في مثل هذا اليوم من عام 1978، قرر الرئيس الأمريكي جيمي كارتر تأجيل إنتاج القنبلة النيترونية بعد أسبوع من الارتباك الدبلوماسي الذي ألقي اللوم على الرئيس كارتر للتسبب فيه، إلا أنه أبقى على خيار البدء في تصنيعها مفتوحا بحيث يمكن له استخدامها (كوسيلة للمساومة) مع السوفييت في مفاوضات تخفيض الأسلحة النووية.
وقد نشأ جدل مثير حول قنبلة النيترون التي قام الأمريكيون بتطويرها، ويطلق على هذه القنبلة السلاح الإشعاعي المحسن، وهي عبارة عن سلاح نووي حراري متخصص ينتج عنه قدر أقل من الانفجار ولكن تصدر عنه كميات ضخمة من الإشعاعات المميتة، وهذه القنبلة مصممة لقتل الأشخاص، مع التسبب بأقل قدر ممكن من الخسائر في الممتلكات، بعكس الصواريخ النووية التقليدية.
وكانت إدارة الرئيس جيمي كارتر ترغب في تركيب رؤوس النيترون الحربية على صواريخ (لانس) وذخيرة المدفعية التي تقرر نشرها في أوروبا. واعتقد كبار المسؤولين بالجيش الأمريكي أن هذا السلاح مثالي للاستخدام ضد الجيش السوفيتي المتقدم في أوروبا، إلا أن العديد من اليساريين والليبراليين في أوروبا وأمريكا أطلقوا عليه (السلاح الرأسمالي)، كما هاجموه بسبب جعل الحرب النووية اكثر احتمالا، وأضافوا :إن التدمير الشامل ومنطقة الدمار المرتبطة بالأسلحة النووية التقليدية كانت المانع الرئيسي أمام استخدامها. كما كانت مظاهرات واسعة ضد القنابل النووية في جميع أنحاء أوروبا وفي دول متعددة مثل: النرويج وبلجيكا وهولندا التي رفضت وضع القنابل النووية على أراضيها.
وينسب تطوير قنبلة النيوترون للعالم الأمريكي سام كوهين في عام 1958، الذي فكر في إزالة غلاف اليورانيوم من القنبلة الهيدروجينية للسماح للنيترونات بالانتشار لمسافات أكبر واختراق الدروع الواقية والهياكل المدرعة، إلا أنه في عام 1960 اتخذ الرئيس كينيدي قرارا ضد الأسلحة النيوترونية لأنها يمكن أن تؤدي إلى تعطيل نشاط الاختبارات النووية التي كانت قائمة في ذلك الوقت.
|