* تغطية - حميد العنزي:
نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية افتتح سمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن أمين مدينة الرياض ندوة (إعادة تدوير النفايات) التي نظمتها الغرفة التجارية الصناعية بالرياض أمس الثلاثاء 16 صفر 1425هـ.
وأكد سمو أمين مدينة الرياض على اهمية موضوع الندوة وأنه موضوع علمي تطبيقي هام ودقيق وهو دراسة سبل التعامل مع مخلفات المواد البلاستيكية بإعادة التدوير، على نحو يؤدي إلى التخلص الصحي والبيئي من هذه المواد الكيميائية التي لا يكاد يخلو منها مجمع سكني أو تجاري أو طبي، مع إمكانية الحصول من هذا التدوير على عائد مادي أو منتج آمن ومفيد فضلاً عن تخفيف العبء على مرامي النفايات.
وبين سموه في كلمته أن مهمة نظافة الرياض تواجه خصوصية حجم المدينة وكثافة سكانها، مشيراً إلى أن الرياض تغطي مساحتها الآن نحو ألفي كيلومتر مربع، وتضم 155 حياً، ويتجاوز سكانها الأربعة ملايين نسمة، بمعدل نمو يصل إلى 8% سنوياً، وهذا القدر من المساحة والسكان يعطي معدلاً يومياً يتجاوز 5500 طن من المخلفات التجارية والسكنية ونحو 4000 طن من مخلفات الهدم والبناء، وأن لأمانة مدينة الرياض عدة مبادرات في مجال النظافة شملت النقلة النوعية في إدارة عملية النظافة حيث تم تقسيم نطاق المدينة إلى عدة (مناطق نظافة) متقاربة في المساحة والسكان، وتعدد المقاولين الذين تم التعاقد معهم، كما شملت استخدام تطبيقات الحاسب الآلي في المراقبة والإشراف، والبدء في مشروع (الدراسات التطويرية لتنظيم ومتابعة عمليات النظافة).
من جانبه أكد الاستاذ عبدالرحمن بن علي الجريسي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض في كلمته الترحيبية أن تنظيم الندوة يأتي إيماناً من الغرفة بأهمية التخلص الآمن من النفايات بما يحفظ الصحة العامة للمواطنين، ويحمي البيئة المحيطة من آثار التلوث الناجمة عن ضخامة حجم النفايات والمخلفات الخطرة التي تنتج عن عمليات التصنيع التي تشكل مخاطر على الصحة العامة للسكان وعناصر البيئة المختلفة من تربة وهواء ومصادر مياه وكذلك على النبات والحيوان، مؤكداً على أهمية تطوير إستراتيجية وطنية لإدارة النفايات وإعادة تدويرها، مشيراً إلى أنه انطلاقا من هذه الأهمية حشدت غرفة الرياض هذه الخبرات والكفاءات الوطنية في هذا اللقاء العلمي من أجل الوصول إلى ما يخدم الأهداف المشتركة التي يتطلع إليها كافة المهتمين بقضية إعادة تدوير النفايات. وقال المهندس أحمد بن سليمان الراجحي رئيس اللجنة الفرعية للصناعات البلاستيكية والكيميائية بالغرفة في كلمته إنه آن الأوان لتغيير الفكر السائد لدى البعض من الأضرار الناتجة عن إعادة تدوير النفايات وأن مخرجات إعادة فرز وتصنيف المخلفات والنفايات المنزلية كثيرة ومتنوعة تفوق كثيراً القدرات الفردية المبذولة حالياً.
وفي أولى جلسات الندوة التي خصصت للتجارب الدولية في إعادة تدوير النفايات استعرض متحدثون من فنلندا وألمانيا تجارب دولهم في مجال التدوير مؤكدين على أهمية الاستفادة من ذلك سواء على الصعيد الاقتصادي أو البيئي.
الجلسة الثانية تحدث المهندس محمد الجعيد نائب رئيس مجموعة العليان حول تجميع وإعادة تدوير البلاستيك. كما تحدث في الجلسة المهندس حسام باصالح، والمهندس عمر مكي حول إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية، وأشار مكي في ورقته إلى أن المملكة تنتج كميات كبيرة من البوليمر وشاع استخدام المواد البلاستيكية مما جعل نسبة هذا النوع من النفايات في ازدياد مطرد حيث تبين أن نسبة وزن المخلفات البلاستيكية في نفايات مدينة جدة قد ارتفع من 9.95% في عام 1995م إلى حوالي 17.31% في عام 2003م، مبيناً أن البلاستيك المعاد تدويره من النفايات البلدية يمنع عالمياً استخدامه في تغليف وتعبئة الأطعمة والمشروبات بسبب الملوثات التي يمكن أن تكون عالقة به، واستعرض المتحدث عدداً من فوائد النفايات البلاستيكية.
وفي الجلسة الثالثة استعرض المهندس سليمان سنقوف والمهندس ممدوح تمر من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة الأنظمة والقوانين المتبعة للحفاظ على البيئة وإنجازات الرئاسة في مجال حماية البيئة والمعاهدات والاتفاقيات الإقليمية والدولية المتعلقة بذلك.
وفي ختام الندوة تم فتح المجال للمناقشات العامة والتوصيات حيث دارت معظم التوصيات حول أهمية الدعم الحكومي لمصانع إعادة تدوير النفايات وتشجيع القطاع الخاص لإنشاء وتطوير صناعات تستخدم البلاستيك المسترجع، وسن الأنظمة والتشريعات المناسبة لتشجيع وتنظيم صناعة إعادة تدوير البلاستيك.
|