأخطار عنهم.
كما تأتي هذه الرعاية تجسيدا لإيمان الملك فهد بأن الدعوة إلى مثل هذه المؤتمرات، التي تضم خيرة وابرز علماء المسلمين وفقهائهم، إنما ينتج عنه المزيد من التنسيق والتشاور لدعم قضايا الأمة الإسلامية ووضع الخطط الناجعة لمواكبة الكثير من المتغيرات التي تشهدها الساحة الإسلامية.
وابلغ معالي أمين عام رابطة العالم الإسلامي آنذاك الدكتور عبد الله بن عمر نصيف وكالة الأنباء السعودية بأن اهتمام خادم الحرمين الشريفين ورعايته للمؤتمر هما استمرار للرسالة التي اضطلع بها وقامت بأدائها المملكة العربية السعودية منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الذي قال للمسلمين في خطاب ألقاه بمكة في غرة شهر ذي الحجة عام 1347هـ انهم في خير ما داموا قائمين على كتاب الله وسنة رسوله وانهم ما هم ببالغين سعادة الدارين إلا بكلمة التوحيد الخالصة.
والجدير بالذكر أن رابطة العالم الإسلامي هي منظمة إسلامية شعبية عالمية جامعة تقوم بالدعوة للإسلام وشرح مبادئه وتعاليمه، ودحض الشبهات والافتراءات التي تلصق به، وإقناع الناس بضرورة الالتزام بأوامر ربهم واجتناب نواهيه، وتقديم العون للمسلمين لحل مشكلاتهم، وتنفيذ مشاريعهم الدعوية والتعليمية والتربوية والثقافية.
وقد أُنشئت بموجب قرار صدر عن المؤتمر الإسلامي العام الذي عقد بمكة المكرمة في 14 من ذي الحجة 1381 الموافق 18 من مايو 1962م، وهي ممثلة في عدد من الهيئات الدولية مثل المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ومنظمة التربية والثقافة والفنون (اليونسكو)، ومنظمة رعاية الطفولة العالمية (اليونسيف).
|