* بغداد - د.حميد عبدالله - الصدر - الناصرية - البصرة - الوكالات:
اسفرت المواجهات الدموية التي تدور في إطار تمرد انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في المدن الشيعية عن مقتل 156 شخصا واكثر من 200 جريح.
وقد تواصلت الاشتباكات امس في مدينة الصدر حيث قتل سبعة عراقيين ثلاثة منهم توفوا متأثرين بجروح اصيبوا بها في اشتباكات الثلاثاء في مدينة الصدر في بغداد واربعة سقطوا في غارات شنتها طائرات اميركية فجر أمس الاربعاء على حي في الضاحية نفسها اسفرت ايضا عن جرح سبعة عراقيين آخرين.
وصرح قاسم مذكور مدير مستشفى الثورة العام ان اربعة اشخاص قتلوا وجرح سبعة آخرون في غارة جوية على حي قيارة.
وقال مذكور ان المستشفى استقبل منذ الاحد 46 قتيلا بمن فيهم صبي في العاشرة من عمره لم يتم التعرف عليه من قبل اي من افراد عائلته بعد، فيما جرح 132 شخصا آخرين.
وفي كربلاء اعلن مدير صحة محافظة كربلاء الطبيب صالح الحسناوي ان خمسة ايرانيين وثلاثة عراقيين قتلوا وجرح 16شخصا آخرين في مواجهات في المدينة بين انصار مقتدى الصدر من جهة وقوات التحالف وعناصر من الشرطة العراقية من جهة أخرى.
وفي الناصرية صرحت الشرطة العراقية في الناصرية جنوب العراق امس الاربعاء ان 15 عراقيا بينهم ثلاثة من عناصر (جيش المهدي) قتلوا الثلاثاء في المدينة في مواجهات بين هذه الميليشيا الشيعية والقوات الايطالية التابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وكان مصدر طبي في الناصرية ذكر الثلاثاء ان عشرة عراقيين قتلوا وجرح 37 آخرون في المواجهات. وقد جرح 12 عسكريا ايطاليا في هذه المواجهات التي جرت صباح الثلاثاء.
وقال الضابط في الشرطة العراقية ضياء عبد الله ان الحياة عادت الى طبيعتها صباح أمس الاربعاء، موضحا ان المحلات التجارية فتحت ابوابها وحركة السير استؤنفت في الشوارع الكبرى في المدينة.
وتجوب سيارات الشرطة العراقية في شوارع المدينة التي لم يسجل فيها وجود لسيارات او افراد ميليشيا (جيش المهدي) الذي شكله مقتدى الصدر.
واكد هذا الضابط انه تم التوصل الى اتفاق بين العسكريين الايطاليين والمسؤولين المحليين في الناصرية لنقل سلطة حفظ النظام ومراقبة طرق الاتصالات تدريجيا الى الشرطة العراقية.
وكانت هيئة الاركان الايطالية اعلنت الثلاثاء عن هذا الاتفاق من روما.
وقال عبد الله ان هذا الاتفاق مدته 48 ساعة ويفترض ان يسمح للشرطة العراقية بطرد انصار الصدر من شمال المدينة.
ويفترض ان تقوم الشرطة العراقية بتسليم مواقع انصار الصدر تدريجيا الى قوات التحالف.
واكد ان انصار الصدر لا يشاهدون في شوارع المدينة لانهم موجودون في مكاتبهم او خارج المدينة.
وتسيطر الشرطة العراقية حاليا على المدخل الشمالي للمدينة حيث تتمركز ثلاث آليات على متنها حوالى 12 من رجال الشرطة المسلحين.
وتقوم الشرطة العراقية ايضا بازالة مخلفات المعارك التي جرت الثلاثاء في المدينة ومن بينها سيارة محترقة سدت احد الشوارع واخرى اخترقتها عدة رصاصات. وعلى الضفة الجنوبية لنهر دجلة، كان الوضع هادئا. وتسيطر القوات الايطالية على جسر الزيتون احد جسرين يربطان بين قطاعي الناصرية.
من جهة ثانية تشهد البصرة ثاني المدن العراقية أمس الاربعاء هدوء مشوبا بالحذر وسط انتشار كثيف للشرطة المحلية العراقية.
وقد سمع دوي انفجار وعيارات نارية متقطعة لم يعرف مصدرها في المدينة بينما كانت دوريات راجلة للقوات البريطانية تجوب وسط المدينة. وانتشرت عناصر الشرطة المحلية حول وفوق المباني والمؤسسات والدوائر الحكومية ومبنى المحافظة خصوصا حيث لم يشاهد اي مسلح من حركة الصدر.
وفي كركوك سمعت طوال الليلة قبل الماضية أصوات طلقات نارية في أماكن متفرقة من مدينة كركوك في أعقاب مظاهرة نظمتها مجموعات من الشيعة التركمان تضامنا مع الموالين لمقتدى الصدر واحتجاجا على العمليات العسكرية التى تشنها القوات الأمريكية في العديد من المدن العراقية واسفرت عن مقتل ثمانية عراقيين و12 جريحا.
وأفاد شهود عيان بأن القوات الأمريكية تدخلت وقامت بتفريق هذه المظاهرة حيث بدأ بعد ذلك سماع طلقات نارية في أنحاء متفرقة من المدينة لم يعرف مصدرها. ويأتي هذا في الوقت الذي قرر فيه طلبة معهد المعلمين والتكنولوجيا في كركوك الاضراب عن الدراسة اعتبارا من امس دعما لأنصار مقتدى الصدر فيما واصلت القوات الأمريكية تشديد اجراءاتها الأمنية حول كافة مداخل مدينة كركوك.
وقد أصدر الاتحاد الاسلامى لتركمان العراق بيانا طالب فيه بالكف عن اللجوء للعنف والقوة في مواجهة المظاهرات والتوقف عن اطلاق النار على المواطنين.. وطالب بوقف المواجهات وتسليم المؤسسات العامة ومرافق الدولة الى السلطات الرسمية مؤكدا أن توفير الأمن والاستقرار مسئولية قوات الاحتلال وفقا للقوانين الدولية.
من جهته، دعا احد ممثلي آية الله علي السيستاني مجددا الى الهدوء والحفاظ على النظام.
واكد الشيخ عبد المهدي الكربلائي نوجه نداء بالهدوء والحفاظ على الامن، ونأمل في تسوية هذه المشكلة بالطرق السلمية.
وانتقد الشيخ الكربلائي الرد المتشنج لقوات التحالف على انصار مقتدى الصدر، مشيرا الى انه كان ممكنا التحاور وان الوضع لم يكن يتطلب اطلاق النار بلا سبب.
من جانب آخر قال مسؤول في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق أمس الاربعاء ان استسلام مقتدى الصدر المطلوب بتهمة القتل، هو الطريقة الوحيدة التي يمكن ان يساعد فيها على عودة الهدوء في العراق.
وقال الجنرال مارك كيميت اذا اراد الصدر تخفيف حدة العنف وعودة الهدوء، فبامكانه ذلك. عليه ان يسلم نفسه لاحد مراكز الشرطة المحلية ويواجه العدالة'.
وتوعدت قوات التحالف بتدمير مليشيا جيش المهدي والتي تقاتل قوات التحالف.
|