* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
تسلم الجنرال الإسرائيلي (اليعيزر شيكدي), يوم الأحد الموافق 4 - 4 - 2004 منصب قيادة سلاح الجو الإسرائيلي خلفا للجنرال (دان حلوتس), الذي شهدت فترة قيادته لسلاح الجو الإسرائيلي، مجازر دموية ارتكبت بحق الفلسطينيين..
الجنرال اليهودي الليكودي (دان حلوتس) استغل خطابه بهذه المناسبة لمهاجمة الطيارين الإسرائيليين الذين يرفضون المشاركة في جرائم الحرب التي ترتكب بحق الفلسطينيين العزل في الاراضي العربية المحتلة..
هذا الجنرال الحربي الملطخة يداه بدماء الأطفال والنساء في فلسطين المحتلة، تبجح خلال كلمته بقتل الأبرياء، حيث قال: أصرح هنا انه خلال عمليات سلاح الجو تم قتل أبرياء.. لقد عملنا كل ما بوسعنا للامتناع عن ذلك، ولم نفلح دائما بذلك.. ليس نحن من اختار هذه الحرب، ولسنا من بادر لسفك دماء الأبرياء..!!
يشار إلى أنه مع إنهاء منصب (دان حلوتس) في سلاح الجو، سيتم تعيينه نائبا لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي، وهو يطمح ليصبح قائدا لأركان الجيش خلفا ل(موشيه يعلون) رئيس الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، ما ينذر بارتكاب المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين.
وفي تعقيب على تصريحات (حلوتس) المتعلقة بانتقاد الطيارين الرافضين للخدمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قال (يونتان شبيرا) أحد الطيارين الموقعين على رسالة الطيارين الذين رفضوا المشاركة في جرائم الاحتلال: إن (حلوتس) لا يستحق أن يكون قائدا لسلاح الجو، وبالطبع ليس جديرا بالترقية لمنصب نائب رئيس أركان الجيش، سنعمل كل ما بوسعنا عبر القضاء لمنع ترقية حلوتس ولمقاضاته..
وحول خطاب الوداع للجنرال حلوتس، قال الطيار (شبيرا): بناء على أقوال (حلوتس)، سيأتي اليوم الذي يتحول فيه رافضو الخدمة الذين لم يوافقوا على المشاركة في حفل الدماء والانتقامات التي قادها حلوتس وأمثاله إلى هدف لاغتيالاته، مؤكداً: إذا لم تنجح المحكمة العليا في اسرائيل بإيقاف (حلوتس)، فان محاكم أخرى ستفعل ذلك..
مستذكراً: من الأهمية بمكان أن يعلم (مواطنو إسرائيل) انه توجد ضد هذا الشخص دعوى قضائية في المحكمة العليا بسبب مسئوليته الجنائية على قتل (14 فلسطينياً) من الأبرياء خلال عملية اغتيال، صالح شحادة..
يشار إلى أن طائرة حربية إسرائيلية من طراز (أف 16) أسقطت قبل أكثر من عامين قنبلة زنتها طن على بناية سكنية في مدينة غزة، كان قد وصل إليها ليلا، الشيخ صلاح شحادة، القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس في غزة، لتسحق القنبلة الاسرائيلية عشرة مبانٍ بالكامل، ليلقى (15 فلسطينياً) حتفهم تسعة منهم نساء وأطفال، ولم يعثر رجال الدفاع المدني الفلسطيني على جثة الشيخ صلاح شحادة وزوجته وابنته، قالوا إنها اختلطت بركام البنايات المهدمة..
من ناحيته، قال (حجاي تمير) وهو أحد الطيارين الإسرائيليين الرافضين للخدمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة: إن (دان حلوتس) هو مجرد مقاول، كان مقاول بناء والآن هو مقاول اغتيالات.. وبصفته هذه من الأجدر به ممارسة ما يفهمه فقط في مجال البناء..
وكان (27 من الطيارين العسكريين الاحتياط) في دولة الاحتلال الإسرائيلي قدموا قبل أكثر من نصف عام بياناً رسمياً لقائد سلاح الجو الإسرائيلي، اللواء دان حلوتس، ابلغوه فيه رفضهم المشاركة في عمليات الاغتيال التي ينفذها سلاح الجو وعدم استعدادهم لاداء الخدمة العسكرية في الأراضي المحتلة..
