* رام الله - نائل نخلة:
عادة ما تكون الأعياد مناسبة لقيام العائلات بالمشتريات. ومع حلول عيد الفصح العبري هذا العام، تكشف مستوى الفقر في إسرائيل. ولعل المؤشر الأوضح لاتساع ظاهرة الفقر، بل الجوع والعوز للطعام، برزت هذا العام في معطيات أفادت بها المؤسسات والجمعيات الخيرية التي توزع وجبات الطعام على المحتاجين.
بل ان مصرفا كبيرا، هو بنك ديسكونت،أعلن عن استعداده لتلقي تبرعات، على شكل وجبات طعام، من المواطنين في فروعه ليقوم بدوره بتوزيعها على المحتاجين. واصبحت ظاهرة توزيع هذه الوجبات منتشرة جدا وأصبحت هذه الجمعيات الخيرية لا تخلو منها مدينة او بلدة في إسرائيل.
وكشفت مجموعة من الجمعيات الخيرية عن ان مواطنين يتلقون وجبات طعام من اكثر من جمعية، لكنها اكتشفت أيضا أن مواطنين محتاجين لا يتلقون مثل هذه الوجبات من أي جمعية خيرية. وتبين أن السبب هو الخجل الذي يشعرون به من استجداء الطعام. وقال أحد المسؤولين في جمعية في القدس الغربية إن هناك مواطنين يرفضون فتح باب بيتهم لمندوبي الجمعية الذين يوصلون الطعام إلى بيوت الأسر المحتاجة. ويضطر مندوبو الجمعية إلى ترك صندوق الطعام أمام باب البيت ويقومون بقرع الباب، من دون انتظار الرد، وإنما فقط لاعلام سكان البيت بأن الطعام قد وصل. وتأتي هذه المشاهد بعيدة للغاية عما يشاع عن انتعاش في الحركة الشرائية وإقبال الإسرائيليين على شراء الأجهزة الكهربائية على أنواعها. واعتماداً على تقديرات وزارة الرفاه الاجتماعي، فإن اكثر من مليون إسرائيلي تلقوا هذه السنة تبرعاً على شكل وجبات طعام عشية عيد الفصح، مما يشكل زيادة المحتاجين إلى الطعام بنسبة 50% مقارنة مع العام الماضي. وتستند تقديرات وزارة الرفاه إلى تقارير وصلتها من 119 جمعية خيرية أعلنت أنها ستقدم صناديق مليئة بوجبات الطعام إلى 266 ألف عائلة، مقابل 169 ألف عائلة تلقت مثل هذه الصناديق عشية الفصح في العام الماضي تفرق الجمعيات الخيرية بين نوعين من المحتاجين: أولئك الذين ولدوا مباشرة إلى الحياة في ضائقة وأولئك الذي يُعرّفون على انهم (الفقراء الجدد). و(الفقراء الجدد) هم الذين أصبحوا فقراء في السنتين الأخيرتين. وعادة ما يكون تدهور هؤلاء إلى الفقر بسبب دفعات لتسديد قروض الإسكان العالية وفصل أحد الزوجين من العمل. وقال أحد مديري الجمعيات إن (أشخاصاً كثيرين هم الجيل الثاني أو الثالث الذين يعيشون في ضائقة في العائلة وهم يعلمون ماذا تعني مخصصات الرفاه والعاملة الاجتماعية. إنهم لا يخجلون من وضعيتهم هذه، إذا لا خيار أمامهم ببساطة. ولكن أكثر من يعاني هم أولئك (الفقراء الجدد) الذين فقدوا أملاكهم. وأنا أراهم يتجولون عدة أيام خارج مقر الجمعية قبل ان يجرؤوا على الدخول وطلب المساعدة). ويصف (الفقراء الجدد)، من جانبهم، الدخول إلى مقر إحدى الجمعيات والمكوث فيه لتناول وجبة طعام بأنه (أكثر اللحظات صعوبة على الإطلاق).
وقال مدير جمعية خيرية في مدينة حيفا: (الإنسان الذي لا يجد طعاماً في بيته، لديه سبب للخجل. انها حرب من اجل البقاء. أريد أن يعلم الجميع أن هناك أشخاصاً جائعين، وليدركوا حجم الضائقة). يشار إلى أن السلطات المحلية هي التي توجه المحتاجين إلى الجمعيات الخيرية للحصول على وجبات الطعام، وذلك لأن الجمعيات الخيرية تطلب من المتوجهين إليها إحضار وثائق من قسم الخدمات الاجتماعية في السلطة المحلية تثبت حاجتهم للحصول على وجبات طعام.
|