تأتي مدينة بريدة لتحل ثاني أكبر مدن المنطقة بعد العاصمة الرياض متربعة على قمة الهرم الريادي في كافة المناشط الحياتية بالإضافة إلى أنها تمثل العاصمة الإقليمية لمنطقة القصيم مما جعلها تسابق الزمن تطوراً وتقدماً وكثافة سكانية مذهلة وبكل حق فإنك حيمنا تقف في أي طرف من أطرافها فأنه يخيل إليك وكأنك في قلب المدينة نشاطاً وكثافة وصخباً حضارياً لا يوصف وهذا لم يأت من فراغ إذا علمنا أن سكان المدينة وبإحصائية رسمية قد تجاوزوا ستمائة وخمسين ألف نسمة. ومن هنا وكمعادلة متوازنة لابد أن يواكب هذا التطور والاتساع ضبط أمني يلبي أولاً احتياج سكان المدينة من ناحية صيانة وحفظ حقوقهم وإنصافهم بشكل يطمئنهم ويضمن لهم حياة هادئة ثم إنه يولد لديهم الانطباع والإحساس بأنهم يعيشون بعد توفيق الله عز وجل ب(أمن وقائي) يعمل على سلامة ضرورياتهم التي أوضحها الشرع الحنيف لكي يسعى ابن آدم وكما هي الفطرة الكونية في عمارة هذا الكون بعد ان ضمن الحياة الآمنة فالأمن هو مرتكز الحياة. ولكن ومن هذا المنطلق نلاحظ أن مدينة بريدة بقدر ما ذكرت عنها سالفاً تعيش وتعمل بمركزين للشرطة (فقط) واحد في الجنوب وآخر في الشمال؟؟ وهنا أوجه رجاءلرجل الأمن المسؤول في المنطقة اللواء خالد بن عباس الطيب والذي حقيقة يعتبر (الرجل المناسب في المكان المناسب) والذي فعل من خلال الكثير من اللقاءات والأحداث معنى علاقة المواطن برجل الأمن هل يتصور أن مدينة بريدة والتي يحدها من الشمال محافظة عيون الجواء ومركز شري ومن الجنوب محافظة عنيزة ومن الشرق محافظتي الشماسية والأسياح ومن الغرب محافظة البكيرية أن تستطيع شرطة المنطقة القيام بتقديم الخدمة الأمنية المطلوبة والمأمولة منها من خلال مركزين للشرطة فقط؟ وهل للعاملين في هذين المركزين وفي ظل الضغط الهائل الذي يلاقونه في القضايا والبلاغات والشكاوي الجنائية والمطالبات الحقوقية بأن يقدموا ما في وسعهم خدمة لدينهم ووطنهم وإبراء لذمتهم؟؟ بل إنهم وكاستدلال عقلي يتركون أموراً تعتبر ثانوية في القضايا والمعلومات الجنائية ولكن لو كان لديهم متسعاً من الوقت لتوصلوا ومن خلالها لأهم النتائج الأمنية التي من شأنها ان تحافظ
على هذا الوطن والمقيمين فيه.
ومن هنا لو أوردنا مقارنة بين مدينة بريد من ناحية المساحة والكثافة السكانية والحركة الاقتصادية ومثيلاتها من المدن لوجدنا أن الكفة فيما ذكر تميل لمدينة بريدة وجميعها مدن غالية وعزيزة على قلوبنا جميعاً ولكن ومن خلال ما تتبعت اتضح أن في كل واحدة من المدن التي في حجم مدينة بريدة بها ثلاثة مراكز للشرطة وهو المأمو في كافة مدن ومحافظات مملكتنا الغالية لأنه لابد وأن يتواكب ويتساير الأمن مع التطور الحياتي لبلادنا الغالية. وبعد هذا كله ومن على هذا المنبر أقف محتاراً وملجماً بعد ان علمت وتأكدت فيما لا يدع مجالاً للشك ان الأمن العام سبق وأن وجه بافتتاح مركز ثالث للشرطة بمدينة بريدة ليخفف الضغط والعبء على المركزين العاملين ضماناً لتقديم خدمة أمنية أفضل. إلا أن هذا التوجيه مازال ينتظر التنفيذ في مديرية شرطة المنطقة لكن ثقتنا الكبيرة والمطلقة بمدير شرطة المنطقة بأنه وبكل تأكيد - حريص على ذلك - لكنه قد طال الإنتظار وتعاظمت الحاجة إلى ذلك فمتى تنعم بريدة بمركز ثالث للأمن فيها؟؟
علي بن عودة المحيميد /بريدة | 
