Wednesday 7th April,200411511العددالاربعاء 17 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
من ملأ المقابر والمستشفيات؟
عبد الرحمن بن سعد السماري

** كم هي مزعجة تلك الحوادث المرورية التي أغلقت بيوتاً.. ورمّلت ويتّمت .. وحولت الأصحاء إلى معاقين .. وملأت المقابر والمستشفيات.. وعطلت جزءاً من التنمية.. وجعل بعض الأشخاص عالة على الآخرين.
** في تقرير نشر في الصحف قريباً.. عن عدد المتوفين بالرياض.. رجالاً ونساء خلال عام.. قال: إن أكثر المتوفين كان بسبب الحوادث المرورية.. وهو كلام يحمل أكثر من رسالة.. وأكثر من معنى.. لعلنا نعتبر.
** يوم الخميس الماضي.. هز الرياض.. خبر.. وفاة أسرة بأكملها.. الأب..والأم.. والأبناء الستة.. أما الصغير السابع.. فقد مات دماغياً، في حادث شنيع مخيف وقع شرق الرياض.. بين شاحنة وصالون يحمل العائلة.. وأغلق بيت تلك العائلة.. وحزنت الرياض كل الرياض لهذا الخبر المزعج المؤسف.
** وهذا الحادث المفزع.. ليس الأول.. وليس أكثر الحوادث إيلاماً.. فهناك أكثر من بيت كان قائماً منذ سنوات.. مليء بالأولاد.. أغلقه حادث مروري خلال ثوان.. ولم يعد هناك بيت ولا أسرة.. وإذا شرّد منهم واحد أو اثنان.. فهو إما يتيم يتنقل هنا وهناك.. أو أرمل أو أرملة في حالة نفسية سيئة.
** قبل أسبوع.. أخذ أحد الصغار مفاتيح سيارة والده .. وأخذ (يجدِّع) بالسيارة حتى فشل في السيطرة عليها بفعل السرعة.. فجنحت به مراراً ثم ارتطمت ببعض السيارات.. وكان امامه باب كراج محكم الاغلاق.. فصدمه واقتحم البيت..ودخل في البيت.. وكان في داخل البيت.. سيارتان.. فصدمهما واستقر هو وسيارته داخل البيت.. ملتحماً مع السيارات بالداخل.. وفوجئ أهل البيت بهذا الزائر المزعج.. الذي استقر في منزلهم مع (راحلته) وقد هشم سيارتهم وحطم باب المنزل وكسر ما كسر..
** ثم.. انظروا إلى مواصير الشوارع والأشجار... حتى النخيل.. كم (صُرع) من نخلة.. وكم كسِّر من شجرة.. وكم سقطت من ماصورة.. حتى شبكات الابراج (الضغط العالي) العملاقة الضخمة.. تقدم لها أحد الشباب بسيارته الوانيت قبل سنتين في شارع خالد بن الوليد..فأسقطها بكاملها.. ومعها أسلاك الضغط العالي.. ولم يسلم ذلك البرج الكبير العملاق من تهور المتهورين..
** تسير في الدائري حول الرياض.. وتفاجأ بشاب يسير بسرعة (200كم) يتمرجح بين السيارات وكأنه يلعب (أتاري) ولو اختل توازن سيارته قليلاً.. لهلك وأهلك معه مجموعة ليست قليلة.
** في منزلك.. لا تستطيع النوم من التفحيط..
** وفي الطرق السريعة.. يسيرون كالبرق
** وفي أماكن (الْمَراغَة) و (الحيايل) أي الساحات والميادين.. لا نسمع إلا أصوات الاطارات والبواري.. هذا يفحط.. وهذا (يجدِّع) وهذا يغلق الطريق و(مرْ وعدِّي.. واصح التحدي).
و (يا نجد.. ياما بك من الخبث والطِّيب)
و(المقرّد والمراجيج).
** كان الله في عون المرور عليهم.. فهم عبء ثقيل.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved