Wednesday 7th April,200411511العددالاربعاء 17 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

روسيا تسعى لمنافسة أوبك في أسواق النفط بتشجيع غربي روسيا تسعى لمنافسة أوبك في أسواق النفط بتشجيع غربي
600 ألف برميل زيادة في الإنتاج و20 ملياراً استثمارات مالية

* موسكو- طارق عبدالغفار- (أ ش أ):
رغم قرار منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك بخفض الإنتاج بنحو 4 في المائة للحفاظ على استقرار الأسعار بالسوق الدولية مع تراجع الطلب بالدول المستوردة تسعى روسيا إلى كسب ثقة الغرب بوصفها لاعبا أساسيا في سوق النفط العالمية في مواجهة ما تسميه بهيمنة أوبك على السوق وسعيها لتحقيق مصالحها دون النظر إلى مصالح الدول المستوردة.
وتسعى المملكة العربية السعودية - أكبر مصدر للنفط داخل أوبك- إلى طمأنة المستهلكين من خلال تعهدها بسد أي نقص في المعروض النفطي واستعدادها لتخفيض اسعار تصديرالنفط للعديد من الدول المستوردة منها الصين- ثان 3 أكبر مستورد للنفط على المستوى العالمي بعد الولايات المتحدة -وكوريا الجنوبية واليابان لمواجهة المنافسة الشرسة من جانب روسيا.
وقال خبراء نفط بشركة لوك أويل- كبرى شركات النفط الروسية - في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن اعلان روسيا عزمها على انشاء خطوط انابيب لنقل النفط والغاز للصين وكوريا الجنوبية واليابان باجمإلى تكلفة 20 مليار دولار يثير مخاوف الدول الاعضاء بأوبك.. ولكنه في الوقت نفسه يلقى ترحيب الدول الثلاث التي تنفق حوالي 10مليارات دولار سنوياً على استيراد النفط.
وقال نيكولاي مانفيلوف خبير النفص الروسي إن الدول الثلاث تعتقد أن دول أوبك الكبرى سوف تضطر إلى تقديم تنازلات في الاسعار لمصلحة الدول المستوردة للتغلب على منافسة النفط الروسي.
وتتنافس روسيا والسعودية للفوز بعقود توريد النفط للصين واليابان- ثاني وثالث مستورد للنفط على المستوى الدولي.
وقال نيكولاي مانفيلوف خبير النفط الروسي إن انتاج روسيا النفطي ارتفع بنحو 12 في المائة خلال الشهرين الماضيين ليصل إلى 8.9 ملايين برميل يوميا مقابل 8.4 ملايين برميل يوميا للسعودية.
وأشار مانفيلوف إلى أن الصين واليابان وكوريا الجنوبية - التي تستورد ثلاثة ارباع احتياجاتها النفطية من دول الشرق الاوسط - ترغب في تنويع مصادرها النفطية لتلافي أي اهتزازات في امدادات النفط.
ومن جانبه.. قال هيرو كاتسوماتا خبير النفط الدولي إن السعودية تسعى إلى اقناع الدول الآسيوية الثلاث باستمرار شراء النفط السعودي.. مشيرا إلى ان طوكيو حرصت على تنويع مصادر استيراد النفط خلال السنوات العشر الاخيرة.
وجاء توقيع صفقة النفط الايرانية اليابانية - التي تأجلت لفترة طويلة - بمثابة خطوة مهمة لمواجهة الضغوط الاقتصادية الامريكية على طهران ونقلة نوعية لقطاع النفط في تلك الدولة التي تحتل المرتبة الثانية في قائمة منتجي النفط بمنظمة أوبك.
وتبلغ قيمة الصفقة - التي وقعتها الدولتان في الثامن عشر من فبراير الماضى - حوإلي 3 مليارات دولار تتضمن منح اليابان امتياز تطوير حقل ازادجان النفطي.
ويرى محللون اقتصاديون ان طهران وطوكيو سوف تجنيان مكاسب من صفقة النفط حيث ستوفر جزءا من الواردات النفطية اليابانية من ناحية وتتيح الفرصة لايران لتطوير قطاع النفط الذي يعاني من القيود التي تفرضها واشنطن على الشركات العالمية التي تستثمر أكثر من 40 مليون دولار في قطاع النفط الايراني.
وقالت المحللة الاقتصادية آن روبنز ان الصفقة سوف تدعم قطاع النفط الايراني الذي يحتاج إلى استثمارات اجنبية هائلة لتنفيذ خطط التطوير.
وأضافت إن واشنطن - التي ابلغت بالصفقة - لم تكن متحمسة لها لانها دائما تطالب شركاءها التجاريين بممارسة ضغوط على ايران لدفعها للتجاوب مع المطالب الامريكية وفي مقدمتها التخلي عن خططها لتطوير أسلحة دمار شامل.
ويرى خبراء نفط دوليون ان العديد من الدول غير الاعضاء بأوبك كروسيا واذربيجان والنرويج قللت من نصيب المنظمة بسوق النفط الدولية.
وتشير الاحصائيات إلى ان انتاج اذربيجان النفطي ارتفع بنحو خمسة في المائة ليصل إلى 965 ألف برميل يومياً.
وتتنافس الصين واليابان لتأمين احتياجاتهما النفطية من حقول روسيا الغربية.. وتقترح موسكو انشاء خطوط انابيب تمتد من حقول سيبريا إلى داكنج بشمال الصين باجمإلى تكلفة 2.8مليار دولار.
وفي السياق نفسه.. عرضت طوكيو المساهمة بدفع 5.8 مليارات دولار لانشاء خط انابيب بديل يمتد من ميناء ناخدوكا الروسي على المحيط الهادي إلى اليابان لتأمين احتياجاتها من النفط.
وقال جانج جي هاك خبير النفط بموسسة - هيونداي أويلبنك - بكوريا الجنوبية ان روسيا تمثل تهديدا حقيقيا لأوبك بصفة عامة والسعودية بصفة خاصة في سوق النفط الدولية.
وتوقع هاك ارتفاع الطلب على النفط الروسي والايراني نتيجة ارتفاع معدلات الاستيراد الصيني من النفط والذي سيزيد بنحو 9.8 في المائة العام الحالي وفق التقديرات الصينية.
وتشير الاحصائيات إلى ان بكين سوف تستورد حوالي 100 مليون طن متري من النفط الخام عام 2004 مقابل 91.1 مليون طن متري العام الماضي.
وتسعى شركة ارامكو السعودية إلى امتلاك 25 في المائة من أسهم مصنع التكرير التابع لمؤسسة تشاينا للنفط والكيماويات الصينية- سينوبك -.
ووقعت سينوبك عقدا في اغسطس الماضي لإقامة مصنع لتكرير النفط باجمالي طاقة استيعابية 10 ملايين طن سنويا وتكلفة مليار دولار.
ويتزايد دور أوبك في ضوء تراجع معدلات انتاج النفط والغاز الطبيعي في أمريكا الشمالية لاسيما الولايات المتحدة.. فعلى سبيل المثال أعلنت شركة شيفرون تكساكو أن انتاجها النفطي من امتيازاتها النفطية على المستوى العالمي تراجع بنحو 4 في المائة عام 2003 نتيجة تقليص معدلات انتاجها داخل الولايات المتحدة.
وتسعى شركة شيفرون تكساكو إلى البحث عن امتيازات جديدة للتنقيب عن النفط خارج أمريكا الشمالية لتعويض التراجع في ارباحها.
ويرى خبراء نفط داخل أوبك ان المنظمة تسعى إلى تثبيت اسعار النفط بالاسواق العالمية عند 28 دولارا للبرميل.. مشيرين إلى ان زيادة الاسعار بمعدل قياسي يضر بمصالح الدول المصدرة والمستوردة في آن واحد.
وترى دول غربية أن صعود روسيا كلاعب رئيسي في سوق النفط العالمية يعزز من استقرار اسعار النفط على المستوى العالمي ويبدد المخاوف من هيمنة دولة واحدة على السوق - في اشارة إلى السعودية -.
وقال المحلل الاقتصادي ستانلي ريد ان زيادة روسيا وعدد من الدول الأخرى غير الاعضاء بأوبك لانتاجها النفطي يقلل من نفوذ المنظمة في سوق النفط العالمية ويجنب الاقتصاد العالمي المزيد من الهزات التي قد تحدث نتيجة التوتر في العديد من المناطق كالشرق الاوسط.
وتشير الاحصائيات إلى ان روسيا تزيد انتاجها النفطي سنويا بنحو 600 ألف برميل يوميا نتيجة زيادة معدلات الاستثمارات بالسوق النفطية الروسية والاحتياج المتزايد للنفط في العالم.
ويرى المحلل الاقتصادي ستانلي ريد ان روسيا تسعى إلى استغلال حالة التوتر وعدم الاستقرار بمنطقة الشرق الاوسط لاقناع العملاء الاوروبيين والآسيويين بالاعتماد على النفط الروسى باعتبار ان امدادات النفط الروسية آمنه.
وقال ادوارد مورس كبير الاقتصاديين في موسسة- هيتكو - لأبحاث وتسويق النفط بنيويورك ان عددا كبيرا من المستوردين الغربيين اضحوا يفضلون النفط الروسي.. مشيرا إلى أن روسيا تسعى لبناء وتقوية بنيتها النفطية بهدف زيادة معدلات انتاجها النفطي وتنويع اسواقها التصديرية.
وترى مؤسسة - بي اف سي - لابحاث الطاقة ان روسيا ينبغي عليها ايجاد المزيد من العملاء لتفادي اغراق سوقها المحلي بالنفط في ضوء معدلات الانتاج المتزايدة.. متوقعة أن يتشبع السوق الروسي بكميات اضافية من النفط تبلغ حجمها مليوني برميل يوميا بحلول عام 2010 حال فشل موسكو في زيادة عدد عملائها بالسوق العالمية.
وفي السياق نفسه.. قال أدام لنديز خبير شئون النفط الروسي ان موسكو تسعى إلى التنسيق مع منظمة الاقطارالمنتجة للنفط وليس التنافس معها لحماية مصالحها في السوق العالمية.
وأشار إلى ان أصواتا متزايدة داخل الولايات المتحدة باتت تطالب الادارة الامريكية بتنويع مصادر الحصول على النفط من خلال زيادة الاستثمارات النفطية بالسوق الروسية وعدم الاقتصار على اسواق الشرق الاوسط التي تتسبب حالة التوتر وعدم الاستقرار بها في تذبذب معدلات الاسعار بالاسواق النفطية وبالتالي تأثر الاقتصاد الامريكي سلباً بتداعياتها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved