* نجران - حسن آل شرية:
وجهة نظر... مَنْ مِنَّا لا يرغب في أن تكون وظيفته داخل مدينته وبالقرب من أهله واصدقائه.. لا أحد.. ولكن لا يعني ذلك ان نرفض العمل في أي مكان من مملكتنا الحبيبة فعلينا ان ندرك ان هنا أو هناك ينتظرنا واجب عظيم تجاه هذا الوطن وهو خدمته والعمل من أجل رفعته.. وإذا كانت الغربة هي الدافع وراء طلب النقل والقرب فإننا في هذه الأرض المباركة نعيش ضمن مجتمع مسلم متكاتف متعاون متقارب العادات والتقاليد مما يلغي بدوره الاحساس والشعور بالغربة لحد ما.. وما استقرار وعيش الكثير من مناطق مختلفة وبعيدة عن أماكنهم التي كانوا فيها من قبل إلا دليل واضح على انسجام المجتمع السعودي وتداخله وقدرته على التأقلم وبناء علاقات جديدة ومتينة تمكنه من الاستمرار والبقاء.
مع ذلك تبقى الرغبة في القرب من الاسرة شعوراً طبيعياً لدى الفرد ولكن الحاجة الناتجة من ذلك الشعور اوجدت ظاهرة سلبية وهي اعلانات مصغرة للراغبين في المناقلة تحتوي على اسمائهم وأرقام جوالاتهم يتم إلصاقها وتعليقها في مداخل الادارات الحكومية وواجهة المحلات التجارية والأماكن العامة مما حدا بنا هنا في (الجزيرة) لطرح مثل هذا الموضوع للنقاش.
اقتراح بالبدائل
حيث كانت البداية مع المواطن بدر عون آل عبية الذي تحدث عن هذا الموضوع قائلاً: لقد لفت نظري مؤخراً الاعلانات على مداخل بعض الإدارات الحكومية وبعض المحلات التجارية.. وقد تكثر هذه الاعلانات في بعض الدوائر الحكومية وبشكل لافت للنظر مثل إدارة التربية والتعليم للبنين والبنات.. حيث تحتوي هذه الاعلانات على رغبات بالنقل من والى داخل وخارج المدينة وقد كتب عليها اسم الشخص الذي يرغب في النقل ورقم جواله، ومن وجهة نظري المتواضعة أرى بأن هذه الطريقة غير حضارية.. كما ان الواجب للحد منها وتقليصها يحتم ايجاد الحلول المناسبة لها.. ومما لا شك فيه ان رغبة النقل مشروعة والساعين وراءها لا يطلبون باطلاً وان ما دفعهم لمثل هذا الأسلوب في البحث هو الحاجة التي تكمن في نفوسهم.. كما يجب ان ندرك ان هذه الطريقة كانت نتاج غياب ملحوظ لقنوات اتصال جادة يتمكن من خلالها هذا الفرد والباحث عن البديل من الاعلانات فيها عن هذه الرغبة لديه وبشكل اكثر حضارية كأن يتم تخصيص مساحة خاصة باعلانات المناقلة والراغبين فيها وذلك في صحفنا المحلية وبرسوم رمزية.. ان هذه الفكرة افضل الحلول في نظري وستساهم في اختصار الكثير من الجهد والمشقة لدى الباحثين عن فرص للمناقلة وستساعد كثيراً في سهولة وسرعة ايجاد البديل المناسب. ختاماً اذا اخذنا هذا الحل بعين الاعتبار فاعتقد بأننا سوف نحقق خطوة ايجابية نحو الحد من هذه الظاهرة.
اقتراح للصحف
وتحدث المواطن محمد ماطر مدخلي: غن الحاجة هي أم الاختراع ولو لا الحاجة لما وجدت هذه الظاهرة.. ولكن دعونا من انتقادها ومحاولة تفسير مسبباتها الان فهي واقع ملموس لا نملك تغييره إلا اذا اوجدنا الحلول المناسبة لها.. وحيث إنني قد سمعت منك ان هنالك من طرح فكرة الاعلان في الصحف المحلية وهذه بالطبع فكرة جيدة لا بأس بها.. ولكن اريد حلاً أكثر فاعلية بحيث لا يقتصر الاعلان عن المناقلة في الصحف المحلية فقط لأنها تحتاج الى متابعة يومية.. وهذا يعني أنني في بعض الأحيان ولأي ظرف كان قد لا أتمكن من قراءتها فأفوت فرصة الحصول على نقيل مناسب قد يكون موجوداً في ذلك العدد الذي لم أقرأه.. لذلك يجب أن يكون الاعلان مستمراً وموجوداً لفترة أطول.. ليتمكن الباحثون عن مناقلة من الحصول على مبتغاهم.. ولن يكون ذلك إلا بالاستفادة من التقنية الحديثة المتطورة وذلك بتصميم ارشيف خاص بالمناقلات على موقع الجريدة المحلية على الإنترنت بحيث ان ما ينشر في الصحيفة من اعلانات مناقلة ينزل فيه فأتمكن من البحث بداخله وقت ما أشاء.. ختاماً ارجو ان يأخذ المشرفون على هذه الصحف أفكارنا بعين الاعتبار.
بريد المعلمين
وقال مدير إدارة شؤون المعلمين بتعليم جازان سلمان عقيل آل خضر: بالنسبة لظاهرة تعليق طلبات النقل والتبادل على الجدران وخصوصاً في جنبات الإدارة العامة للتربية والتعليم فهي ظاهرة غير حضارية ولى زمنها في ظل ما نعيشه من تقدم وتقنية.. ووسائل حديثة للتواصل كالإنترنت وصفحات الجرائد.. ولعل المنبع الأساسي لهذه الظاهرة يكمن في قلة الوعي لدى شريحة من المجتمع ومنهم مع الأسف بعض المتعلمين.
فبالإضافة الى عدم جدواها فهي تشكل تشويهاً للمظهر العام وتمثل نموذجاً للتخلف وعدم الوعي.. ونحن حريصون على عدم قبول هذه الظاهرة، والحد منها ومحاولة إلغائها.. وقد حاولنا ذلك بعدة طرق منها:
تخصيص بريد إلكتروني خاص بتقديم الطلبات من قبل المعلمين عن طريق موقع إدارة شؤون المعلمين.. اضافة الى أننا بصدد تخصيص خدمة عن طريق موقعنا خاصة بتقديم طلبات التناقل والتبادل بين المعلمين تكون قناة للتواصل بينهم.. ولعل من الخطوات المهمة للتغلب على هذه الظاهرة هو زيادة الوعي لدى أفراد المجتمع وبما تمثله هذه الظاهرة عن طريق وسائل الإعلام المختلفة بشكل يؤدي الى تفهم ابعادها.. وفتح قنوات للتواصل عن طريق خانات خاصة تقدمها صفحات الجرائد سواء كخدمة مجانية لقرائها أو برسوم رمزية.. وأيضاً عن طريق المواقع المتخصصة بالدعاية.. والمهم التوصل في النهاية للقضاء على هذه الظاهرة.
كما قال المشرف على موقع إدارة شؤون المعلمين عبدالله بن سفر الشمراني: لا شك أن هذه الظاهرة منتشرة وموجودة في مختلف إدارات التربية والتعليم وهي ظاهرة غير صحية.. الذي يدفع بعض المعلمين اليها هو بحثهم عن النقل بأي وسيلة كانت والبعض قد تكون لديه ظروف تجبره على اتباع مثل هذا الأسلوب.. وبالنسبة لإدارة شؤون المعلمين فقد تم تدشين موقع على شبكة الإنترنت للتواصل والتفاعل بين المعلمين وهناك منتدى خاص يتعلق بالنقل الداخلي والخارجي وبامكان المعلم طرح ما يريده في المنتدى.. كما أننا نعمل على اعداد برنامج خاص يمكن المعلم من وضع طلبات النقل أو التبادل مع معلم آخر بمدرسة أخرى مع الأخذ بالاعتبار ان ذلك يخضع للشروط والضوابط التي توضع من قبل الوزارة.. كما يمكن تخصيص جزء في مداخل إدارات التربية والتعليم لجمع مثل هذه الاعلانات.. والسلام.
ختاماً نرجو أن نكون قد طرحنا هذه الظاهرة بشكل موضوعي ومناسب وبحثنا لها عن حل أفضل وأكثر ايجابية.. ونأمل بذلك أن تتجاوز الحلول التي سبق ذكرها حدود هذه الصفحة لتصبح واقعاً ملموساً حتى لا نلقي باللوم على متخذي مثل هذا الأسلوب والحلول مازالت مجرد حبر على ورق.
|