في مثل هذا اليوم من عام 1979م ومن فوق كرسي من الخشب الأبيض وفي مواجهة قضاة محكمة الثورة الإسلامية تولى أمير عباسي هويدا رئيس وزراء إيران السابق بنفسه الدفاع عن حياته ضد التهم الموجهة إليه، وذلك قبل ان تدينه المحكمة وتصدر عليه الإعدام وينفذ على الفور!!
كانت المحاكمة عبارة عن حوار بين طرفين يتكلمان بلغة مختلفة وبدأت جلسة المحاكمة الأخيرة في الساعة الواحدة بعد الظهر وانتهت في الساعة السادسة والنصف مساء بالتوقيت المحلي. بعد التحقيق وإصدار الحكم في الساعة السابعة والدقيقة 25 مساء كانت جثة هويدا تسقط بعد إصابتها برصاص فرقة الإعدام. وأذيع نبأ تنفيذ الحكم فيه في نشرة الأخبار بإذاعة طهران في الساعة الثامنة مساء ذلك اليوم.
وطبقا للبيانات التي نشرتها الصحف قبل يوم فإن مهدي هدافي النائب العام ظل طوال خمس ساعات يوجه الاتهامات إلى هويدا بأنه باع إيران إلى الأجانب وانه ظل يقتل أبناء الشعب طوال ثلاثة عشر عاماً متصلة.
وكان هويدا يرد على كل الأسئلة بقوله انه كان يدور في نظام حكم لم يكن يسيطر عليه ولم يخلقه هو بنفسه.وحوالي الساعة السادسة مساء انتقلت المحكمة المكونة من سبعة أشخاص الرئيس والمدعي العام وخمسة قضاة إلى المرحلة الأخيرة في المحاكمة.
وقبل انتهاء المحاكمة صرح رئيس المحكمة موجهاً حديثه إلى هويدا: ان هدفنا هو إظهار الحقيقة ولكنك تكرر دائماً نفس الشيء.. هل لديك أقوال أخرى؟
- لا شيء باستثناء ما قلته ما دمت لا تريدني ان أشرح التفاصيل.. إنني أطلب فقط من الشبان الذين عذبهم السافاك ان يسامحوني ويغفروا لي فأنا أيضا قبض علي رجال السافاك وأودعوني السجن.. سيدي الرئيس اني أرجو إعطائي مهلة شهر حتى أكتب مذكراتي منذ عام 1941م.
-هويداً هل لديك أقوال أخرى؟
- لا ....
وبعد نصف ساعة كان حكم الإعدام قد صدر على رئيس وزراء إيران السابق. ونفذ الحكم فيه دون ان يتمتع بمهلة الساعتين التي تعطيهما المحكمة الثورية الإسلامية لكل محكوم عليه بالإعدام حتى يتمكن من تمالك أعصابه ويستعيد رشده.
| 
