* الرياض - وهيب الوهيبي:
فند سماحة المفتي العام ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ الاتهامات الإعلامية المتواصلة ضد المرأة وما يقال عنها بعدم اخذها لحقوقها الكاملة ، موضحاً سماحته ان تلك الاتهامات بعيدة كل البعد عن الحقيقة وقائمة على الباطل واختلاق ما ليس في الواقع مشيراً الى ان حقوق المرأة قد كفلتها الشريعة الإسلامية بما يناسبها ويحفظ كرامتها وعزها.
وحذر سماحة المفتي في هذا الصدد المرأة من الانخداع والانسياق خلف هذه الدعايات المزعومة التي لا تجر وراءها إلا الفتن والشرور.
وشدد سماحته خلال لقائه بالداعيات في مركز الأميرة العنود لتحفيظ القرآن الكريم بحي البديعة عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة مساء أمس الأول شدد على أهمية التحصل العلمي الشرعي من قبل العلماء المشهود لهم بالخير والصلاح وسلامة المنهج حتى يكون الداعية على علم وبصيرة بما يدعو اليه بالإضافة الى ان عليه أن يلتزم بمنهج السلف والتخلق باخلاق الدين في سلوكه وعمله والظهور بمظهر القدوة الحسنة وان يبدأ بالأهم فيبدأ بنفسه ثم أهل بيته والأقارب ثم الجيران وهكذا الى ان يصل الى عموم افراد المجتمع.
وأوصى سماحته الدعاة والداعيات الى التحلي بالرفق والصبر والحكمة عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وان يكون دافعهم لذلك هو حب الخير والرحمة بهم وحرصهم على تخليصهم مما هم فيه من المنكرات والمعاصي.
بعد ذلك دار حوار مفتوح بين سماحة المفتي والداعيات أجاب فيه عن اسئلتهم واستفساراتهم ومن ذلك ما يثار من ان هيئة كبار العلماء لا تصدر الفتوى إلا تحت ضغوط خارجية وليست من تلقاء نفسها نفى ذلك سماحته وقال انها دعوى غير مسلم بها. وأكد انها لا تخضع لأي ضغوط بل تعتمد على المصدرين الشرعيين الكتاب والسنة لا ما يوافق اهواء الناس ورغباتهم واعتبر نقد الفتوى بغير حجة ولا برهان نقص لا ينبغي التطرق له.
وحول مشاركة المرأة في اللقاءات والمنتديات في الداخل والخارج اوضح سماحته ان ذلك لا يحقق خيراً كثيراً ويترتب عليه مفاسد كثيرة وربما ان هذه المشاركات تفتح أموراً لا تحمد عقباها وقال سماحته لا انصح المرأة بالمشاركة فيها وعن أهم الكتب التي ينصح سماحته المرأة الاطلاع عليها قال: ان كتب رسائل أئمة الدعوة ومؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب فيها خير كثير وعون للمرأة في الدعوة الى الله بالاضافة الى كتاب الملخص الفقهي للشيخ صالح الفوزان.
وشدد سماحته على أهمية تدريس العقيدة الإسلامية وغرسها في النفوس موضحاً أن ما وقع الناس فيه من المنكرات والمعاصي هو بسبب ضعف هذه العقيدة في نفوسهم. ورحب سماحته بطلب الداعيات ضرورة وجود تواصل مع مكتب الافتاء في حال ما يستجد من قضايا حيث طلب التنسيق معه لتحديد موعد بهذا الشأن متى ما اجتمعت لديهن اسئلة واستفسارات . ونبه سماحة الشيخ من تنقص العلماء والطعن فيهم وتتبع زلاتهم وقال: إن الأصل في السباب محرم ويزداد حرمة واثماً اذا كان في حق أهل العلم والدين ، فيما اوضح ان رسائل الهواتف الجوال التي تطلب تغيير المنكر ليست دقيقة والعبرة في ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان).
وأكد سماحته رداً على سؤال عن حكم خلع البيعة ان من وقع في ذلك فإنه يجب نصحه وبيان الصواب له لانه يخشى على صاحبه ان لقي ربه وهو بهذا الحال لا حجة له حيث يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) موضحاً انه يلزمه توبة اذ هي ذنب ومرض قلب ، واشار سماحته في معرض اجابته للاسئلة الى ان المرأة ينبغي لها ان يكون انطلاقها في الدعوة الى الله في حدود مسؤوليتها ونطاقها الخاص لكي تثمر على جوانب فيها الخير ولها ولغيرها.
وفي ختام اللقاء قدم المشرف على مركز الأميرة العنود الشيخ أحمد السيف شكره وتقديره لسماحة المفتي على حضوره ولقائه بالداعيات سائلاً الله ان يجعل ذلك في موازين حسناته.
|