من يعايش ويتذوَّق حلاوة الانضباط في المسلك والعمل وفي العبادة غالباً لا يرغب الانفكاك عنه ويتحول لديه إلى سلوك مبدئي يدخل في إطار أولوياته وبدهياته، يخجل حتى أمام نفسه إن أخل به أحياناً حتى لظرف عارض طارئ، خاصة إذا تعود أن يكون هذا المسلك والنهج عنواناً لشخصيته يعرف به ويحترم به ذاته فيحترمه الآخرون تلقائياً دون أن يحثهم على ذلك أو يعلن لهم ويفصح عن بنود سلوكه، فالفعال عند ذلك الشخص تغني عن المقال.. والطفل منذ انتسابه لروضة الأطفال أو مدرسته الابتدائية حين تعوده الأسرة على الجد وأداء الواجبات واحترام الوقت وأهمية العمل، وانتقاص أعذار الغياب وتمرينه على تجاوز المشكلات في سبيل العمل والانتظام في الحضور لكسب المعارف ستكون هذه القناعة قاعدة له في مسيرته التعليمية وبقية أمور حياته فلا يلبث أن يحقق النجاحات المتتالية متلذذاً بها وتكون سمة له يعرف بها بين الطلاب والمعلمين وأساتذته في دراساته العليا.
وأكاد أميل للاعتقاد بأن الإنسان مجبول على حب الانضباط في كل أموره لو وجد وسطاً حياتياً وبيئة عملية تلائم وتساعد على هذا النهج، غير أن ما يحيط بنا من سلبيات قد تعيق التدرج في سلم السلوك المنضبط.
|