Wednesday 7th April,200411511العددالاربعاء 17 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

العمالة الوافدة من زاوية أخرى العمالة الوافدة من زاوية أخرى
أحمد بن عبدالله العرفج

أثبتت الإحصائيات (المخبرية) أن نسبة العمالة الوافدة غير الماهرة ذات المؤهل التعليمي الأقل من المتوسط، تمثل 60% من إجمالي العمالة الوافدة للمملكة، هذا النوع من العمالة يتم استقدامهم في الغالب بما تم الاصطلاح عليه (بالفيزا الحرة) والتي يدفع بموجبها مبالغ طائلة على ألا يكون للكفيل سلطة على العامل (طبعاً هذا مخالف لنظام العمل السعودي)، وبعد ان استمر الحال على هذا دق ناقوس الخطر في دول الخليج وخصوصاً السعودية أيام تحرير الكويت، فكان من الضرورة بمكان ضبط هذا النوع من الإجراءات، والنظر في مدى الحاجة لهذه الجحافل من العمالة وفرض سياسات وإجراءات إدارية تضبط ذلك حسب النظام الذي يؤكد على قصر الاستقدام على التخصصات التي يحتاجها البلد.
لكن ما يختزنه العامل الوافد من أمانٍ وذكريات ارتسمت في أفقه حال مجيئه اصطدمت بأرض الواقع حيث تفاجأ أن هناك نوعاً من الضبط الأمني والذي أوجد حالة من الصراع من اجل البقاء نتج عنه تسجيل المئات بل الآلاف من بلاغات الهروب، ولأن الكرم السعودي مازال هو الغالب على السلوك العام فقد أعطت وزارة الداخلية آنذاك ما يسمى (تعديل الأوضاع) من خلال إتاحة الفرصة للوافد نقل كفالته إلى الغير، لكن ولأن سبب القدوم مبني على باطل وهو مخالفة نظام العمل والعمال السعودي (وما بني على باطل فهو باطل) فقد أوقع أولئك الوافدين في تخبط وعشوائية مما أدى لنقل كفالاتهم على كفلاء ليسوا أسوياء (هذا للأمانة).. هذا الوضع المأساوي لعمالة (الفيزا الحرة) من عدم الاستقرار النفسي وعدم توفر عمل ثابت والضغط الذي يأتي للعامل من بلاده على اعتبار ان القبيلة أو العشيرة هناك تشاركوا ضمنياً على انتداب احدهم لاستجلاب كنوز جزيرة (السندباد) وتحملوا الأعباء المالية لذلك، والخوف من الفشل والعودة لمواجهة الديّانة - بتشديد الياء - أدى بأولئك للسخط على هذا المجتمع السعودي وتلمس أخطائه وليت ان الأمر توقف عند هذا الحد بل تعدى إلى أن تكون هذه النسبة من العمالة أرضاً خصبة لترويج الأفكار الدخيلة على مجتمعنا المحافظ.
فلو نظرنا بالتحليل لواقع هذه العمالة لوجدناها أنها في الحقيقة تعاني في بلادها من مشاكل طائفية وسياسية ونقص في توزيع الموارد الاقتصادية وتخلف اجتماعي وانحلال خلقي وانعدام في الوازع الديني مما أوجد نوعاً من الحقد على ابناء هذا المجتمع الطيب، ناهيك عن الحسد وقد قيل كل صاحب نعمة محسود.
ونحن نشهد يومياً برامج تلفزيونية وإذاعية وتحليلات صحفية حول ظاهرة الإرهاب لم أر أي إشارة لهذا الأمر - إلا على استحياء من البعض - وهذا في الحقيقة خطأ في تصوري، والدليل أنك لو زرت أي المنتديات الحوارية عبر الإنترنت لأحسست بالحقد الدفين من أصحاب الأقلام المستوردة (يتضح ذلك من أسلوب التعبير) والغل والكراهية، وبالتالي فالبطالة عند هذه الشريحة من الوافدين قد خلقت نوعاً من التكتل والضغط على الجو العام، من خلال تسويق أفكار خارجية بين عموم الناس في المساجد والأرصفة وأماكن التجمعات، بل أدى الأمر إلى إحداث ردة فعل سلبية كالانحرافات الأخلاقية والعنف وانتشار الجريمة، كما ان ازدياد موجة البطالة بين هؤلاء الوافدين وعدم توفر الفرص الوظيفية البديلة عن (مبدأ العمل الحر) ساهما في انتشار الشعور بالإحباط العام واللامبالاة والعدوانية في التصرفات كردة فعل وبطريقة غير مباشرة بظهور المشاكل العمالية البسيطة منها ويمكن ان تقود في مراحل متقدمة الى ما يعرف بالعنف الاجتماعي الذي يدفع العاطل إلى ارتكاب الجرائم (والإرهاب).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved