لكل (قيادة) أو (إدارة) جديدة أحلامها.. فهي تؤمن بما لديها من اتجاهات ومعارف ومهارات.. وانه بإمكانها ان تضع بصمتها الخاصة المتميزة.. وذلك بانجاز أعمال تحدث تغييرات ايجابية في المنشأة التي تديرها.. لتحقيق الاهداف المنوطة بها على أكمل وجه.
كما تؤمن تلك القيادة الجديدة (أو هكذا يفترض) أنها قادرة على ان تؤثر في الاخرين بطريقة خاصة.. تجعلهم يتفاعلون مع اتجاهاتها ليكونوا سواعد دعم وبناء لا اعاقة وهدم.
إن مما أدركه قادة التغيير ورواد الفكر الإداري.. أهمية فهم ثقافة المجتمع بجميع فئاته كشريحة خارجية مؤثرة في تحقيق أهدافهم سلبا أو إيجابا.. لذا ما انفكوا عن محاولة فهم واستيعاب قيم مجتمعاتهم لاتخاذها مداخل للتبشير بأفكارهم ومنابر لطرح رؤاهم.. حتى بات مؤشر نجاحهم يقاس بعمق إدراكهم لتلك القيم وشمولية فهمها.
كما اعتبروا ان المنشآت مجتمعات صغيرة يتفاعل أفرادها فيما بينهم بشكل يومي.. لذا فإن نجاحها يقاس بمدى قدرتها على مواءمة قيمها مع قيم أفرادها.. لتحقيق أعلى مستوى من الانسجام بين القيادة والموظفين.. مما يحقق أفضل إنتاجية ممكنة بأجواء نفسية مريحة.
إن المجتمع الداخلي والخارجي لأي منشأة هو الداعم (أو المعيق) للإنجازات التي يحلم كل قائد في تحقيقها.. حيث تواجه عمليات التغيير والتطوير من داخل وخارج المنشأة، عادة بمواقف متفاوتة مضمونا وعددا وقوة.. لتباين الاتجاهات والمعارف والرغبات.
ومن أجل تحقيق الإنجازات المستهدفة.. لابد من تكامل مسارات العمل.. احدها إعداد خطة اتصالية متكاملة.. تستهدف الشرائح الداخلية والخارجية.. لتحقيق التواؤم بين قيم القيادة مع قيم الموظفين وذلك لبناء ثقافة داخلية موحدة.. وتساهم في تحديد الهوية الموحدة المميزة للمنشأة التي ترغب القيادة في ان ترسخها في أذهان الشرائح الخارجية.. من خلال مختلف الوسائل الاتصالية.. وذلك لبناء صورة إيجابية موحدة لها في اذهان الشرائح المستهدفة.. غايتها حشد المؤيدين وتقليل المعارضين أو اضعاف تأثيرهم (على الأقل) لتكسب القيادة الدعم اللازم لتحقيق أهدافها بسهولة ويسر.
الغاية من كل ذلك هو: حشد دعم وتأييد الشرائح المستهدفة لاتجاهات المنشأة في التغيير والتطوير وذلك من خلال ترسيخ الثقافة الموحدة المحددة لاتجاهات الإدارة والدافعة لسلوكيات الأفراد العاملين.
فثقافة المنشأة هي مخزون القيم والمعتقدات المغروسة في العقل الباطن لرؤسائها ومرؤوسيها.. والتي تدفع سلوكيات الأفراد فترسم بذلك الملامح الشخصية لتلك المنشأة.. بغض النظر عن لوائحها المكتوبة.
|