إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك يا أبي لمحزونون.. رضينا بالله وبحكمه وبقضائه وقدره.. لا معقب لحكمه وهو ارحم الراحمين.. له ما قضى وقدر وكل شيء عنده بمقدار..
هو الموت ما منه ملاذ ومهرب
متى حط ذا من نعشه ذاك يركب
كيف أغمدت يد المنون سيفها في نحرك.. ليتني كنت فداك يا أبي.. فكنت أنت المعزّى ولست انا المعزّاة..
وان كنت أشفق على قلبك أن يفجع بي.. لم يدر في خلدي ليلة الخميس الموافق 19-12-1424هـ الليلاء وأنا اقلبك ذات اليمين وذات الشمال انك قد فارقت الحياة.. عذرا أبي.. فلم يقس قلبي.. كلا.. كلا.. ولكن العتبى
لذلك المرض اللعين الذي اوهمني انك لم تزل حيا!! - يقول الامام احمد بن حنبل رحمه الله لأعدائه: (موعدكم يوم الجنازة) وكان حقاً موعدنا يوم جنازتك حين تدافع محبوك للصلاة عليك ومواراة جثمانك الضريح أسأل الله ان يرسل عليك فيه نفحاتٍ من جنانه وان يريك منازلك فيها ويلهمك الجواب والصواب.
لكم سلانا وخفف من مصابنا - وما نحن بعد فراقك بسالين - ذلك الذكر الطيب من المعزين لك الكل شهد لك ببرك العظيم لوالديك الذي هو شامة على جبينك وقلبك الصافي وعطفك الشامل.. لم تحمل الضغينة ولم تحقد قابلت الاساءة بالإحسان وبادلت الحب بالحب.. قست عليك الدنيا فتبسمت بوجهها.. احببت القصيد فكنت احلى بيت فيه واعذب نغم.. وكفى قول المصطفى: (أنتم شهود الله في ارضه)
أبي
أتذكر باسل وسماهر؟!
هما يذكرانك ويفقدانك فالطير لا ينسى عشه والأسد لا ينكر عرينه.. تتراءى أمام ناظري صورتاهما وهما بين ذراعيك وفوق صدرك الحنون..
أبي..
سأحفظ لك الحب وسأوصيهما بالدعاء لك ما دمت حية.. لا تغضب اذا ضايقتك عبراتنا فلا نملكها اذا حلت ذكراك.. وعند باسم الخبر اليقين..
سلام عليك يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا
(*) ابنتك التي لن تنساك |