Wednesday 7th April,200411511العددالاربعاء 17 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
حرب الصدريين مع الأمريكيين.. إلى أين؟
جاسر عبدالعزيز الجاسر

لم تعد المهادنة ممكنة بين قوات الاحتلال وتيار الشيخ مقتدى الصدر؛ فمنذ البداية وضح التباين بين الأمريكيين بالذات والشيخ الصدر، الذي أوضح منذ اليوم الأول لدخول القوات الأمريكية والمصاحبين لها من المعارضين العراقيين الذين كانوا يقيمون في الخارج، أنه لن يتعامل مع الأمريكيين، وأن العراقيين الذين بقوا في العراق يواجهون نظام صدام حسين، والعراقيون وحدهم، هم الذين يجب أن يديروا العراق الجديد.
والمتابع للأوضاع في العراق يفهم ما كان يقصده الشيخ مقتدى الصدر، العازف عن التعامل مع الأمريكيين؛ لذا كان مستبعداً من (توليفة الحكم) التي وضعها الأمريكيون في مؤتمرات المعارضة التي سبقت الحملة الأمريكية على العراق. ومقتدى الصدر كان يعرف أنه وتياره مستبعدون من المجموعة الحاكمة التي ستخلف نظام صدام حسين؛ فالأمريكيون فضلوا عليه الأحزاب الشيعية المتمثلة في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية (جماعة الحكيم)، وحزب الدعوة برئاسة الدكتور إبراهيم الجعفري، والمؤتمر الوطني برئاسة أحمد الجلبي، والوفاق الوطني برئاسة إياد علاوي، واختاروا أشخاصا من الشيعة مثل محمد بحر العلوم وآخرين يرى مقتدى الصدر أنه أهم منهم وأكثر أنصاراً، وكان يعتقد أن القضاء على الشيخ عبد المجيد الخوئي سيخلي الساحة أمامه باعتباره ابن المرجع الأعلى للشيعة الذي خلفه الخوئي الكبير الذي توفي أيام عهد صدام، في حين أن والد مقتدى الصدر قتل من قبل النظام السابق؛ ولذلك فإنه الأحق بأن يكون المقدم في مجلس الحكم؛ ولهذا صدرت عنه تصريحات تشير إلى أنه كان يعرف أنه مستبعد؛ ولذلك شكك في الشخصيات التي رافقت دخول الأمريكيين العراق وطعن في وطنيتهم، وحتى في عراقية بعضهم، ولا سيما بعض زعماء الشيعة ذوي الأصول الإيرانية.
مقتدى الصدر توقف عن مثل هذه التصريحات، خاصة بعد استدعائه إلى إيران، إلا أن الأمريكيين لم ينسوا مواقفه وعدم انصياعه لمحاولات (ترويضه) ولذا فتحوا ملف اغتيال عبد المجيد الخوئي المتهم باغتيال المقربين لمقتدى الصدر، بل إن الأمريكيين كانوا قد وضعوا لائحة بأسماء المتهمين، وجعلوا على رأسها مقتدى الصدر نفسه، ويأتي بعده مدير مكتبه مصطفى اليعقوبي. وعندما اعتقل اليعقوبي؛ للتحقيق معه حول حادث مقتل الخوئي أيقن مقتدى أن الدور سيأتي عليه؛ ليصفي الأمريكيون الحساب معه، قبل أن يُسلم الأمر إلى الحكومة العراقية القادمة التي قد لا تجرؤ على محاسبته. وهكذا اندلعت المواجهة بين الأمريكيين والصدريين، والتي ستحدد نتيجتها الكثير من الأشياء في العراق.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved