* جدة- الجزيرة:
استقبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز ظهر أمس الأول بمكتبه مديري عموم ورؤساء تحرير المؤسسات الصحفية المشاركين في الاجتماع الثاني لمديري العموم السادس لرؤساء تحرير الصحف الخليجية.. الذي تستضيفه الزميلة (عكاظ) ويرعاه معالي وزير الاعلام والثقافة السعودي الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي.
وقد رحب سموه في بداية اللقاء بالمشاركين مؤكدا ان هذا الوطن هو للجميع وان هذا الاجتماع سوف يثمر ان شاء الله عن نتائج مرضية وشدد سمو أمير منطقة مكة المكرمة على اهمية التحلي باخلاق مهنة الصحافة وقال سموه: من ليس له اخلاق يجب ان لا يعمل في هذه المهنة التي تعتمد اساسا على نقل الحقيقة فمن لا اخلاق له لا يستطيع ان ينقل الحقيقة التي هي مطلب للجميع واضاف سموه: اننا يجب ان نحث الصحفيين على النقد البناء الذي يخدم المجتمع بالطريقة السليمة التي تعتمد على التلميح لا على التصريح مباشرة فعندما تنصح يجب ان يكون ذلك بطريقة واعية تساهم في تقبل عملك هذا.
*****
واكد سموه على ان الصحافة تعيش مرحلة حساسة في ضوء الطغيان التلفزيوني على الاحداث وقال سموه: لقد سرق التلفزيون جميع الاحداث من الصحف ولكن بقي تميز لصحفنا هو عدم قيام التلفزيونات بالتغطية للاحداث المحلية وهذا بدوره يساهم في اعطاء الصحف مساحة اكبر للاحداث التي لا يمكن ان تشاهد في التلفزيون.
وحول الصحف في المنطقة الغربية قال سموه: نحمد الله اننا نملك صحفا قوية في المنطقة الغربية وخصوصا في جدة اما في مكة فإننا نسعى لايجاد صحيفة جديدة بعد تصفية الندوة.
واضاف سموه: اكدت في حديث لي مع سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز على ان مكة يجب ان لا يظهر منها أي شيء الا وهو مكتمل وقوي وكذلك ان يظهر بصورة مشرفة ونحن نسعى لأن تكون الصحيفة التي ستظهر بالشكل المشرف الذي يعكس الحرص على قوة اعلامنا.
واثنى سموه على ما وصلت اليه الصحافة المحلية معتبرا انها تعيش مرحلة متميزة ويظهر ذلك جليا من خلال الفكر المختلف الذي بدأت الصحف السير فيه معتبرا ان هناك صحفا سعودية وصلت الى شهرة ليس على المستوى المحلي ولكن على المستوى العربي.
وطالب سموه الصحف بمواجهة المسؤول باخطائه حتى يتم علاجها وهذا هو دور الصحافة معتبرا ان الامر في النهاية هو لخدمة هذا الوطن المعطاء وشدد سموه في مطالبته الصحف بضرورة النقل الدقيق للاحداث بحيث انه عندما يتم مساءلة مسؤول ما فإن ذلك يكون بناء على وقائع لا ان يكون مجرد اشاعات سمعها الصحفي ثم قام بنقلها دون العودة للمسؤول.
واكد سموه انه يجب على الصحفي ذكر عدم تجاوب المسؤول عندما لا يجد منه ردا على ما يطرحه عليه وذلك بهدف ايضاح الحقيقة للمواطن.
واكد سمو الأمير عبدالمجيد ان للصحافة دوراً مهماً جداً في ايجاد الالفة والمحبة بين افراد المجتمع وان هذه الصحافة ليس من شأنها ان تكون عامل تفريق وهدم وهو ما يتضح من نوعية النقد.
وشدد سموه على ان الشجاعة في الطرح هو الامر الذي يجب على الصحفي والكاتب.. ومهما تعرض له الكاتب من مضايقات فإنه يجب ان يصمد امام كل الضغوطات التي قد لاترضي البعض ولكنها في النهاية شجاعة مميزة اذا استندت على حقائق لا يمكن انكارها.
وانتقد سموه بعض الجهات التي تجعل شخصا واحدا هو المسؤول عن التصريح فيها معتبرا ان هذه الجهات تجهل الدور الحقيقي للاعلام.
وطالب سموه المؤسسات الصحفية باهمية تأهيل كوادرها التحريرية حتى يتحقق لها التميز الذي ترجوه وقال سموه: لقد كان الصحفي عندنا يسأل عن (المشاعر) عقب افتتاح أي مشروع اما الآن فإنك تجده يسأل في ادق التفاصيل التي يجب ان تكون.
وحث سموه جميع المسؤولين على اهمية التواصل مع الاعلام الذي هو حسب تأكيد سموه الناقل الحقيقي لأي قصور في جهة المسؤول.
بعد ذلك التقطت صور تذكارية لسموه مع مديري العموم ورؤساء تحرير الصحف الخليجية ثم سلم بعد ذلك الاستاذ وليد قطان مدير عام مؤسسة (عكاظ) درعاً تذكارياً لسموه.
وكان معالي وزير الثقافة والاعلام الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي قد افتتح مساء امس الأول الاجتماع الثاني للمديرين العامين والسادس لرؤساء التحرير في المؤسسات الصحفية الخليجية الذي تستضيفه مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر بمحافظة جدة.
حيث اقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدئ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم.
ثم القى رئيس تحرير صحيفة عكاظ الدكتور هاشم عبده هاشم كلمة رحب فيها بمعالي وزير الثقافة والاعلام والحضور.
واكد ان التحديات التي تمر بها المنطقة تفرض على وسائل الاعلام بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ان تكون في مستوى الاحداث وان تقوم بواجباتها على اكمل وجه.
واشار الى ان هذا الاجتماع يعد نقلة كبيرة في مجال التشاور بين الصحف والمجلات الخليجية ومحاولة للخروج باستراتيجية موحدة للعمل المهني الصحفي في دول المجلس وخدمة الصحافة الخليجية والعاملين بها.
واعرب عن تطلعه بأن يناقش الاجتماع بعض المشكلات التي يعانيها الاعلاميون في دول مجلس التعاون والوصول الى رؤيا واضحة لواقع الصحافة الخليجية.
واثنى على مستوى التنسيق والتعاون بين الصحف في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
عقب ذلك شاهد معالي وزير الثقافة والاعلام والحضور فيلم صحيفة عكاظ التسجيلي.
ثم القى ممثل الوفود المشاركة المدير العام لصحيفة الامارات للاعلام احمد علي محمد البلوشي كلمة عبر فيها عن شكره وتقديره لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر لاستضافتها لاعمال هذا الاجتماع.
ورأى ان تنظيم مثل هذه اللقاءات تحمل روح الود والاخوة والصداقة معربا عن امله في ان تتحول مثل هذه اللقاءات الى اعمال تجني ثمارها وفق الية مدروسة قابلة للتنفيذ على ارض الواقع وتراعي احتياجات المؤسسات الصحفية وتلبي طموحات المواطن الخليجي في حصوله على المعلومة والخبر.
عقب ذلك القى معالي وزير الثقافة والاعلام الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسي كلمة رحب فيها برؤساء تحرير الصحف الخليجية وبالمديرين والعاملين والحضور ونقل لهم خلالها تحيات مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الامين وسموالنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وتمنياتهم المفعمة بالأمل وبالرجاء ان يتحقق لملتقي المديرين العامين ولملتقى رؤساء تحرير الصحف الخليجية النجاحات للخروج بالنتائج التي تضيف جديدا للبناء على ما سبق اعتماده من صيغ لاحكام التواصل والتعاون على درب الصالح العام في الاطار المشترك.
كما يسرني ان ارحب بكم اجمل ترحيب في بلدكم المملكة العربية السعودية حيث التقي واياكم على هذا الصعيد المهني الخليجي المتالق الذي يضم بكل المحبة والاحترام والتقدير اخوة اعزاء رائدهم التكامل للقيام بالدور المناط بهم الذي يسهم في تعزيز اواصر التعاون البناء لتمتين التواصل من اجل مستقبل افضل.
واني على يقين ان اجتماعاتنا على المستوى الخليجي واعني ما يتصل بالنواحي الاعلامية والصحفيين تحرز تقدما باستمرار وان كان بطيئا اولنقل متعثرا بعض الشيء الا ان ذلك يجب ان يكون حافزا لنا على مضاعفة الجهد وتفعيل اليات التنفيذ لانجاز كل ماتخطط له.
ولذلك ومن منطلق الصفة الشخصية اوصي نفسي واخواني المعنيين بالشأن الاعلامي والصحفي في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ان نمضي قدما بكل ثقة واقتدار للاهتمام اكثر بقضايانا التنموية لمصلحة المواطن الخليجي وكذلك القضايا ذات الصلة بالشان العربي والاسلامي التي يهمنا امرها بحكم الانتماء المتجذر في اعماق التاريخ وفي مقدمة ذلك ما تقضي به الثوابت التي نؤمن بها.
كذلك لابد من الحيطة والحذر حتى لا تكون وسائلنا مطية لنقل مايحيكه ويدبره الاعلام المغرض حيث يلحظ ان البعض في المنطقة يتبارى للسبق نحو بث ونشر كل ما يتدفق عليه من وكالات الانباء الاجنبية وذلك بدون تمحيص وكأنه اصاب صيدا سمينا بينما هوحقيقة الامر يروج بوعي وبدون وعي لمقولات تنطوي على اهداف مشبوهة لا تضمر لأمتنا خيراً.
كما يلحظ ان البعض يجهد نفسه لتلقف اي صوت نشاز فيخلع عليه من النعوت المختلقة لابرازه ولإفساح المجال له للتعبير عن اوهامه من خلال نظرة سوداوية ومن زاوية ضيقة لا تبصر أبعاد حقيقة الاشياء فيقدم على انه رجل المهمات الذي لا نظير له بينما هوفي واقع الامر غالبا ما يكون في خدمة الاجنبي سواء فطن لذلك اولم يفطن.
لم يعد يخفى على احد خطورة المرحلة التي يشهدها عالم اليوم بكل ما يكتنفه من تداعيات وتعقيدات يحار لها محترفو السياسة.. بما يعني ان متطلبات التعامل معها لتفادي سلبياتها تستلزم السعي حثيثا وبدون كلل او ملل.
ولذلك لابد ان ناخذ بالاسباب مع الالتزام بالحكمة والعقلانية والتنسيق وتبادل المعلومات فيما بيننا والتمكين لتضافر الجهود الوطنية والاقليمية وذلك في اطار الاختصاص حتى تكون متوافقة والاهداف واضحة والكلمة معبرة لتعزيز الشأن للابرار نحو مزيد من الامن الشامل والاستقرار والسلام.
هذه إلمامة عجلى لما رغبت ان اعرض له بقصد التذكير لان الذكرى تنفع المؤمنين.. وختاما اكرر تحياتي وتقديري ودعائي من الاعماق بأن تكلل اجتماعاتكم بالنتائج الطيبة وللجميع موفور الصحة والسعادة.. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العاملين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وفي نهاية الحفل قام معالي وزير الثقافة والاعلام بتسلم هدية تذكارية بهذه المناسبة من مدير عام مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر وليد جميل قطان.
|