شهد ويشهد قطاع التعليم العالي سواء على مستواه المحلي أو العالمي العديد من المستجدات في لحظتنا التاريخية هذه. الأمر الذي يوجب على مؤسساتنا التعليمية ذات العلاقة العمل على كل ما من شأنه تحقيق التكيف اللازم والمناسب والمنسجم مع ما تفرضه هذه المتغيرات على مختلف أنواعها. ومقالة شدو اليوم محورها (قروض الطلاب الجامعيين: Student Loans) حيث جرت العادة في الدول المتقدمة على وجه الخصوص أن يستدين الطالب لغرض إكمال دراسته الجامعية؛ ولهذا فمعظم الجامعات في الدول المتقدمة تتيح لطلبتها سياسة إقراضية ميسَّرة على أن يقوموا لاحقاً بالسداد على دفعات ميسرة وذلك بعد تخرجهم وحصولهم على الوظائف المناسبة. ويصح القول إن ما نشهده من توسع في التعليم الأهلي المدفوع ليس إلا بداية انحسار لموجة التعليم المجاني خصوصاً في ضوء توجه بعض الجامعات الحكومية إلى الأخذ بسياسة (القسط الدراسي: التوشين) مثل جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الأمير نايف.
ومن المعلوم أن عملية التعليم عملية نبيلة وصبغها بطلاء المادة قد يحرفها عن مساراتها النبيلة ويحرّف أهدافها السامية ويفرغها من مضامينها الاجتماعية المأمولة الأمر الذي من جرائه قد تزداد مساحة الهوَّة القائمة أصلاً بين العلم من جهة وتطبيقاته الاجتماعية من جهة أخرى.
ولا أحد يتوقع أنه بمقدور كل طالب أو طالبة الالتحاق بالجامعات الأهلية حيث إن القادر منهم مادياً فقط هو من سوف يتسنَّى له ذلك، وهذا الأمر لا يخلو من الخطورة ولا سيما على المدى البعيد حيث سيكون قطاع هذا النوع من التعليم محصوراً على فئة اجتماعية دون أخرى مما سيخلق لدينا طبقية تعليمية - نخبوية ليس لها من الجدارة التعليمية سوى حقيقة كونها قادرة مادياً. وللحيلولة دون وقوع ذلك تتجلى القروض الطلابية لتمثل أنجع الحلول وأنجح وسائل إشاعة التعليم بين كافة شرائح المجتمع بسواسية على مختلف أنواعها وطبقاتها وظروفها ومشاربها... في المقالة القادمة إن شاء الله تلقي شدو المزيد من الضوء على هذا الموضوع..
|