Wednesday 7th April,200411511العددالاربعاء 17 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تعقيباً على مقال الماضي عن (السكرتير) تعقيباً على مقال الماضي عن (السكرتير)

حاول الأستاذ عمرو الماضي أن يعزف على وتر إداري بحت يتجلى في ميل بعض مسؤولي الإدارات الحكومية إلى بناء حاجز صارم بينه وبين المراجعين من خلال اعتماده على سكرتير مهمته الأساسية (صرف) قاصدي الدائرة واختلاق الحجج وتقديم أعذار معلبة تحول دون مقابلة المدير.. الذي ارتضى لنفسه برجاً عاجياً ظناً منه أن الإنصات لصوت المراجع أمر يحط من قدر المسؤول ويمس هيبته سلباً لا إيجاباً.. طبعاً أنا لا أقصد أن يتحول مكتبه المبجل الى أفق مفتوح مكتظ بالقاصدين ولكن لابد من وجود جسر بينه وبينهم وطريقة ملائمة لامتصاص حدة المواقف ومعالجة قضاياهم واستنطاق آرائهم.. هذه الانعزالية (الارستقراطية) التي يلجأ اليها بعض مسؤولي الإدارات والمؤسسات هي السبب المباشر في اختلال اداء الدائرة او الجهة واهتزاز انظمتها ومحدودية انتاجها. وسيطرة الروتين العتيق على جنباتها.. مما يزرع الشكوى والتذمر على ألسنة المراجعين لهذه الدائرة المنكوبة بمسؤولها او مديرها الغائب عطاء وانتماءً.. فهو لا يدري عن أحوال موظفيه ومدى انضباطهم او تسيبهم فضلاً عن جهله التام بأمور المراجعين المغلوبين على امرهم فالامور تدار من قبل السكرتير او مدير المكتب الذي يتحكم بزمام المعاملات ويرسم تفاصيل الأمور الإدارية ولا سبيل لمقابلة المدير!! وفئة أخرى من مديري الإدارات لا يكاد يصل إليها المراجع الا بشق الانفس وبعد سيل من الاتصالات والمواعيد العرقوبية لاقتناص لحظات تكون نفسية المدير او المسؤول فيها مفتوحة فيتفضل مشكوراً ويسمح بمقابلة المراجعين!! او بعضهم.
وهناك أنموذج آخر في الميدان الإداري هي تلك الطقوس المصحوبة بنزعة التعالي والفلسفة عندما يقوم مدير الدائرة بإعطاء المراجع درساً في مستلزمات المنصب ورتوش الوجاهة فهو لا يوقع على المعاملة الا تحت استجداء المراجع بالرغم من أن توقيع المدير هو جزء من عمله ولا فضل له فيه ولا منة.. لكنها عقدة الكرسي الأنيق واجواء النزعة الإدارية الحادة التي تغتال قضايا المراجعين.. على يد سكرتير او مدير مكتب يقوم بغض الطرف عن معاملات هامة وتهميش مشاكل ومعاناة قاصدي الدائرة.. فأين هو ذلك المدير الذي يحترق عطاءً ويشتعل انتماءً مقدرا حجم الأمانة ومستشعراً أعباء المسؤولية ومحققاً عناصر الوطنية الصادقة.. مرحى لنا بهذا المدير الأنموذج الذي يتجلى قدوة حسنة بحثاً عن كل ما من شأنه النهوض بأداء ادارته وتطوير اساليب عطائها منصتاً لهموم المراجعين ومنصفاً ومقوماً أداء موظفيه وقد زرع في نفوسهم حب العمل والرغبة في الإنتاج ورافعاً قدر كل موظف مخلص متحمس.. انه المسؤول الكفء الذي يختزل مسافات العطاء.. ولا يجامل صديقاً او يحابي قريباً على حساب العمل وهناك نوع من مديري المكاتب او موظفي استقبال الجمهور لا يفقه أبسط آداب الحوار اضافةً الى جهله بفن التعامل مع المراجعين وتطبيق العلاقات الانسانية.. فلماذا لا تقوم تلك الادارات بتوعية موظفيها واقامة دورات تدريبية ترتقي بأساليب تعاملهم مع المراجعين الذين قد ينتظرون موظفاً انشغل بمكالمة هاتفية منصرفاً عن مراجعيه الذين ضغطوا على اعصابهم على أمل انتهاء ثرثرة الهاتف!! واعتقد لو أن كل موظف قام بعمله على أكمل وجهه لما احتجنا إلى جيش من المعقبين الذين يقومون بانهاء المعاملات وتخليص الاوراق.. وتحية لكل موظف مخلص دار في فلك عمله بأمانة وتفان وحماس منقطع النظير.. مفتشاً عن مصلحة العمل.. حريصاً على مصالح المراجعين فالوطن يحتفي بابنائه المخلصين.

محمد بن عبد العزيز الموسى / بريدة
malmosa@maktoob.vom


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved