* واشنطن - سيدني - ليجانيس - الوكالات:
اعترفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ليل الاثنين الثلاثاء بأنها تدرس إمكانية إرسال تعزيزات إلى العراق بعد المواجهات العنيفة التي جرت خلال تظاهرات لميليشيا شيعية، مشيرة في الوقت نفسه إلى عدم الحاجة إلى قوات إضافية حاليا.
وقال مسؤول كبير في القيادة الأميركية الوسطى طلب عدم كشف هويته (نعترف باحتمال حدوث مزيد من التظاهرات وأعمال العنف (. . . ) لذلك طلبنا من مسؤولينا النظر في القوات المتوافرة واحتمال نشرها بسرعة).
لكنه أضاف (لا نعتقد أننا سنحتاج إلى قوات إضافية ولدينا عدد كاف من الجنود للقيام بهذه المهمة)، موضحا أن احتمال نشر تعزيزات (مطروح لأسباب تتعلق بالتخطيط).
**
وقالت مصادر في القيادة الأميركية الوسطى أن 134 ألف عسكري أميركي ينتشرون في العراق حاليا من أصل أكثر من 155 ألفا في قوات التحالف. وأكد المسؤول نفسه الذي كان يتحدث في مقر القيادة الوسطى في تامبا (فلوريدا) أن المواجهات التي جرت في نهاية الأسبوع بين القوات الاميركية وميليشيا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى (تشكل في نظرنا بداية حرب اهلية).
وكانت شبكة التلفزيون الاميركية (سي ان ان) ذكرت الاثنين أن الجنرال جون أبي زيد المسؤول عن العمليات العسكرية في العراق طلب من القيادة الوسطى أن تحدد خلال 48 ساعة الخيارات العسكرية الممكنة في حال تدهور الوضع في العراق. وقال المسؤول في القيادة الوسطى الذي طلب عدم كشف هويته (نراجع باستمرار احتياجاتنا والجنرال أبي زيد مجبر في هذا الاطار على دراسة اسوأ السيناريوهات). وسيشكل قرار إرسال قوات إضافية إلى العراق في حال اتخاذه، نكسة كبيرة لإدارة الرئيس جورج بوش الذي يؤكد منذ اعلانه انتهاء العمليات العسكرية الأساسية في العراق في الأول من ايار/مايو الماضي، أن عدد العسكريين الأميركيين كاف لضمان استقرار العراق.
وقال عدد من الخبراء في شؤون الدفاع الاثنين أنه من المبكر جداً تقدير حجم التهديد الذي تشكله ميليشيا مقتدى الصدر الشيعية، مما يجعل الحديث عن احتمال أن تقرر إدارة بوش إرسال تعزيزات عسكرية سابق لاوانه.
وقال الجنرال وليام ناش الذي تولى قيادة قوات أميركية في البوسنة أن (هذه الإمكانية ما زالت قائمة في الأمد القريب (. . . ) لكن الإدارة مقيدة بخطابها المعلن ولاتستطيع زيادة قواتها لفترة طويلة).
ومع أن المسؤول في القيادة الوسطى قلل من أهمية مقتدى الصدر، يبدو أن تمرد الميليشيا الشيعية الذي كانت تخشاه الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، أحيا مخاوف المسؤولين العسكريين الأميركيين.
وقال المسؤول ان مقتدى الصدر (رجل دين لا يرتدي أهمية كبيرة ومهمش داخل الطائفة الشيعية)، لكنه اعترف بأنه يمارس (تأثيرا قويا على الميليشيا التابعة له التي تضم حوالي ثلاثة آلاف رجل).
وأضاف أن (الميليشيا التابعة للصدر ستحاول أن تصبح أقوى وأكثر نفوذاً مع اقتراب موعد نقل السلطة إلى العراقيين) في نهاية حزيران/يونيو المقبل. وكغيره من المسؤولين في وزارة الدفاع، رفض المصدر الحديث عن (تمرد شيعي)، مؤكدا أنه عصيان لمجموعة محدودة جدا من الشيعة الذين يمثلون ستين بالمئة من سكان العراق.
وفي سيدني أعلنت استراليا أمس الثلاثاء أنها لا تعتزم إرسال تعزيزات عسكرية إلى العراق على الرغم من تدهور الوضع في هذا البلد. وقال وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر أن إرسال جنود لتعزيز قواتنا التي تضم 850 رجلا في العراق (ليس واردا حاليا).
وأضاف أن (الأميركيين لم يتقدموا بطلب من هذا النوع وهذه المسألة لم تبحث)، معبرا عن ارتياحه لتصدي الجنود الأميركيين للاضطرابات الناجمة عن تظاهرات لمؤيدي الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.
وتابع داونر أن (أعمال العنف هذه يمكن أن تستمر عدة أيام ثم تهدأ أو لا تهدأ. علينا أن ننتظر لنرى ما سيحدث).
كما أكد الرئيس السلفادوري فرانشيسكو فلوريس أن حكومته مصممة على استمرار وجود الكتيبة المؤلفة من 380 جنديا في العراق منذ آب/اغسطس 2003 ، على رغم مقتل واحد منهم في هجوم يوم الأحد.
وقال فلوريس لشبكة تلفزة وإذاعة مساء الاحد (اليوم أكثر من أي يوم مضى، نحن مصممون على وجود قوتنا المسلحة في أعمال إعادة الإعمار وإحلال السلام والديموقراطية في العراق).
من جهتهم حوّل الأسبان بعد أن شهدت ضاحية هادئة في عاصمتهم في مطلع الأسبوع تبادلا لاطلاق النار وتفجيرا انتحاريا غضبهم إلى حكومة خوسية ماريا ازنار قائلين إنها هي التي جلبت عليهم المتاعب بإرسال قوات إلى العراق.
وقال مانويل كوبو (58 عاما) ويعمل في مصنع سيارات وكان من بين آلاف الأسبان الذين انضموا إلى مسيرة سلمية في ضاحية بالعاصمة مدريد مساء الاثنين (اللوم كله تقريبا يقع على عاتق الحكومة التي وضعتنا في خط النار).
ونظمت المسيرة في ليجانيس بعد يومين من قيام متشددين يعتقد أنهم وراء تفجيرات قطارات مدريد الشهر الماضي بنسف أنفسهم رافضين الاستسلام إلى الشرطة بعد أن طوقت شقتهم السكنية. وقتل في التفجير ضابط شرطة اسباني.
|