تحاول التربية من زاوية الفرد فيما يتعلق بالفرد، أن تحقق نمواً شاملاً سليماً لمختلف مكونات الشخصية بقصد تكامل مقوماتها وسلامة اتجاهاتها أما تكوين شخصية الفرد فهي عبارة عن مجموعة من المعطيات أو العوامل الوراثية (Herditary fact) عدلت ومزجت بعوامل اجتماعية ومادية بفعل أثر البيئة أو ما يسمى بالعوامل البيئية (Eminotmentai factors) وكذلك خبرات الحياة التي تشمل الكثير من العلوم والفنون والمعارف والمهارات يحصلها الفرد ويحوزها بالتعلم والتبصر وبالتدريب وان الشخصية الإنسانية جزء متكامل من العوامل البيولوجية والاجتماعية على سواء. وسرها الذي انكشف للتربية هو قابليتها للتكيف والتوجيه والتعديل والتهذيب ولولا هذه القابلية الطبيعية في فطر الإنسان لما كانت هناك تربية أصلاً. وتهدف التربية إلى إحداث تغيرات سلوكية، إيجابية واضحة الأهداف في شخصية الفرد.وتركز على ثلاثة مجالات:
1 - مجال النشاط الفكري:حيث تتجه التربية بفاعليتها وبرامجها نحو ترقية وتدريب المهارات والخبرات العقلية لدى الفرد من انتباه وإدراك وتذكر واستنتاج وفهم وتبصر وتجريد واستدلال وربط وتحليل وتركيب مما يدخل في هذا الميدان الذي يصب فيه معظم الجهد التربوي اليوم.
2 - مجال النشاط الانفعالي:وفيه تجتهد التربية لتحقيق توازن عاطفي في نفس الفرد وتحاول ان تضمن إيجابية أحاسيسه وسلامتها وتنمي جملة مشاعره وميوله ورغباته وتحاول تلبية حاجاته ومطالبه النفسية والعاطفية في إطار من المشاركة الجماعية البناءة. كما تحاول أن تثير في نفسه حوافز الخير والإبداع والتعلم والإنتاج وتزيل من طريقه عوائق التعلم والنمو كالخوف والحيرة وعدم الثقة بالنفس والغيرة والتردد والانطواء بالإضافة إلى تكوين الميول والاتجاهات الانفعالية السليمة المتلائمة مع قيم ومثل ومعايير المجتمع مع خصائص التكوين النفسي والاجتماعي والفكري والجسماني لهذا الفرد.
3 - المهارات النفسية الحركية:نرى التربية تتصدى بقوة لتدريب وتهيئة الفرد جسمياً وحركياً بقصد الانتفاع العلمي الشخصي والعام، عن طريق تكوين وتنمية المهارات اليدوية كالخط والعزف والحياكة وكذلك الألعاب والتمارين الرياضية المختلفة وكالمهارات اللفظين المتنوعة من تمثيل وإلقاء وتجويد على ذلك تحاول التربية ان توافق توفيقاً تكاملياً بين أبعادها المختلفة بالنسبة للفرد.
|