وما الذي يريدونه أكثر؟!
سؤال تلقائي بعد قراءة ما تناولته بعض الصحف الالكترونية، وتداولته مواقع المثقفين والأدباء العرب: ثلاثة عشر عضوا أمريكيا من أعضاء الكونجرس يقرون عدم كتابة (بسم الله الرحمن الرحيم) أو اي آية قرآنية في المراسلات الرسمية بين المسلمين، والعرب، ويمنع (تدخل) أي صبغة دينية في أنظمة المراسلات والمعاملات بدعوى التخلص من العوامل الدينية في علاقات التبادل.
ولا ندري هل كتابة (بسم الله الرحمن الرحيم) ستؤثر فيما لو راسل شخص مسلم واحداً من هؤلاء؟ أيعني ذلك أنه يجرح ذائقته الدينية، أو يحرك فيه شعور المناهضة لدين دون آخر؟! أم أن هذا الموقف في مثل هذه المؤسسة الكبرى يعني فرض وصاية أمريكا على أدق خصوصيات الأمم والشعوب بما فيها لغتهم وعقيدتهم فضلاً عن تدخلهم في ثوابتهم وقيمهم ومحاولتهم الهيمنة الكبرى بقوة الصدارة العسكرية والصناعية والاقتصادية؟ (الثالوث) الحاكم بأمره؟
إن سيادة الأعضاء المبجلين منحوا ستة أشهر كحد أقصى زمنياً كي تلقي الدول المسلمة في حاويات النفايات جميع مطبوعاتها الرسمية التي تحمل (البسملة) أو آي من الذكر الحكيم لتكون (مطيعة) للسادة العظماء الذين لم يعودوا يدبرون ما يدور في نواياهم خفاء بل سطوا حتى اصبحو يجاهرون بالأمر، ويهيمنون بقوة فوقها قوة أعظم لم تدع لجبروت فرعون ولا لطغي قوته حيلة امام فوران التنور وهيجان البحر!! والقوم الذين نزحوا عن معاقل ثوابتهم جرياً وراء بريق الدنيا، وخوفاً من لمعة بريق الطائرات المفخخة، فألقت نساؤهم حجابها ورطنت ألسنتهم بأقوالهم، وتمظهرت سلوكاتهم برسمهم عليهم أن يعوا مسؤوليتهم أولاً امام الله تعالى، ثم التاريخية والحضارية والقومية تلك المسؤولية التي لن تفلت منها محابر التدوين لتخطها ذات يوم فلا ينبغي التفريط، ولا يجب التهاون بل نحتاج اكثر ما نحتاج إلى روح المسلم الصافية بحب الله القوية بالثقة فيه تعالى، مع البحث في منظومة الثقوب التي يمكن ان ينفذ منها كل طامح إلى خلخلة قوة كيان الإسلام التي لن تتهاوى ورب عظيم يحميها بكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه، وعد تعالى بحفظه، فعسى به أن يضيء عتمة البصائر والأبصار، وأن يسددها كي تبقى قوية لا تهاب عزيزة لا تضام. فبسم الله نبدأ وبسم الله ننتهي وعليه تعالى نتوكل، له الأمر وله المشيئة من قبل ومن بعد.
|