Thursday 8th April,200411515العددالخميس 18 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عشرة أعوام على الإبادة العرقية في رواندا عشرة أعوام على الإبادة العرقية في رواندا
الجنرال الذي شاهد المذبحة يؤكد مسؤولية المجتمع الدولي

* نيروبي د.ب.أ:
مع استعداد المواطنين في رواندا لاحياء ذكرى عمليات الإبادة العرقية التي شهدتها البلاد عام 1994 ندد الجنرال المتقاعد روميو دالير من قوات الأمم المتحدة بالمجتمع الدولي لعدم مبالاته بالمذابح التي كانت تتزايد مع بداية فصل الربيع في رواندا قبل عشر سنوات.
وقال دالير في كلمة ألقاها خلال مؤتمر عن منع الإبادة العرقية في العاصمة الرواندية كيجالي كانت عمليات الإبادة العرقية بشعة وإجرامية ومثيرة للاشمئزاز، وقعت لأن المجتمع الدولي لم يبال.
وكان دالير يقود قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في رواندا في الشهور السابقة على عمليات الإبادة العرقية، وكانت طائرة تقل رئيسي رواندا وبوروندي قد أسقطت في السادس من نيسان - أبريل عام 1994 مما فجر سلسلة من عمليات القتل في رواندا.
وطلب دالير من مجلس الأمن الدولي مزيدا من القوات وتغيير طبيعة مهمة قوات حفظ السلام لتتمكن من التدخل. لكن قوة المنظمة الدولية قلصت القوة بدلا من ذلك إلى 270 فردا واضطر الجنرال المتقاعد إلى الاكتفاء بمراقبة عمليات الإبادة العرقية تجري أمام عينيه.
وقال دالير أمام 600 مشارك في المؤتمر في كيجالي لم تكن لرواندا قيمة استراتيجية مشيراً إلى أن المجتمع الدولي كان مستعدا بدرجة أكبر كثيرا لإرسال قوات إلى يوغوسلافيا السابقة ومضيفا تركت رواندا تعاني من الإهمال.
وقال الباحث الكندي الخبير في أعمال الإبادة العرقية جيري كابلان في كلمة أمام المؤتمر إن فرنسا وبريطانيا والكنيسة الكاثوليكية لم تدرك دورها في أعمال الإبادة العرقية ودعا إلى تشكيل لجنة للتحقيق في هذا الموضوع.
وتعرضت إدارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون لانتقادات شديدة لدورها في منع اتخاذ أي إجراء بشأن رواندا، وكان مرتكبو المذابح العرقية في رواندا من الهوتو قد فروا إلى زائير عندما بدأت ميليشيات التوتسي في تعقبهم واكتسبوا عطف العالم على غير حق بعد أن أصبحوا لاجئين ومشردين.
واعترف كلينتون خلال زيارته لرواندا عام 1998 بتقاعس واشنطن عن التحرك لوقف المذابح وكرر اعترافه مرة أخرى في مقال بصفحة الرأي نشرته صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية يوم الثلاثاء. وكتب كلينتون في المقال: لم نتحرك بسرعة كافية بعد أن بدأت أعمال القتل، ما كان يجب أن نسمح لمخيمات اللاجئين بأن تصبح ملاذا آمنا للقتلة، لم نطلق على تلك الجرائم فور وقعها الوصف الصحيح وهو الإبادة العرقية.
وتسببت الإبادة العرقية في رواندا في كثير من المعارك والاضطرابات ذات الدوافع العرقية عبر الحدود في المنطقة في أواخر التسعينيات بما في ذلك الحرب الأهلية التي اندلعت في الكونجو. وبدأ عدد من الشخصيات الدولية البارزة في الوصول إلى العاصمة الرواندية كيجالي استعداداً للمشاركة في الاحتفال الرسمي بإحياء ذكرى المذابح. ومن هذه الشخصيات رئيس الوزراء البلجيكي جي فيرهوفشتات كما ينتظر وصول رئيس جنوب أفريقيا ثابو مبيكي، في الوقت نفسه أعربت السلطات الرواندية عن الدهشة وخيبة الأمل إزاء عدم مشاركة زعماء معظم الدول الغربية في الاحتفالات واكتفائها بإرسال مندوبين.
ولن يشارك في الاحتفالات الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان كما سيمثل الولايات المتحدة سفيرها المتجول لشئون جرائم الحرب بيير ريتشارد بروسبر. وستتضمن الاحتفالات في كيجالي يومي الأربعاء والخميس (ليلة للحداد).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved