* بغداد - د. حميد عبد الله - الصدر - الناصرية - البصرة - الوكالات:
أسفرت المواجهات الدموية التي تدور في إطار تمرد أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في المدن الشيعية عن مقتل 73 شخصاً ومئات الجرحى فقد قُتل 40 عراقياً وأصيب العشرات أمس في اشتباكات بين العراقيين وقوات الاحتلال الأمريكي في مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار غربي البلاد، حسبما افادت القنوات الفضائية.
من ناحية أخرى ذكرت الأنباء بأن اثنين من العراقيين قُتلا في اشتباكات بين أتباع الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر والقوات الأمريكية في حي الشعلة بالعاصمة بغداد. كما وردت أنباء عن اندلاع اشتباكات في أحياء أخرى ببغداد.
وأن قذائف هاون أطلقت على سجن (أبو غريب) القريب من العاصمة العراقية، مشيرة إلى تصاعد الدخان من مبنى السجن وقد تواصلت الاشتباكات امس في مدينة الصدر حيث قتل سبعة عراقيين ثلاثة منهم توفوا متأثرين بجروح اصيبوا بها في اشتباكات الثلاثاء في مدينة الصدر في بغداد واربعة سقطوا في غارات شنتها طائرات أمريكية فجر أمس الأربعاء على حي في الضاحية نفسها اسفرت ايضاً عن جرح سبعة عراقيين آخرين.
وصرح قاسم مذكور مدير مستشفى الثورة العام ان (اربعة اشخاص قتلوا وجرح سبعة آخرون في غارة جوية على حي قيارة).
وفي كربلاء أعلن مدير صحة محافظة كربلاء الطبيب صالح الحسناوي ان خمسة ايرانيين وثلاثة عراقيين قتلوا وجرح 16شخصاً آخرين في مواجهات في المدينة بين أنصار مقتدى الصدر من جهة وقوات التحالف وعناصر من الشرطة العراقية. من جهة ثانية تشهد البصرة ثاني المدن العراقية أمس الأربعاء هدوءاً مشوباً بالحذر وسط انتشار كثيف للشرطة المحلية العراقية.
وقد سمع دوي انفجار وعيارات نارية متقطعة لم يعرف مصدرها في المدينة بينما كانت دوريات راجلة للقوات البريطانية تجوب وسط المدينة وانتشرت عناصر الشرطة المحلية حول وفوق المباني والمؤسسات والدوائر الحكومية ومبنى المحافظة خصوصاً حيث لم يشاهد أي مسلح من حركة الصدر.
وفي كركوك سمعت طوال الليلة قبل الماضية أصوات طلقات نارية فى أماكن متفرقة من مدينة كركوك فى أعقاب مظاهرة نظمتها مجموعات من الشيعة التركمان تضامناً مع الموالين لمقتدى الصدر واحتجاجاً على العمليات العسكرية التى تشنها القوات الأمريكية فى العديد من المدن العراقية واسفرت عن مقتل12عراقياً وإصابة 12 آخرين وأفاد شهود عيان بأن القوات الأمريكية تدخلت وقامت بتفريق هذه المظاهرة حيث بدأ بعد ذلك سماع طلقات نارية فى أنحاء متفرقة من المدينة لم يعرف مصدرها..
من جهته دعا آية الله العظمى السيد علي السيستاني امس في فتوى صدرت رداً على استفسار وجه إليه، الى تسوية المشاكل في العراق بطريقة سلمية تجنباً لمزيد من الفوضى واراقة الدماء.
وقال السيستاني (اننا نشجب أساليب قوات الاحتلال في التعامل مع الحوادث الواقعة كما ندين التعدي على الممتلكات العامة والخاصة وكل ما يؤدي الى الاخلال بالامن ويمنع المؤمنين العراقيين من اداء مهامهم في خدمة الشعب).
واضاف (ندعو الى معالجة الامور بالحكمة وعبر الطرق السلمية والامتناع عن اي خطوة تصعيدية تؤدي الى المزيد من الفوضى واراقة الدماء).
الى ذلك اكد احد المقربين من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر امس الاربعاء في النجف ان قوات الائتلاف ارغمت على الانسحاب من مدينة الكوت في محافظة واسط (180 كلم جنوب بغداد) بعد ان احتجزت العشائر عدداً من الجنود كرهائن.
وقال قيس الخزعلي في مؤتمر صحافي ان معارك عنيفة جرت في هذه المنطقة بين الميليشيات الشيعية وقوات التحالف.
واضاف انه إثر هذه المعارك قام رجال عشائر باحتجاز عدد من جنود التحالف كرهائن مما أرغمهم على سحب جنودهم من المنطقة.
وتخضع هذه المنطقة لسيطرة القوات الأوكرانية، وفي كييف اعلنت وزارة الدفاع ان القوات الاوكرانية انسحبت امس من مدينة الكوت بعد قتال عنيف مع انصار مقتدى الصدر الذين باتوا يسيطرون على المدينة. وأوضحت الوزارة في بيان انه (بناء على طلب من الامريكيين وحفاظاً على حياة جنودنا، قرر قائد الفرقة الأوكرانية اجلاء موظفي الادارة المدنية والقوات الأوكرانية من الكوت).
واكد البيان ان (العملية بدأت عند فجر امس الاربعاء (..) تحت حماية مروحيات قتالية). وفي واشنطن قال وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد: ان القوات الامريكية مازالت تسيطر على العراق لكنه حذّر من زيارة المدن الشيعية المقدسة قائلاً انها يحتمل ان تكون خطرة. وقال رامسفيلد للصحفيين في وزارة الدفاع: ان الذين يشنون الهجمات في العراق قليلو العدد وان الجيش الامريكي لم يفقد زمام السيطرة.
وحث زوار المدن المقدسة لدى الشيعة على توخي الحذر قائلاً: (نحن نحذر جميع الزوار من ان المدن المقدسة يحتمل ان تكون اماكن خطرة خلال هذه الفترة).
من جانب آخر قال مسؤول في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق امس الاربعاء: ان استسلام مقتدى الصدر المطلوب بتهمة القتل، هو الطريقة الوحيدة التي يمكن ان يساعد فيها على عودة الهدوء في العراق.
وقال الجنرال مارك كيميت: اذا اراد الصدر تخفيف حدة العنف وعودة الهدوء، فبإمكانه ذلك. عليه ان يسلّم نفسه لأحد مراكز الشرطة المحلية ويواجه العدالة. و توعدت قوات التحالف (بتدمير) مليشيا (جيش المهدي).
|