*تحقيق - سليمان العجلان - بريدة :
ولد طريق الملك فيصل ببريدة قبل أكثر من خمسة وعشرين عاما بمسارين جميلين حيث ينطلقان من وسط بريدة ومركزها باتجاه الغرب ماراً بأكثر من عشرين مركزاً يعيش فيها أكثر من خمسين ألف نسمة حتى يصل إلى مطار القصيم الإقليمي، وقد نفذت الطريق شركة عالمية رائدة راعت في طريقة التنفيذ النواحي الأمنية والسلامة المرورية كما أن الأساس والبنية التحتيةللطريق صلبة وجيدة وهي حتى الآن بحالة ممتازة ولا تحتاج إلى أي عملية صيانة إطلاقاً وقلما تجد في الطرق الحديثة مثل متانة هذا الطريق الذي مازال يعيش شبابه وبحالة جيدة.. إلا أن فرع وزارة النقل بمنطقة القصيم وهي الإدارة العامة للطرق والنقل بالمنطقة أهملت هذا الطريق وتصرفت بشكل عشوائي حياله حيث عملت على إغلاقه بالصبات الخرسانية أمام مركز البصر ومع نقطة تقاطعه مع طريق الملك فهد الحديث فكان من الأولى أن توضع اشارة مرورية أو دوار أو يبنى كبري لاحدهما وهذا أقل درجات الوفاء لهذا الطريق العملاق الذي يعتبر الناقل الوحيد لسلة الغذاء اليومية المتوجهة إلى أسواق بريدة ومن ثم إلى بقية اسواق المملكة والخليج العربي.. كما أنه يرتاده الآلاف صباح مساء بشكل يومي.
ولأهمية هذا الطريق زارت الجزيرة الموقع واستضافت عدداً من أهالي تلك المراكز ومرتادي الطريق:
أين البديل؟!
تحدث في البداية د. عبدالله بن محمد بن رميان الرميان عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى قائلاً: من المعروف ان إلغاء الطرق والاستغناء عنها يكون بعد إحلال البديل وهذا البديل لابد أن يكون بحالة أفضل من الطريق الملغى وان يحمل مواصفات أمنية ومرورية أفضل ولابد أن يخضع لشروط ومراحل يعرفها العامة ناهيك عن ذوي الاختصاص ولا يمكن إحالة الطريق للتقاعد -أي طريق- إلا بعد جاهزية البديل وصلاحيته. أما أن يبتر ويقطع الطريق بين عشية وضحاها دون ايجاد البديل المناسب كما هو واقع طريق الملك فيصل القديم مع تقاطع طريق الملك فهد فكان من الأولى عمل كبري لأحدهما لاسيما ان كليهما مهمان ولا يمكن الاستغناء عنهما مع الأخذ بعين الاعتبار أن طريق الملك فهد لم يسلك بعد خاصة أثناء التقاطعات مع مركز ضراس، المريدسية وخب البريدي.. إذن البديل غير جاهز!!
هدر مالي
لم يختلف رأي الدكتور عبدالله بن عبدالكريم الحنايا عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى عن رأي الدكتور الرميان بل أضاف ان تصرف إدارة الطرق حيال هذا الطريق يعتبر هدراً مالياً بشكل غير مباشر وإلا ما الذي يشفع ويبرر لإدارة الطرق أن تحيل هذا الطريق الحيوي - والذي ما زال يعطي بسخاء- للتقاعد الإجباري رغم الأهمية ورغم أنه يربط بريدة بالمدينة بالمنورة مروراً بمحافظة البكيرية وكذلك المطار؟!. كما أن تنفيذ طريق الملك فهد بشكله الحالي يعتبر مشكلة أخرى حيث لم يكتمل بعد وتوقف العمل فيه ولم ينفذ جسر أو كبري واحد إطلاقاً.
إذن إغلاق طريق الملك فيصل، وطريق الملك فهد لم يكتمل بعد فهذا يدل أنه لايوجد تخطيط مسبق سبق هذا التصرف العشوائي من إدارة الطرق، كما أن مدخل بريدة الغربي يكون بوضع حالة طريق الملك فهد الراهنة باستخدام الاشارة الضوئية الخماسية والاشارة تبعد عن الأخرى مسافة قليلة جداً 200 متر في بعض المواقع وعدد الاشارات من مدخل البصر إلى بريدة 8 اشارات ضوئية في مسافة لا تتجاوز 3 كيلومتر فليس لدي تعليق بعد هذا.
ضرر وخطر
كما أضاف الشيخ صالح بن محمد المحيميد متحدثاً عن حجم المعاناة التي يلقونها من جراء اغلاق طريق الملك فيصل وتحويله بشكل عشوائي قائلاً: ان في ذلك ربكة مرورية وحوادث بدأنا نشاهدها بعد تحويل وإلغاء الطريق لذا نأمل من ادارة الطرق التفكير العميق في مثل هذه الأعمال التي ستبقى للوطن وللأجيال القامة حتى لا يتشكل ضرر على الوطن والمواطن.
إدارة الطرق تتهرب!
ولأهمية هذا الموضوع فقد اتصل الكثيرون من المواطنين بل حضروا إلى إدارة الطرق لابداء انزعاجهم من طريقة الاهمال التي يلقاها هذا الطريق ولكن لم يلقوا استجابة حتى الآن حيث اكد ذلك عدد من المواطنين منهم صالح السويد وعلي العجلان.
|