وأوضح الموقعون في بيان طالعته الجزيرة: انهم يرفضون تنفيذ أوامر غير قانونية وغير أخلاقية كتلك التي تقوم بها اسرائيل في المناطق المحتلة.. ويرفضون مواصلة المس بمدنيين أبرياء وتنفيذ غارات جوية في مناطق مكتظة بالمدنيين الفلسطينيين..
يشار إلى أن العميد الإسرائيلي (نحاميا دغان)، وهو أحد العسكريين الذين أقاموا شبكة المروحيات العسكرية الاسرائيلية، حذر مؤخرا، قبل ثلاثة أشهر، من فقدان الطيارين للثقة بقادتهم إذا تواصلت عمليات الاغتيال التي تسفر عن مقتل مدنيين وأطفال أبرياء..واعتبر العميد الإسرائيلي (دغان) المس الواسع بالأطفال الفلسطينيين خلال عمليات الاغتيال يعبر عن التدهور الأخلاقي للجيش الإسرائيلي..
الجزيرة تعرض أهم الدراسات والتقارير والإحصائيات وفي هذا الصدد تشير الإحصائيات الفلسطينية المتتابعة، والتي تصل دوما الجزيرة نسخ منها إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت خارج إطار القانون ضمن سياسة الاغتيالات والتصفية الجسدية جراء قصفها للمناطق السكنية الفلسطينية وللأماكن العامة أكثر من (732 فلسطينيا)، منهم (220 فلسطينياً) تقول إسرائيل إنهم مستهدفون، فيما قتل أكثر من مائة فلسطيني بينما كانوا يمرون من مكان الجرائم الإسرائيلية، التي لم تتوقف ساعة من ليل أو نهار في الأراضي العربية المحتلة..
ويؤكد تقرير حقوقي صادر عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان تلقت الجزيرة نسخة منه: أنه لم يمر أسبوع على الفلسطينيين دون أن ترتكب فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي جريمة اغتيال أو تصفيه جسدية، إما باستخدام الصواريخ التي تطلقها المروحيات الحربية الاسرائيلية، أو بقذائف الدبابات الاسرائيلية، أو بالاغتيال من مسافة الصفر وبدم بارد برصاص متفجر محرم استخدامه دولياً..
وفي هذا الصدد أظهرت دراسة فلسطينية توثيقية حديثة، أعدها المركز العربي للبحوث والدراسات بمدينة غزة؛ وصلت نتائجها الجزيرة؛ أن العدد الإجمالي للشهداء الفلسطينيين الذين تم اغتيالهم على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية انتفاضة الأقصى التي اندلعت في الثامن والعشرين من أيلول - سبتمبر عام 2000، وحتى نهاية العام الماضي (2003)؛ بلغ (438 شهيداً)..
وأكدت الدراسة أن قوات الاحتلال نفذت (213 عملية ومحاولة اغتيال)، منها (177 عملية أصابت أهدافها)، بنسبة (83.1%)، و(36 محاولة اغتيال فاشلة) لم تصب أهدافها بنسبة (16.9%) من إجمالي عدد عمليات الاغتيال ومحاولات الاغتيال..
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن (46 عملية) اغتيال أصابت أهدافها عبر استخدام أسلوب الطائرات المروحية من طراز (الأباتشي)، فيما بلغت عمليات الاغتيال التي أصابت أهدافها عبر استخدام أسلوب الطائرات المقاتلة من طراز (أف16)، عملية واحدة فقط..
أما بالنسبة ل عمليات الاغتيال التي أصابت أهدافها عبر استخدام أسلوب العبوات الناسفة (المتفجرات) فكانت (20 عملية)، وبلغت عمليات الاغتيال التي أصابت أهدافها عبر استخدام أسلوب المحاصرة والمداهمة والاشتباك (59 عملية)، وبلغت عمليات الاغتيال التي أصابت أهدافها عبر استخدام أسلوب الكمائن والقوات الخاصة (35 عملية)، بينما بلغت عمليات الاغتيال التي أصابت أهدافها عبر استخدام أسلوب الحواجز والمواقع العسكرية (16 عملية)..
|