Thursday 8th April,200411515العددالخميس 18 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ماذا يقصد المهندس الحميدان من الأفكار ماذا يقصد المهندس الحميدان من الأفكار
وهل القراء عاطفيون فقط ؟

سعادة رئيس تحرير (الجزيرة) وفقه الله..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قرأت في صحيفتكم المباركة في العدد 11508 بتاريخ الخميس 11-2-1425هـ تعقيباً للمهندس منصور الحميدان على (درس) الشيخ د. سلمان بن فهد العودة الأسبوعي الذي حمل عنوان (انه كان منصورا) .. واستأذن سعادتكم والقارئ الكريم والمعقب على وجه الخصوص أن أعلق على ما قرأت تجلية للحقيقة وحفظاً لجزء من حقوق الشيخ الفاضل سلمان - وفقه الله كما استأذنكم بنشر هذا التعليق في صحيفتنا الموقرة.. ذلك أن هذه المساحة من الصحيفة العزيزة إنما هي متنفس القراء وملتقى آرائهم وأفكارهم وسبيلاً لمعرفة توجهاتهم وميولهم.
لقد عقّب المهندس الكريم على درس الشيخ ، وأصر على تسميته بالدرس نظراً للفوائد الجمة التي يستفاد منها مع إطلالة كل أسبوع كما أنها تعتبر مرجعاً مهماً في كل وقت وكل مناسبة.
نعم عقب المهندس على هذا الدرس الذي تحدث فيه الشيخ عن شيخ المجاهدين الفلسطينيين الشيخ أحمد ياسين - رحمه الله - وتعليقاً على هذا التعقيب هذه عدة وقفات.
الأولى: اعتبر المعقب أن تحدث الشيخ عن أحمد ياسين إنما هو تفاعل مع الحدث ليس إلا... وأنه فرصة لترويج بعض الأفكار.. وهنا يقال للمهندس لقد أوسعت الفرية وأظنك قلت ما لم تقصد.. وفهم بغير ما تقصد.. وإلا فما هي الأفكار التي برأيك يروج لها (الكاتب) وأقول الكاتب لأن هذا ما كرره المعقب في تعقيبه ولا يُحبذ الوقوف عند كل نقطة قالها وفقه الله وان كان ذلك يستحق إلا أن المقام لا يتسع.
مهندسنا الموقر.. الله سبحانه وتعالى يقول:{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (36) سورة الإسراء.
هل تعلم وأظنك تعلم أن من تحدثت عنه وعن أفكاره إنما هو أحد تلاميذ جهابذة علماء الأمة من أمثال الشيخ ابن باز وابن عثيمين - رحمهما الله - وهو أحد الذين اختارهم - ولي الأمر - حفظه الله - ليكون أحد أركان الحوارين الوطنيين اللذين أقيما مؤخراً في المملكة ليستفاد من أفكاره وتوجهاته وهو من تعرفه أنت!!! نسأل الله لنا وله ولك ولإخواننا المسلمين الثبات على الحق حتى نلقاه وإذا سلمنا جدلاً بقولك: فماذا يضيرنا أن نسمع ثم نعقل فنأخذ أو نذر( إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) (12) سورة الحجرات .
الثانية: قال المهندس الكريم في تعقيبه (لم يجد الكاتب حرجاً في الوقوع في بعض المعثرات التي تثقل الكتابة الصحفية هذه الأيام وضرب لذلك مثالاً في التعميم والحرص على استخدام الكلمات الرنانة لاختصار المسافة إلى عاطفة القارئ وليس إلى عقله).
أخي الفاضل هل نحن بحاجة في هذا الوقت يا مهندسنا الكريم إلى مثل ما تقول أم أننا أحوج ما نكون إليه هو وحدة الصف وتوحيد الكلمة ، ومتى كانت كتابات أمثال هؤلاء الأفاضل كتابات صحفية ونحن في الحقيقة كمتابعين وقراء وأعمم لعلمي بما أقول أننا نستلهم فائدة وعبرة من هذه الكتابات ونعتبرها دروساً توجيهية عجزنا أن نلتقي به وبأمثاله وهيأ الله لنا مثل هذه الصحيفة وغيرها مما يحترم عقل القارئ والمتابع لنستفيد منها ، وحينما يستعمل (الكاتب) الشيخ سلمان الكلمات الرنانة كما تقول فما الحرج في ذلك.. إذا كان يقصد.. أن تكون رنانة كما قيل!!! وهي مفيدة وتفي بالغرض بحيث تصل إلى القلوب الواعية المتبصرة، أقول بكل أسف كفانا تلميحاً.. أين الشجاعة من التصريح.. ومن قال للمهندس الموقر إن (الكاتب) يريد أن يصل إلى عاطفة القارئ وليس إلى عقله وهنا سؤال يرمي بثقله بكل أسف: هل القراء عاطفيون فقط؟؟؟ أم أنهم عقلاء أيضاً؟؟؟ أم أنهم هم جميعاً هكذا؟ وهل الوصول إلى العاطفة يكون بهذه الطريقة؟ وهل استحضرنا قول الشاعر:


