* حائل - عبدالعزيز العيادة:
قام صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل يوم أمس الأول الاثنين بزيارة مفاجئة ومثيرة لسجن حائل العام ورافقت (الجزيرة) سموه بالزيارة السرية التي لم يعلم بها إلا بعض المسؤولين المكلفين بمتابعة تطوير سجن حائل وقبيل الزيارة بوقت وجيز.
تكتم وسرية
في الوهلة الأولى لعزم سموه زيارة السجن كان الجميع من حوله لا يعلم بوجهة سموه وصادف أثناء ذلك تواجد أمني مكثف أمام الإمارة بعد تلقي الجهات الأمنية من معتوه بلاغا كاذبا يهدد أمن الإمارة إلا أن ذلك لم يغير من نية الأمير بل إن بعض القيادات الأمنية لم تكن تعلم وجهة سموه رغم احتياطاتها الأمنية.وفي لحظات كان سموه أمام بوابة السجن التي فتحت على عجل واصطف رجال الأمن أمامها لاستقبال سموه.
مقابلات على انفراد
وما إن دخل سموه لإدارة السجن حتى ألقى كلمة توجيهية على القائمين على السجن ثم طلب سموه خروج الجميع وطلب مجاميع من السجناء على انفراد ودون أن يكون هناك أي مسؤول عن السجن فكان دخول أول مجموعة وتحدثت عن مدى حرصها على اتباع الأنظمة واحترامها لسموه مؤكدين أن مقابلتهم الخاصة لسموه أغلى من العفو للقاتل منهم وأجمل من الحرية للسجين بينهم (هكذا عبروا) بمشاعر متدفقة قابلها سموه بإصغاء تام بل كان سموه في أحيان كثيرة (محاورا بارعا) يدير دفة الحوار في اتجاهات متعددة بعين الخبير وكأن سموه يتلمس أساليب جديدة لمعالجة انحرافات الشباب وكيفية إيجاد الوقاية قبل الإصابة.
كما أكد سموه أن هذه الزيارة التي قام بها سموه لم تكن بسبب ما حدث من شغب في الماضي وإنما هي محددة وسوف تتبعها زيارات أخرى قادمة.
ثم توالت مجاميع السجناء على سموه ولكل مجموعة جديدة يصغي سموه ويعالج بوجود وكيل إمارة منطقة حائل الأستاذ سعد بن حمود البقمي ووكيل الإمارة المساعد الأستاذ خلف بن علي الخلف الذي يسجل تارة ويسجل تارة أخرى مدير عام مكتب سمو أمير المنطقة الأستاذ عياد الضويحي وسط اهتمام بالغ بكل ملاحظة وكل طلب مساعدة.
سجين يفاجئ سموه
وفي غمرة المشاعر الأبوية الحانية بين سموه والسجناء كان أحد السجناء ممن هو محكوم عليه بالقصاص يفاجئ سموه بطلب إخلاء المكان من زملائه يتحدث بشكل خاص عن أمور خاصة تجاوب معها سموه وتفاعل فكانت كلمات السجين تتدفق قائلا أنت الوالد أنت الأمير أنت القريب من القلب ولهذا أسأل سموكم بأن تكون معي فأنا أحبك من قلبي ولا أريد أن يقف بيني وبينك أحد.
رجل طاعن بالسن
كما كانت هناك وقفة رجولية من بعض السجناء الذين قابلوا سموه حيث شرحوا معاناة رجل طاعن بالسن كبير عليه مبالغ مالية مشيرين إلى أنه بحاجة لعناية خاصة وأنهم يقومون على خدمته فكان تفاعل سموه رائعا حينما أمر بإخراجه وتكفل سموه بسداد ما عليه ليخرج لأسرته فورا ودون تأخير.
فما كان من السجين المسن بعد أن علم في عنبره إلا أن أصر على مقابلة سموه وعناقه وشكره في موقف مؤثر ومثير اختلطت فيه حرارة الدموع بفرحة الإخراج.
حيث خرج السجين إلى أهله بعد إنهاء الإجراءات اللازمة.
جولة داخل العنابر
ثم قام سموه بجولة داخل عنابر السجن والتقى بعدد من السجناء وكان دخول سموه مفاجئا على بعض العنابر حيث كان الكثير منهم لا يعلم أن سموه هو الذي يزوره والبعض الآخر قام من مرقده بشكل سريع ليسلم على الأمير سعود بن عبدالمحسن مؤكدا أن هذا اللقاء مع سموه (يوم عيد) كما طلب بعض السجناء من (الجزيرة) الإعراب عن شكر الأمير والتقاط صور لهم مع سموه لتكون ذكرى غالية يحتفظن بها ثم زار سموه المواقع الخارجية لسجن النساء وامكانية استغلال المساحات حوله لزيادة عنابر وعمل توسعة وتطوير، ثم أخذ سموه جولة كاملة على مرافق السجن الأخرى واطلع على الخدمات التي تقدم للسجناء.
وفي ختام جولته وجه سموه بإيجاد حلول لكثير من إشكالات السجناء وأمر سموه بتسهيل معاملات السجناء وعندما أرادت (الجزيرة) استطلاع نتائج الزيارة من سموه امتنع إلا أنه قال إن هناك نقلة نوعية في الإدارة قريبا وهناك قرارات مهمة سوف تتخذ إداريا وإصلاحيا وأخرى تتعلق بالعنابر ولم يبدِ سموه تفصيلا لها إلا أنه قال سوف ترونه قريبا على ارض الواقع بما يخدم تطوير السجن بإذن الله.
مؤكدا اهتمام ولاة الأمر ومشيرا إلى أن هناك نواقص كثيرة ونحن بصدد إنهائها بتوجيهات من وزير الداخلية وسمو نائبه مبينا سموه أن السجناء أبناؤنا ونتطلع أن تكون السجون إصلاحيات تخرج أناسا قادرين على التكيف والنهوض ليخدموا أنفسهم والوطن.
| 
