* عنيزة - تحقيق - محمد إبراهيم العبيد:
تظل مشكلة التعيين لخريجات الكليات هاجساً يؤرق الخريجات وبخاصة في المدن التي اخذت كفايتها من المعلمات كعنيزة التي حظيت ببداية مبكرة للتعليم فقد اكتفت من حاجتها قبل افتتاح كلية التربية والتي تضم آلاف الطالبات وتخرج سنويا المئات وبكافة التخصصات المتاحة ومنذ سنوات والخريجات ينتظرن الفرصة والفرج ويبدو ان انظمة التعليم قد وقفت في وجه هؤلاء الخريجات بالشرط الذي يلزم الخريجة بأن يكون ميلادها وسكنها في المدينة او المحافظة التي تشغر فيها الوظيفة وهذا ما قصم ظهر البعير فجميع خريجات كلية عنيزة خاصة ممن يسكن عنيزة فلا أمل ولا فرصة للتعيين فكلما كان هناك مكان شاغر تم اشغاله بالنقل لان المنتظرات كثيرات واصبحن يعادلن الخريجات وكون هذه المحافظة محافظة جذب أي النقل اليها لا الخروج منها فتظل المشكلة دون حل وقد حاولنابهذا التحقيق معرفة آراء الخريجات والمسؤولين حول الموضوع.
****
التقاعد المبكر أحد الحلول
في رسالة من إحدى الخريجات بهذه الكلية أوردت فيها عدة اقتراحات منها سرعة تطبيق نظام التقاعد المبكر وعدم سد الحاجة بنظام بند محو الأمية (العقود) كي تكون هناك فرصة لشغر الوظائف رسميا وأن يكون هناك عملية توازن في التعليم من حيث الرواتب مثال (بند محو الأمية وراتب بند 105) وايضا النظر في أوضاع من أمضين سنوات طويلة في التعليم.
ورأت الخريجة منال الحمد انه من الأفضل تأييد الرأي الذي ينادي بان تكون الوظائف متاحة لبنات القصيم جميعا حتى تستطيع أي خريجة في أي محافظة الاستفادة بدلا من اقتصار ذلك على المقيمة.
وتقترح تهاني المحمد التي تشارك زميلتها السابقة من أجل علاج المشكلة تخفيض النصاب لحصص المعلمات الحاليات وذلك يتيح فرصة وظائف للخريجات.
اما الخريجة بدور العبدالله فقد جاءت باقتراح جيد ومغاير لما سبق. حيث تقترح ان يكون هناك دراسة سنوية لاحتياجات المحافظة من المعلمات ويكون عام للتعيين والعام الذي يليه إتاحة الفرص للنقل ممن هن على قائمة الانتظار وفي نفس العام الذي ينقل فيه معلمات من خارج عنيزة يعين بدلاً منهن في مواقعهن السابقة وهذا قد يساهم في تخفيف المشكلة.
تطويق السلبيات
وشاركت في المناقشة مديرة الثانوية الثالثة الاستاذة نورة المقيطيب مبدية وجهة نظرها حول المشكلة وقالت محددة الأسباب بقلة التخصصات في عنيزة مما يقابله رفض اغلب الأهالي بذهاب بناتهم خارج المحافظة وهذا ما يضطر الطالبة قبول التخصص المتوفر وهذا ما كان له الأثر السيىء على نفسية الطالبة وبالتالي يولد ضعفاً في المادة وكذلك تمسك الموظفات القديمات بمهنة التدريس بعدم تركها أو تغييرها للاستفادة من خبراتهن في مجال اخر ولفتح المجال للخريجات وايضا من الأسباب في هذه المحافظة تأخر إدارة التعليم في فتح مدارس جديدة عكس ما يحدث في مواقع تعليمية اخرى حيث يتم تعيين الموظفات والمعلمات قبل فتح المدرسة وايضا من الأسباب انه يتم تعيين معلمات بتخصصات مثل علم الاجتماع والفنية من مدن اخرى ثم تنتقل مع وظيفتها الى منطقتها بعد التعيين بمسمى الندب وبعد حجز الوظيفية وضياع الفرصة على خريجات كلية التربية بعنيزة وأيضا التمسك بالروتين من قبل ديوان الخدمة المدنية حيث لا توجد وظائف شاغرة بالمنطقة وتضيف المقيطيب ان النقل الى عنيزة يشوبه بعض السلبيات فهناك من تعدل رأيها عن النقل ومن ثم لا يتم التعويض عنها من الخريجات. وهناك سد للعجز في عنيزة حيث تم تعيين (55) خريجة لمدارس محو الأمية يتراوح نصاب المعلمة ما يعادل نصاب (8) معلمات مما اثر على الطالبات تأثيرا سيئا وتقترح ان يكون هناك معلمات بديلات في كل مدرسة في حالة غياب المعلمات الاساسيات لبعض المواد وحسب الظروف بدلا من ترك الطالبات فترة طويلة دون معلمة وانتظار للبديل.
حاجة الأسرة ماديا
إحدى خريجات قسم الرياضيات بكلية تربية عنيزة تقول انه يوجد في المجتمع فئة عديمي الدخل وتنتظر بفارغ الصبر ان يتم تعيين ابنتها لتكون رافدا ومساندا في تحسن الوضع المالي للعائلة وتقول حتى وظائف محو الأمية ووظائف الخدمة تجري عليها مفاضلة ولا تخلو من المحسوبيات وهنا يضيع حق هذه الفئة وغيرها وتضيف - من وجهت نظرها وهي وجود عدد من المعلمات الرسميات يرغبن مواصلة الدراسات العليا ولكن يصطدمن بشرط التفرغ يعني إيقاف راتبها وهذا ما يسبب العزوف من الكثيرات وهذا ايضا ما يجعل الجهات المختصة تتعاون مع اجنبيات للكليات والحل بيد وزارة التربية والتعليم بتخصيص مكافأة شهرية لمن ترغب مواصلة الدراسات العليا ويتم تعيين البديل لها من الخريجات وكل ما ذكرته الخريجة يخص خريجات تربية عنيزة.
آمال وانتظار
وتشارك خريجة عام 1423هـ حنان الصبيعي في النقاش بقولها : ان الطالبة في اخر مرحلتها الدراسية يكون أمامها وشغلها الشاغل التفكير في مصيرها المجهول بعد التخرج هل يتحقق لها ما تصبو اليه طوال السنوات الدراسية والالتحاق بالوظيفة او تبقى حبيسة البيت وخاصة من لم تتزوج وتشغل وقت فراغها وربما يقل اهتمامها وتفكيرها بالوظيفة لوجود شيء يشغلها في حياتها وتقترح على إدارة التعليم دراسة وضع الخريجات دراسة وافية ومدى حاجتهن للوظيفة ماديا ومعنويا وتعطي الافضلية بالتعيين من هذا المنطلق وهذه الدراسة مع ظاهرة شح الوظائف تحقق تعيين المحتاج لهذه الوظيفة مع دراسة الأعداد السنوية التي تخرجها هذه الكلية.
الخريجة أمل فهد المحيميد والتي بعثت برسالة سابقة للجزيرة وهي من خريجات عام 1420هـ تحمل بكالوريوس قسم تاريخ خبرة بتدريس محو الأمية 4 سنوات دورة متقدمة في الحاسب الآلي شهادة تربوية من الدار الاكاديمية وشهادة اجتياز دورة تدريبية من الإشراف خبرة في التدريس الصباحي بنفس التخصص وتقول انه يتم تحويلي للتدريس الصباحي بدل معلمة وانا على نظام محو الأمية ومازالت أمل تتساءل متى تأتيها فرصة التعيين بعد هذه السنوات والخبرات التي تحتفظ بشهاداتها في المنزل.
إيضاح من العبيكي
وكان لابد من الرجوع لرجل التعليم الأول في عنيزة مدير التربية والتعليم الاستاذ ابراهيم العلي العبيكي والذي تحدث عن مشكلة التعيين فيما يخص خريجات تربية عنيزة منوها في البداية ان التعيين يتم حسب مقر سكن المتقدمة حيث يتم الاعلان عن الوظائف النسائية مفاضلة من قبل وزارة الخدمة المدنية للوظائف التعليمية على مراحل ويطبق فيها إثبات الإقامة لكل متقدمة بحيث ان الوظائف المعلنة في محافظة (ما) لا يعين عليها إلا من تقيم بهذه المحافظة او المراكز المرتبطة بها. وفي حالة عدم توفر متقدمات يعلن اعلان مفتوح لجميع المتقدمات من انحاء المملكة لإعطائها فرصة التوظيف وقد أوضح العبيكي في اقتراح تفصيلي موجه لوزارة التربية والتعليم حول المشكلة قائلا انما يطبق في المرحلة الأولى وهي اثبات الاقامة لكل متقدمة اصبح حجر عثرة امام الخريجات في هذه المحافظة ولإيضاح ذلك وكمثال بلدة (ما) تبعد عن احدى المحافظات 60 كم وتبعد عن بريدة 100 كم وتتبعها ادارياً فلو كان هناك وظيفة شاغرة في المرحلة الأولى سيتم ترشيح خريجة كلية التربية ببريدة حتى لو كانت اقل تقديراً وابعد مسافة وهذا ينطبق على الكثير من الوظائف في المحافظات الاخرى وأوضح العبيكي الى ان تسديد احتياج محافظة عنيزة والبدائع من المعلمات يتم عن طريق النقل الخارجي فقط لوجود أعداد كبيرة من المعلمات اللاتي تسكن عنيزة ويعملن خارج المنطقة وهذا يعني عدم وجود وظائف شاغرة جديدة للخريجات.
وطالب العبيكي وضع دراسة سريعة بين التربية والتعليم ووزارة الخدمة مقترحا توحيد التعيين بمنطقة القصيم للوظائف النسائية معللا ذلك بأن منطقة القصيم مرتبطة ببعضها البعض لخريجات كليات التربية في أنحاء القصيم ومن ثم يقاس على بقية المناطق.
رأي عميدة الكلية
وشاركتنا الدكتورة نورة الدامغ عميدة الكلية مشيرة إلى ان هذه المشكلة ليست خاصة بهذه الكلية لوحدها بل هي مشكلة تواجه الكليات النظرية بنين وبنات على مستوى المملكة لان مخرجات التعليم أكثر من حاجة سوق العمل فيحصل وفر يتراكم مع توالي السنين ومادام ان الهدف من الدراسة الجامعية الحصول على وظيفة فان من الحلول المقترحة من وجهة نظري إجراء دراسة مسحية على مستوى المنطقة لمعرفة التخصصات التي تعاني فيها المنطقة من النقص والأقسام المكتفية وعلى ضوء نتائج الدراسة يتم افتتاح اقسام جديدة في الكليات لسد ذلك النقص وتقليص القبول في الاقسام المكتظة او الغائها مؤقتاً خاصة في المجال النظري. وكذلك فتح التوظيف على مستوى المملكة مع اشتراط السكن ويكون القبول للمستوى الأفضل فالحاصلة على تقدير ممتاز أحق بالوظيفة إذا هي اثبتت سكنها او كانت قريبة من الحاصلة على تقدير أقل.
هذا مع فتح التقديم للوظائف المطروحة على مستوى منطقة القصيم لجميع خريجات كليات المنطقة دون اشتراط السكن بحيث تكون الأفضلية للتقدير وبهذا تتحقق العدالة بين الخريجات من ناحية.. ويرتفع مستوى التعليم العام من ناحية ثانية.. وهذا من شأنه ان يشعل روح الحماس بين الطالبات ويرفع من مستوى التحصيل.. اما عن تخفيض التقاعد المبكر إلى 15 سنة بدلاً من 20 سنة وجعله اختياريا وتفعيل ذلك على ان يكون بنصف الراتب وما يزاد يحاسب بحسب النسبة.
ولا ننسى فتح مجالات دراسية أخرى لدورات تأهيلية في الصيانة للآليات والأجهزة المدرسية (دواليب - آلات تصوير - أجهزة عرض... الخ).
فتح مجالات الدراسة ما فوق الجامعة دبلوم - ماجستير - دكتوراة.. بغرض التأهيل للعمل سواء في الجامعات المحلية الحكومية أو الأهلية.. وتركيز الدعاية لذلك لأن له مردوده في إثراء الابحاث العلمية والتأهيل لمستوى أعلى.
ضرورة ان يكون لمعهد الإدارة فرع نسائي للتدريب أسوة بباقي مناطق المملكة الرئيسية وذلك سيكون له مردود إيجابي سواء للموظفات اللاتي على رأس العمل أو الموظفات الراغبات في الحصول على تأهيل من أجل الحصول على وظيفة. يضاف إلى ذلك ان وجود فرع نسائي لمعهد الإدارة من شأنه دعم الدوائر الحكومية بالاستشارات والدراسات التي من شأنها الرقي بالعمل.
يجب ألا يكون الهدف من الدراسة الجامعية التعيين في الوظيفة فحتى مجرد الحصول على الشهادة يعني ارتقاء بعقلية الخريجة وإعداد لها لتكون أما مثقفة وربة بيت واعية مدركة.
|