* لوس أنجليس - (د.ب.أ):
يوشك الرئيس الأمريكي جورج بوش على إنفاق 200 مليون دولار على حملة إعادة انتخابه، ولكن إذا واصلت شبكات التليفزيون الأمريكية عرض مشاهد الفوضى الدموية في العراق فإن أموال العالم كلها قد لا تكفي لإقناع الناخبين الأمريكيين بإعادة انتخابه لفترة ولاية ثانية.
وركزت شبكات التليفزيون الإخبارية الواحدة تلو الأخرى على الانتفاضة المسلحة التي فجرها المقاومون العراقيون ضد القوات الأمريكية والقوات الأخرى عبر البلاد المحتلة، وتحدث قارئو النشرات الإخبارية الذين ارتسمت الجدية على وجوههم عن معارك ضارية بالأسلحة وعمليات هجومية كبيرة وتطورات أخرى سيئة مع تكهنات بانتهاء الخطط الأمريكية بشأن العراق إلى الفشل في تحقيق نصر حاسم وسريع.
وأصبحت مثل هذه الانتقادات اللاذعة لسياسات إدارة بوش من الأشياء المألوفة فيما يبدو في وسائل الإعلام الأمريكية في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لما يتوقع الكثيرون أن تكون واحدة من أشد المعارك الانتخابية ضراوة خلال عقود.
وبدءا من الشبكات التليفزيونية والإذاعية وانتهاء بالصحف والكتب تتعرض الإدارة الحالية لضغوط مستمرة قد يكون لها تأثير حاسم في نهاية الأمر على تحويل الرأي العام المتوازن ضد الحزب الجمهوري الحاكم الذي ينتمي إلى يمين الوسط.
كما أن صور الآليات العسكرية الأمريكية المحترقة وحشود المحتجين العراقيين الذين يحملون الأسلحة الآلية وقاذفات الصواريخ ومشاهد الجنود الأمريكيين اليائسين من العودة إلي الوطن بعد أن أمضوا فترات طويلة في الخدمة بالعراق كل ذلك يتناقض بشكل حاد مع التقارير المفرطة في الوطنية التي دأبت شبكات التليفزيون على بثها في أعقاب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر وفي الاشهر القليلة التي سبقت الحرب على العراق.
|