** صرخ صدام كثيراً.. وبرهن على خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل..
ولم يصدقه العالم لأنه الراعي الذي صرخ كثيراً فإذا ما جاءه الذئب حقيقة كان العالم كله قد أدار ظهره له وذهب ليستمع إلى بوش وهو يقدم التقارير عن حجم السلاح العراقي النووي المخيف..
** انكشفت سوءة أمريكا اليوم..
وليس لها الآن إلا أن تلوذ بالدمقرطة والإصلاح وحلم الشرق الأوسط الكبير..
وما زال بيننا من يصدق.. ومن يصادق.. ومن يركض فرحاً مستبشراً.. وكأن الذي حدث في العراق لا يعنيه..
تخذله أحلامه حيناً.. لكنه حين يلتفت إلى واقع أمته العربية يحدث نفسه الأمارة بالسوء..
لعل وعسى..
** لكن هيهات أن تأتي لعل وعسى من أمريكا ومن خلفها إسرائيل..
هي الأدلجة ليس غير..
يريدون أن نكون نسخة ممسوخة لهم.. ولو كنا سنشبههم لربما هان الأمر..
لن تمنحنا أمريكا عود ثقاب لنخرج من خنادق الهزيمة المرة..
لن تعطي لأطفالنا..
ورداً يزرعونه في تراب فلسطين..
لن تمنحنا أمريكا سماداً نغذي به نخلات العراق..
.. ستخلق منا مخلوقات بلاستيكية.. دمى تهرول في الطرقات بحثاً عن لغة تعبر عنها فلا تجد..
ستتشفى بتاريخنا وقصائدنا ومجدنا الذي سئمت حديثنا عنه وكأنه قريب المنال..
ستسخر من كل تشدقات القوة والوحدة والائتلاف التي نتغنى بها في أدبياتنا.. بينما هي على الواقع فراغات متباعدة لم تستطع كل المحاولات تعبئتها وملء فراغاتها..
** تريد أمريكا..
أن تقبض على أيدينا وعلى أفواهنا..
وتغير من سحناتنا العربية..
هي لا تريد بنا إصلاحاً.. هي تريد أن تجعلنا أتباعاً مأخوذين بعالمها وثقافتها وسياستها.. وتريد أن تذوب إسرائيل معنا وتجعلنا أمة شرق أوسطية يتناغم فيها اليهود والعرب لترضي نزعة الغرور لديها.. ولا يعنيها من قريب أو بعيد مشاعرنا وتاريخنا..
** لن يأتينا الإصلاح على يد أمريكا..
ولن تكون دعاوى الإصلاح ومشروع الشرق الأوسط الكبير بأقل سوءة من أكذوبة أسلحة العراق النووية..
** لكننا معنيون جداً بهذه المرحلة أن نتوحد ونرمي جانباً كل ما تفرزه الاختلافات والنعرات والعصبيات.. وأن نهتم أكثر بإصلاح داخلنا أولاً {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ }.. ونسعى لإصلاح واقعنا.. لننبذ الكراهية جانبا.. ولننبذ التعصب والنعرات.. ولننبذ التصنيفات ولنحسن الظن ببعضنا وبأعمالنا وبأهدافنا.. ولنبدأ صفحة جديدة أولها الوطن وآخرها أحلامنا الجميلة به..
** وليبدأ كل منا بنفسه.. ولننظر لأعمال الآخرين إنها تسير نحو الهدف الذي نريد حتى لو اختلفت السبل والوسائل.. وليحفظ الله وطننا آمناً عزيزاً.. قوياً.
|