وما من كاتب إلا سيفنى
ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء
يسرك في القيامة أن تراه

ومن قبله كلام ربنا تبارك وتعالى:{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} سورة ق(18).
الثالثة: حينما يحتفل (الكاتب) الشيخ سلمان باتساع حيز الحرية الصحفية له ولغيره كما يقول مهندسنا الكريم.. فما العجب؟؟
هل العجب أن الدعوة لهذا الاحتفال مخصوصة فقط لأناس خاصين أم أن الدعوة عامة للجميع ولم يحضرها معقبنا الفاضل ؟ وما هو الحيز الذي يتحدث عنه, هل قال شيئاً لم يعه ولم يع معناه أم أننا نبحث عن (.....) وإذا لم نجد نوجد... أو قل.. نختلق!!!
رويدك أخي الفاضل ولتعلم أخي العزيز أن كتّابنا حينما يكتبون إنما يكتبون للجميع بما فيهم... الرقيب... ومسؤول التحرير... وعقول القراء... وهل الرقيب إلا الله وهل نراقب إلا الله وهل نخاف إلا من الله؟
ثم يا مهندس منصور يستنتج كل قارئ للتعقيب أنك مهندس طرق أو سيارات أو غيرها مما هو داخل في مجال الهندسة وليس من حرج المشاركة في الرأي وأن يكتب الشخص ما يعتقد صوابه إلا أنه يقال إن الكتابة تحتاج أيضاً إلى أن يكون الشخص مهندساً فيها يضع الأمور في نصابها ويوظفها في مواقعها المناسبة دون التلميح أو التجريح ولا يحق لطبيب أن يمتهن مهنة هندسة الطرق والمسارات المتعددة أو المسار الواحد أو حتى المخارج المرقمة.
الرابعة: حينما يطالب المعقب (الكاتب) أن يكون موضوعياً ويكلف نفسه عناء البحث والاستقصاء.... إلخ) يقال له أين الحقيقة إذاً... لأنك تخاطب عقول القراء فأنت بحاجة إلى أن تفيدهم وتجدد معلوماتهم وربما يستفيد منك الكاتب نفسه أيضاً، أليس جديرا بنا أن نتحقق فيما نقول؟؟؟ وما نعلمه كذلك؟؟؟ وما علاقة الصحافة العراقية فيما تقول أم أنها من عرض الأمثلة فقط.
الخامسة: إذا كان ما ذكر في درس الشيخ هو هضم لحق القارئ فمن المنتصر له وبماذا هضم حقه وهل منبر أسبوعي يطل علينا كل - صباح أحد - يعتبر هضما لحق القارئ أم هذا المنبر؟؟!!!!! فقط الله المستعان.
ختاماً مهندسنا الفاضل ليس ما ذكر فيما اعتقد دفاعاً ولا هجوماً كما كنت تخشى في ذيل تعقيبك لكنها الحقيقة تفرض نفسها ومن حقنا نحن كقراء أن نكتب ما نعتقده وما نعلمه وألا نمرر ما نقرأ أو نسمع.. كيلا نكون عاطفيين وإنما كل من كتب وأفاد إنما يخاطب العقل ونحن أمة تقرأ وتعي معنى القراءة...
عموماً الهدف من هذا التعليق إنما توضيحي ليس إلا وأتمنى ألا يظن شيئا آخر واعتذر للقارئ الكريم عن الخلل والزلل.
أحمد بن سليمان العدل/بريدة ص. ب 450


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved