Thursday 8th April,200411515العددالخميس 18 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الحفريات الإسرائيلية هي السبب الحفريات الإسرائيلية هي السبب
التصدعات قد تؤدي إلى انهيار المسجد المرواني المقام تحت المسجد الأقصى
جريمة سوداء يقترفها المستوطنون اليهود بحق السكان المقدسيين وبيوتهم

  * القدس المحتلة - بلال أبو دقة :
حذّر تقرير سري للحكومة الإسرائيلية من خطر الانهيار الفوري الذي يتهدد الحائط الشرقي للحرم القدسي الشريف، في أعقاب الهزة الأرضية التي ضربت الأراضي الفلسطينية المحتلة، والدول المجاورة في شهر شباط / فبراير الماضي.
ويشير التقرير السري الذي نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، صباح (الخميس)، مقتطفات منه، إلى أن التصدعات التي أحدثتها الهزة الأرضية في الجدار قد تؤدي إلى انهيار المسجد المرواني، الذي تم ترميمه تحت المسجد الأقصى، أو ما يسمى إسطبلات سليمان، الذي يقع تحت الأرض.
وجاء في التقرير الذي يحمل توقيع اللواء يوآف غلانط، السكرتير العسكري لرئيس الحكومة الإسرائيلي أنه تم الكشف مؤخرًا عن وجود علامات مقلقة في الحرم القدسي، والتي قد تدل على حدوث تزعزع معين في ثبات منطقة الحرم.. مبيناً أنه تم في السنة الأخيرة معالجة النتوءات التي ظهرت في الحائط الجنوبي، وقد أدت الهزة الأرضية في شهر شباط/ فبراير إلى تضرر بوابة المغاربة فضلاً عن زيادة الانحناء الحاصل في الحائط الشرقي.
وحسب تقديرات سلطة الآثار الإسرائيلية، فإن خطر الانهيار يتهدد الحائط الشرقي بشكل فوري وقد ينتهي بانهيار المسجد المرواني.
وحسب الصحيفة العبرية فقد تم إرسال نسخة من التقرير، قبل بضعة أيام، إلى عدد من المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية وفي الأجهزة الأمنية، تمهيدًا لاجتماع خاص سيعقده رئيس الحكومة الإسرائيلية، أريئيل شارون، من أجل مناقشة الموضوع .
وقد توجه اللواء يوآف غلانط، السكرتير العسكري لرئيس الحكومة الإسرائيلي إلى كل من وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي، تساحي هنغبي، وإلى نائب رئيس الحكومة، الوزير إهود أولمرت، ووزراء الخارجية والدفاع والمعارف والوزير المسؤول عن شؤون القدس، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) وجهاز الموساد والمفتش العام للشرطة الإسرائيلية والمستشار القضائي للحكومة، كي يقوم كل منهم على حدة، ببلورة توصياته وتقديمها لرئيس الحكومة في أسرع وقت ممكن.
وحسب ما أوردته الصحيفة فقد تم إرفاق التقرير السري بعدد من التقارير التي أعدتها سلطة الآثار في إسرائيل، حيث قام خبراؤها بزيارة الحرم القدسي بعد الهزة الأرضية وفحص الجدار الشرقي، مستعينين بشركة هندسية خاصة. وتبين من الفحوصات أنه حدث تحرك في الحائط الشرقي بمقياس 2. 5 سنتيمتر. . كذلك كشف عن وجود تصدعات جديدة واتساع حاد في تصدعات كانت موجودة من قبل.. وتبين من مسح محوسب أن الحائط الجنوبي للحرم القدسي تحرك باتجاه الجنوب.
وكتب عالم الآثار المسؤول عن منطقة القدس في سلطة الآثار الإسرائيلية، يوحنان زليغمان، والمهندس عوفر كوهين، في تقرير مهني: الحائط الشرقي معرض لخطر الانهيار الفوري.. إننا نوصي بمنع دخول الأشخاص إلى إسطبلات سليمان والمنطقة التي حولها حتى تتم معالجة الموضوع. . هناك تسرب مكثف للمياه وهناك تصدعات واضحة في بعض الأعمدة الفنية.. الحائط يواصل التحرك وعلى الرغم من أن هذه ظاهرة عمرها سنوات كثيرة، إلا أنها تشكل الآن خطرًا ملموساً يجب معالجته دون أي تأجيل.. وعلم انه تم تحويل توصية بهذا الشأن إلى قائد الشرطة الإسرائيلية في مدينة القدس وطالبه بمنع دخول الزوار والمصلين إلى المسجد المرواني.
وكانت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية، قالت إن الحفريات الإسرائيلية مستمرة تحت أساسات المسجد الأقصى، ليتم تفريغه من تحت، لتأتي هزة أرضية ليهدم المسجد الأقصى، قبلة المسلمين الأولى.. سعياً لمواصلة برامجهم المتدرجة لهدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم.
** جريمة سوداء يقترفها المستوطنون اليهود بحق السكان المقدسيين وبيوتهم
إلى ذلك وصفت مؤسسة الأقصى استيلاء مستوطنين معززين بقوات الشرطة الإسرائيلية على عمارتين في حارة سلوان فجر الخميس بأنها جريمة سوداء يقترفها المستوطنون بحق السكان المقدسيين وبيوتهم، وأنها عمليات بربرية لا تقبلها الديانات السماوية ولا المواثيق الدولية.
وذكرت في بيان أصدرته المؤسسة، تلقت الجزيرة نسخة منه أن هذا الاستيلاء المدعوم من المؤسسة الإسرائيلية وأذرعها الأمنية المختلفة، إنما هو حلقة في مسلسل الاعتداءات على الأرض والإنسان والمقدسات، يهدف فيما يهدف إلى إرهاب الأهالي المقدسيين الذين يصرّون على الثبات في مسكنهم وفوق أرضهم قريباً من (المسجد الأقصى) المبارك، ليكونوا له كالأسورة للمعصم، محافظين على قدسيته، رغم حملات الترغيب والترهيب الساعية إلى ترحيل الأهالي من مدينة القدس، ليستفرد المستوطنون بمدينة القدس و(المسجد الأقصى)، سعياً منهم للتضييق على المسجد، مواصلة لبرامجهم المتدرجة لهدمه وبناء الهيكل المزعوم.
واستنكرت المؤسسة في بيانها تواصل الاعتداءات على المساجد والمصليات والمصلين، وقالت: اليوم يقوم المستوطنون بالاستيلاء بالقوة على عمارات ليس لهم فيها أدنى حق، وقبل يومين منع رفع الأذان في المسجد الإبراهيمي في مدينة خليل الرحمن، وغيرها من الممارسات العدوانية.
وطالبت مؤسسة الأقصى، المؤسسات العالمية لحقوق الإنسان بالتدخل الفوري لحماية الأهل الذين يشردون من بيوتهم في القدس الشريف، ويلقون في الشوارع، ويعتدى على نسائهم وأطفالهم وهم نيام.
وكان مستوطنون قد استولوا في ساعة مبكرة من فجر أمس الخميس، على مبنيين سكنيين مأهولين في حارة مراغة في حي سلوان جنوب الحرم القدسي الشريف، يعودان لعائلتي الرجبي ومراغة، وبواقع 13 شقة سكنية.
وقال شهود عيان إن المستوطنين اليهود ترافقهم قوة معززة من جيش الاحتلال والشاحنات الضخمة اقتحموا المنطقة، وداهموا المبنيين وأصحابهما نيام، وأخرجوا أثاث الشقق، وطردوا العائلات منها، واعتدوا على النساء والأطفال، ووضعوا أثاثاً جاهزاً فيها بدعوى ملكيتهم لهذه الشقق.
وقد فرض جيش الاحتلال طوقاً عسكرياً محكماً على المنطقة، وفتح نيرانه على الفلسطينيين الذين هبوا لنصرة إخوانهم، واستخدم الجيش قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والقنابل الصوتية، ومنع طلبة المدارس والموظفين والعمال من مغادرة الحي، وقام باعتقال عشرات الفلسطينيين.
يشار إلى أن جمعية (عطيرت كوهانيم) وجمعية (العاد) اليهوديتين تقفان وراء حملة الاستيلاء على المنازل الفلسطينية في حي سلوان، وغيره من أحياء القدس الشرقية، في إطار مشروع تهويد يحظى بدعم رسمي من سلطات الاحتلال.
ويزعم المستوطنون اليهود أن بيوت الحي كانت تعود إلى اليهود، وانهم طردوا منها خلال أحداث 1921، وحسب هذه المزاعم كانت تقيم في الحي 150عائلة يهودية .
يشار إلى أن جمعية (العاد) قادت قبل شهر، حملة أخرى استولت خلالها على 16منزلاً فلسطينياً في حي سلوان، ليتضاعف بذلك عدد المستوطنين هناك تمهيداً لتهويد المدينة المقدسة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved